حقل العمر: بدء المقاومة
خلال أسبوع واحد تم استهداف حقل العمر، حيث تتمركز القوات الأميركية، وتنهب مع قوات قسد التي تتبع لها النفط السوري، ولم يعُد ممكناً للأميركي تفادي الاعتراف بالحقيقة، ومضمونها أن المقاومة بوجه قواته كاحتلال آن أوان رحيله، قد بدأت.
خلال سنوات القتال مع داعش واظبت سورية على القول إنها لا تعترف بشرعيّة وجود القوات الأميركيّة على أراضيها، وأنها تدعوها إن رغبت بأن تكون جزءاً جدياً من الحرب على الإرهاب إلى التنسيق مع الدولة السورية التي تملك حق السيادة الحصريّة على أراضيها، وخلال كل السنوات الماضية أدار الأميركيون ظهرهم لهذه الدعوات.
لم يمتنع الأميركيون الذين أداروا الحرب على سورية عن استهداف جيشها مراراً، سواء في عهد الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن أو في عهد الرئيس دونالد ترامب، لكن أخطر الاستهدافات هي تلك التي تمّت عندما كان الجيش السوري يقود معارك تحرير دير الزور والبوكمال التي كانت تحتلها داعش، حيث قام الأميركيون علناً بتوجيه نيرانهم للجيش السوري، في مساعدة واضحة لتنظيم داعش مسقطين آخر أوراق التوت عن دورهم في رعاية التنظيم، والمفارقة المضحكة أن الرئيس ترامب الذي كشف الدور الأميركي في تشكيل داعش هو الذي قال في تبرير قصف مواقع الجيش السوري، أنه إذا كان إخراج داعش سيجلب الجيش السوري الى الحدود العراقيّة السورية فلن نسمح بذلك، أي نفضل بقاء داعش.
في مرحلة ما بعد النصر على داعش احتفل الأميركيّون بصفتهم مَن انتصر، ولم يكادوا يتحدثون عن الانسحاب حتى عادوا ليجدوا سبباً للبقاء، وهو العذر الأقبح من ذنب، فقد قال ترامب سنبقى لأجل النفط، بكل وقاحة.
اليوم وقد بدأ الأميركيون بالانسحاب من أفغانستان، ويفاوضون الحكومة العراقيّة على الانسحاب، يجد السوريون أنه قد آن أوان إخراج الأميركيين من بلادهم، وهم يعلمون أن مشروع السيطرة الأميركيّة على الحدود السورية العراقية يهدف لمحاصرة سورية أكثر وحرمانها من حقها الطبيعي بالتواصل مع العراق، كما يعلمون أن الأميركي باقٍ لتخديم أمن كيان الاحتلال بمحاولة قطع شرايين المقاومة وإمداداتها، كما هو باقٍ لإبقاء سورية مقسّمة جغرافيا والعبث بنسيجها الاجتماعي، لكه أولاً وأخيراً باقٍ لحماية بقايا داعش ورعايتها من جهة ولسرقة النفط من جهة أخرى، وهو لا يتردّد بنقل شحنات النفط المسروق الى شمال العراق.
دقت ساعة المقاومة، وعلى الاحتلال أن يدفع الثمن.