قبل النزاع الأخير…
أحمد عجمي*
لقد تأخّر اللبنانيون. استفاقوا بعد أن فاتهم القطار، استفاقوا بعدما شُلّت أيديهم وأرجلهم وبُحَّت أصواتهم في حناجرها وهم غافلون، غافلون عن الواقع، غافلون عن الحقيقة، غافلون عن المؤامرة الملتفّة حولهم من جميع الجهات، غافلون عما يحمل لهم المستقبل بعد من ويلات وصروف وآفات وأزمات لا نهاية لها، هدفها الأول والأخير تفتيت لبنان وتدميره والاستيلاء على أشلائه بعد دماره من قبل من حاكوا المؤامرة والخراب وخططوا ونفذوا من أجل أطماعهم ورغباتهم الدنيئة، وللأسف أنّ المؤامرة تنفذ بأيدي أبناء لبنان.
تتضخم الأزمة شيئاً فشيئاً وتكبر معها المعاناة وكلما كبرت المعاناة زادت الويلات والفقر والمرض والضياع مما يزيد من حجم الهلاك الذي يعيشه أبناء الشعب، ما يدفعهم مرغمين ليتماشوا مع آخر صيحات الأزمة، تاركين كمَّ العذاب والمعاناة التي مرّوا بها، ومجتهدين من جهة أخرى للحفاظ على أرواحهم.
لا يكمن الحلّ في الدوران حول تفاصيل الأزمة الصغيرة المحطات والبنوك وغيرها من الأماكن أو المواد التي تشكل أزمة الآن أو في ما بعد، فالعاملون في هذه القطاعات هم نحن الشعب، موظفون لا قوة عندنا لنحاسبهم أو نطالبهم، فإذا أردنا أن نقلع النباتات السامة من هذا الوطن لا بدّ أن نقلع جذورها كي لا تعيث فساداً من جديد، ويكون ذلك بالتوجّه ومطالبة السياسيين الفاسدين من حاكم البنك المركزي ورؤساء البنوك والإدارات بالإضافة الى قطاع القضاء بشكل عام الذي يجب أن تكون له الكلمة الأساس في محاسبة الفاسدين ومحاكمتهم، بالإضافة لكلّ سياسي فاسد يعيش كالطفيلي على أرض هذا الوطن ويتغذّى على أموال الناس وتعبهم ويستلذّ بعذابهم ومعاناتهم.
الدواء الشافي للبنان، حسب رأينا، أولاً إرجاع الدولارات المنهوبة الى لبنان حتى لا يطير سعر صرفه إلى الخمسين، وثانياً تنصب المشانق لكلّ متآمر على الوطن ولكلّ فاسد. كان الله في عون لبنان وشعبه.