استمرار المفاوضات النووية في مونترو تمهيداً لاجتماع الخميس المقبل
اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرة ودعوته طهران كي توقف برنامجها 10 سنوات، بأنها تأتي لاستقطاب الرأي العام الأميركي ومواجهة دعاية رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، مؤكداً عدم رضوخ إيران لمطالب الطرف الآخر المبالغ بها.
وقال ظريف في تصريح للصحافيين إن «كلام أوباما يثبت بوضوح حقيقة أن الولايات المتحدة الأميركية التي قامت خلال العقود الأخيرة بتوجيه تهديدات عسكرية مباشرة وغير مباشرة وفرض إجراءات حظر ظالمة وغير قانونية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قد وصلت إلى هذه النتيجة وهي أن سياسة التهديد والحظر سياسة فاشلة وأن مثل هذه الممارسات لم ولن تكون قادرة على مواجهة العزم الراسخ والهمة الرفيعة للشعب الإيراني في الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية والتقدم في مجال استخدامها».
وأضاف أنه «من الواضح أن مواقف أوباما تأتي لاستقطاب الرأي العام الأميركي ومواجهة دعاية رئيس الوزراء «الإسرائيلي» نتنياهو وسائر المتطرفين المعارضين للمفاوضات وفي إطار كلمات وعبارات غير مقبولة وتنم عن التهديد».
وأوضح ظريف: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية دخلت المفاوضات بصدقية وستواصل المفاوضات حتى الوصول إلى الحقوق النووية للشعب الإيراني، ولن ترضخ لمطالب الطرف الآخر المبالغ بها ومواقفه غير المنطقية».
وكان الرئيس الأميركي أعلن في لقاء صحافي أن الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني ممكن في حال جمدت إيران برنامجها لعشر سنوات على الأقل. وأشار إلى أن على إيران أن تبقي برنامجها النووي على حالته الراهنة لمدة تتجاوز 10 سنوات ليمكن التأكد من أنها لا تملك سلاحاً نووياً. لكنه عبر عن شكه في إمكان إقدام طهران على التنازلات الضرورية برأيه لعقد الاتفاق النهائي، منوهاً بأن التنازل الإيراني سيكون أفضل وسيلة للرقابة على برنامجها النووي، وبه تنتفي الحاجة إلى أية أعمال عسكرية من قبل الولايات المتحدة أو «إسرائيل».
على صعيد آخر، حذرت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس أعضاء الكونغرس من السعي إلى فرض عقوبات جديدة، مشيرة إلى أن مثل هذا التدخل قد يطيح بالجهود الدبلوماسية.
وقالت رايس في كلمتها أمام مجموعة الضغط المؤيدة «لإسرائيل» إيباك «الكونغرس لعب دوراً مهماً… في عقوباتنا على إيران لكن ينبغي ألا يلعب دور المفسد الآن».
من جهة أخرى، اعتبرت رايس أن السلاح النووي لدى إيران قد يصبح تهديداً للولايات المتحدة و»إسرائيل»، وقالت: «مع أخذ دعمهم للإرهاب، وخطر سباق التسلح النووي في المنطقة، والخطر على نظام عدم الانتشار، فإن إيران لا تشكل تهديداً لـ»إسرائيل» فقط بل وتهديداً مباشراً للولايات المتحدة».
وأعلنت رايس أن طهران تراجعت في المسائل الأساسية، وهي تخص تخصيب اليورانيوم والامتناع عن بناء معامل جديدة للتخصيب، وعن تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة، وإيقاف بناء مفاعل أراك، مشيرة الى أنه في حال فشل المفاوضات فإن إيران ستركب أجهزة الطرد المركزي، وستجد الوقود لأراك وسيخسر الغرب إمكان التفتيش والشفافية الموجودة حالياً.
كما اعتبر ظريف تصريحات نظيره الأميركي الأخيرة والذي قال فيها بأن بلاده تختبر الطريق الدبلوماسية للحيلولة دون الإجراء العسكري ضد إيران، بأنها لا تساعد في حل قضية البرنامج النووي الإيراني.
وقال: «لا شك أن الخيار الوحيد للعالم لحل القضية النووية الإيرانية هو المفاوضات ولا خيار غيره»، وأضاف: «نظراً إلى أننا تمكنا في المحادثات السابقة التي أجريت بحضور فرق تقنية رفيعة المستوى من حل أو تبيين بعض القضايا بصورة أكبر، فإن هذه الجولة تعد أيضاً فرصة للبحث بشأن سائر القضايا التقنية».
جاء ذلك في وقت استؤنفت فيه أمس المفاوضات النووية بين الوفدين الإيراني والأميركي في مونترو السويسرية لتسريع التوصل إلى تفاهم قبل الاجتماع المرتقب في جنيف بين إيران والدول الست الخميس المقبل.
وتأتي هذه المفاوضات استكمالاً لجولة مفاوضات عقدت مساء الاثنين واستمرت ساعتين ونصف الساعة برئاسة وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري، وبحضور رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ووزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز. كما حضرها المستشار الخاص للرئيس الإيراني حسين فريدون ومساعدة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي هيلغا اشميت.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير من جنيف أمس أن المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني حققت تقدماً هذا العام أكثر مما حققته في العقد المنصرم.
وقال: «إن المحادثات بين مجموعة 5+1 وإيران تتقدم بشكل جيد. سوف أذهب أبعد من ذلك للقول إن المفاوضات لم تحقق مطلقاً في عشر سنوات تقدماً مثل الذي حققناه هذا العام».
إلى ذلك، أكد رئیس مجمع تشخیص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني أن المفاوضات النوویة تقترب من تحقیق النتیجة، وقال: «إن تلاحم الشعب الإیراني في هذا الموضوع مهم جداً».
وأشار هاشمي رفسنجاني، إلی زیارة رئيس وزراء الكيان «الإسرائيلي» بنيامين نتنیاهو الولايات المتحدة الأميركية، قائلاً إن نتنیاهو یهدد أوباما.