الشمال السوريّ أمام مرحلة فاصلة
تدخل مناطق شمال سورية غرباً وشرقاً مرحلة فاصلة، بعدما تحضّر المشهد السياسي الدولي والإقليمي لهذه المرحلة، فقد منحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي بدأت بسحب قواتها من أفغانستان الفرصة الكافية للانسحاب، وقد نقل الرئيس الروسي للرئيس الأميركي الخطورة المترتّبة على بقاء قواته بصورة غير شرعية في سورية، بينما هي تنسحب من أفغانستان حيث تحظى بتغطية الحكومة الشرعيّة، وتفاوض على الانسحاب من العراق حيث تحظى باتفاقية مع الحكومة العراقية، بينما تبقى في سورية حيث ترفض الحكومة الشرعية بقاءها.
من جهة موازية، نالت تركيا أكثر من الوقت اللازم لترجمة التزاماتها بموجب اتفاقات أستانة، وجاء الاجتماع الأخير حاسماً لجهة الإعلان عن الحاجة لاستئصال الجماعات الإرهابية التي ذكرها بالاسم، سواء داعش أو القاعدة او جبهة النصرة او هيئة تحرير الشام، وبات التعهد التركي بالتعاون في إنجاز المهمة على المحك الأخير.
العمليات العسكرية التي تستهدف القوات الأميركيّة في حقل العمر هي بداية الإنذار السوري لهذه القوات بالرحيل، في ظل عرض روسي بتولي إدارة تفاوض بين الجماعات الكردية الملتحقة بالقوات الأميركية وبين الحكومة السورية، عندما تنسحب القوات الأميركية.
التحضيرات العسكرية المتزامنة مع عمليات تمهيدية في منطقة إدلب تقول إن المرحلة الفاصلة بدأت، وإن عملاً كبيراً يتمّ الاستعداد له، فسورية لن تنتظر طويلاً لاستعادة حقول قمحها وآبار نفطها، وهي ترى بأم العين السرقات التي تقوم بها القوات الأميركيّة ومن معها.
القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي حول إدخال المساعدات الأمميّة برضى الدولة السورية، يعني أن موسكو نجحت في وضع ضوابط للموقفين الأميركي والتركي ستختبرهما الأيام المقبلة.