الوطن

مجلس الأمن الدوليّ يبحث فتح ممر حدوديّ ثانٍ، ولافروف يتهم «النصرة» بمنع القوافل الإنسانيّة من العبور مع تغاضي أنقرة

المقداد: الغرب يريد وصول المساعدات إلى الإرهابيّين والوجود الأميركي في سورية يجب أن ينتهي

اتهم وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، البلدان الغربية بمحاولة تمرير المساعدات الإنسانية إلى «العناصر الإرهابية»، مشدداً على ضرورة إدخال هذه المساعدات عبر دمشق فقط.

وفي حديثه مع RT، أكد المقداد أن «الهدف الأساسي للغرب هو تمرير المساعدات للعناصر الإرهابية مثل جبهة النصرة وداعش والخوذ البيضاء». وأضاف: «إذا كانت الولايات المتحدة صادقة في ما يخصّ المساعدات، فإن سورية مستعدة لإدخالها عبر دمشق، وليس عبر الحدود السورية التركية أو أية حدود أخرى».

وأشار المقداد إلى أن الولايات المتحدة «لا تهتم بحياة الشعب السوري»، والدليل على ذلك عدم رفعها الإجراءات القسرية والعقوبات التي تريد منها واشنطن منع دخول «لقمة خبز» لو تمكنت من ذلك.

وأكد الوزير السوري على أن «الوجود الأميركي في سورية غير شرعي وهو مدان وغير مسموح بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي، ويجب أن ينتهي فوراً».

وبخصوص القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي جو بايدن، لفت المقداد إلى أن «جدول الأعمال الذي أتى به بايدن لم يكن موفقاً، لأن الجانب الأميركي ليس مخلصاً في ما يتعلق بقضايا الأمن والتعاون الاستراتيجي ولا بقضية سورية».

كما أعرب المقداد عن «ثقة دمشق العالية بروسيا»، مضيفاً أنه يعتقد أن «الرئيس بوتين أخبر نظيره الأميركي بما يجب على الولايات المتحدة القيام به لإنهاء وجودها في سورية ووقف التدخل بشؤوننا الداخلية ووقف دعم التنظيمات الإرهابية».

وكانت وكالة «أسوشيتد برس» قد أكدت أن مجلس الأمن الدولي ينظر في مشروع قرار يقضي بفتح ممر ثانٍ لتقديم المساعدات عبر الحدود إلى سورية.

وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن مشروع القرار الذي وزّعته على المجلس الجمعة النرويج وإيرلندا يقضي بتمديد عمل ممر باب الهوى عند حدود تركيا وسورية (وهو الممر الإنسانيّ الوحيد العامل حالياً بموجب الآلية الأمميّة لتقديم المساعدات) وإعادة فتح ممر اليعربية بين العراق وسورية الذي تم إغلاقه في يناير 2020.

 

 

 

 

 

 

 

 

كما ينصّ مشروع القرار على استئناف التفويض لمدة عام في هذه المسألة، بدلاً عن التفويض لمدة ستة أشهر، الذي أصرّت عليه روسيا.

وينصّ مشروع القرار على أن «الوضع الإنسانيّ المدمّر في سورية لا يزال يشكل خطراً على سلام وأمن المنطقة».

ومن المتوقع أن يناقش الخبراء في مجلس الأمن مشروع القرار الجديد مطلع الأسبوع الحالي.

ونقلت «أسوشيتد برس» عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في رسالة شفهية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء الماضي، اتهامه تنظيم «هيئة تحرير الشام» التي تشكل «جبهة النصرة» السابقة عموده الفقري، بمنع القوافل الإنسانية من عبور الحدود إلى سورية، مع تغاضي أنقرة عن هذا الأمر.

كما حمل لافروف، حسب الوكالة، المانحين الغربيين المسؤولية عن الابتزاز من خلال التهديد بقطع التمويل الإنساني عن سورية في حال عدم تمديد تفويض ممر باب الهوى، مشدداً على ضرورة التصدي لمثل هذا السلوك.

وجدد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الأربعاء الماضي، موقف موسكو القاضي بأن الظروف في سورية تغيّرت، ما يتيح التخلي عن أسلوب تقديم المساعدات عبر الحدود والانتقال إلى توزيعها عبر خطوط القتال داخل البلاد.

ولفت نيبينزيا إلى أن الغرب لم يبذل أي جهد في هذه المسألة، قائلاً إنه لا يمكن الحديث عن تمديد تفويض معبر باب الهوى، ما لم يؤكد الغرب بالأقوال والأفعال التزامه بتحقيق هذا الهدف.

إلى ذلك، حذّر المبعوث الدولي إلى سورية، غير بيدرسون، مجلس الأمن من خطورة الوضع الإنساني في سورية بسبب العقوبات والحصار.

وأشار، في اجتماع لمجلس الأمن، إلى «وجود مؤشرات على نمو خطر داعش»، داعياً إلى «التصدي للإرهاب»..

وقال إنه «بالنظر إلى الهجمات التي يقوم داعش بها، ومدى ما يصل إليه، فإن خطره ينمو، بينما تبقى تنظيمات إرهابية أخرى طليقة ولا تزال تسيطر على مساحات»، مشدداً على أن «اللاعبين الدوليين الأساسيين يستطيعون، بل عليهم التعاون في مواجهة هذه المجموعات الإرهابية، بأسلوب فعال، على نحو يحفظ المدنيين، ويعزَز الاستقرار، وفقاً للقانون الدولي».

بدوره، ندّد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، بـ»الاحتلالات القائمة على الأراضي السورية، ولا سيما الغربية منها، وبالاعتداءات الإسرائيلية على سورية».

وقال روانجي إن «هذه الأوضاع غير المستقرّة لها تبعات بعيدة المدى بالنسبة إلى هذه المنطقة المضطربة، وإلى السلم والأمن الدوليين، بصورة عامة»، مشدداً على أن على مجلس الأمن «الاضطلاعَ بمهمته، وتأمين سيادة سورية ووحدة أراضيها. ولهذه الغاية يتعيّن على جميع القوى الأجنبية مغادرة الأراضي السورية بدون شرط أو مماطلة».

من جهته، ندّد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، بالتدخل الأجنبي في الشؤون السورية، وبإنشاء كيانات على أسس عرقية ومذهبية، «تفتح الباب واسعاً أمام تقسيم سورية وتقويض الاستقرار الإقليمي».

وقال إنه «فضلاً عن خطر التنظيمات الإرهابية، مثل داعش، تشكل الكيانات المصطنعة خطراً لتقسيم سورية بناءً على حدود إثنية ومذهبية»، معرباً عن إدانته الغارات الإسرائيلية المتزايدة ضد سورية، ومشدّداً على أنها «تؤدي إلى تعقيد مساعي الاستقرار في المنطقة برمّتها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى