استشهاد مدنيّين بعمليّة انتقاميّة للاحتلال الأميركيّ رداً على استهداف قواعده شرقي البلاد
الأسد وصالح يبحثان التنسيق بين دمشق وبغداد للقضاء على الإرهاب
بحث الرئيسان السوري بشار الأسد والعراقي برهم صالح العلاقات بين سورية والعراق وسبل مكافحة الإرهاب، الذي يتهددهما.
وأعلنت الرئاسة السورية أن الأسد تلقى اتصالاً هاتفياً من صالح، وأن الرئيسين أكدا «أهمية هذا التعاون المشترك لجهة تكريس النتائج الإيجابية التي تحققت على الأرض في محاربة المجموعات الإرهابية في المناطق الحدودية السورية – العراقية».
وقالت إن الحديث دار أيضاً حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، وأن الجانبين اتفقا على «تكثيف الجهود المشتركة لرفع مستوى التعاون في كافة المجالات التي تحقق المصالح المشتركة».
وكان وفد عراقي برئاسة وزير الموارد العراقي مهدي رشيد الحمداني بدأ أول أمس زيارة إلى سورية، وبحث الوفد التعاون المائي بين البلدين وتوحيد المواقف للحفاظ على حقوق الجانبين في دجلة والفرات.
إلى ذلك، استشهد مدنيّون وأصيب آخرون خلال حملة عسكريّة انتقاميّة أطلقها الجيش الأميركي مدعوماً بمجموعات من مسلحي الميليشيات الموالية له شرقي سورية، رداً على الاستهداف الكثيف لقواعده اللاشرعيّة في حقول النفط والغاز على مدى الأيام القليلة الماضية.
وقالت مصادر عشائريّة، إن سلاح الجو الأميركي المروحي والمسيّر، بدأ عملية عسكرية مدعوماً بمجموعات موالية له على الأرض، أسفرت عن مقتل مدنيين واختطاف عشرات آخرين.
وأوضحت المصادر أن العملية تضمنت حملات مداهمة شرسة قام بها مسلحون مدعومون بسلاح الجو الأميركي على مدى الساعات الـ 24 الماضية، وشملت مناطق واسعة من الريفيين الشرقي والغربي لمحافظة دير الزور، على خلفية الهجمات الصاروخية التي تعرّضت لها قواعده غير الشرعية في المنطقة.
ونقلاً عن مصادر محليّة وعشائريّة بريف دير الزور، بأن مسلحين موالين للاحتلال الأميركي، مدعومين بطيرانه المروحي والمسيّر، شنّوا حملة مداهمات واعتقالات في بلدة الحصان والقرى المحيطة بها غربي دير الزور فجر الخميس 15 تموز/يوليو، تزامناً مع فرض حظر عام للتجوال عبر مكبرات الصوت حتى إشعار آخر، مع اعتقال العشرات من المدنيين.
وبيّنت المصادر أن التحليق المكثف للطيران الحربي والمسير التابع «للتحالف الدولي» المزعوم الذي يقوده الجيش الأميركيّ في سورية، لم يفارق سماء مناطق سيطرة مسلحي تنظيم «قسد» الموالي له بريف محافظة دير الزور السوريّة.
وتابعت المصادر أن مدنياً يُدعى رياض علي الخزام من أبناء قرية المريعية، قتل بالرصاص الحي خلال العملية، وهو نازح في مدينة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي، كما تم العثور على جثة المواطن «مرهش الكفاش» صباح الخميس، مقتولاً بطلق ناريّ مباشر بالقرب من المعبر النهري في بلدة الجرذي، المحاذي للمنطقة.
كما شنّ التنظيم الموالي للجيش الأميركي مدعوماً بسلاحه الجويّ، حملة اعتقال في مدينة البصيرة وفي محيط مسجد (أبو سعد) على أطراف قرية (الزر) شرقي دير الزور، وسط دعوات عبر مكبرات الصوت لتسليم مطلوبين، بحسب المصادر.
وأوضحت المصادر أن الجيش الأميركي أوعز لتنظيم «قسد» بتنفيذ حملات مداهمات واعتقالات في المناطق المحيطة بقاعدتي «حقل العمر النفطي» و»معمل كونيكو للغاز» شرقي دير الزور، مع التدقيق الأمني والتفتيش على هويات المدنيين والمارة، نتيجة حالة الارتباك والخوف التي تنتاب جيوش دول «التحالف الدولي» في تلك القاعدتين.
من جانب أخر أصدرت ما تُسمّى «لجنة المالية العامة» التابعة لتنظيم «قسد» بدير الزور تعميماً إلى شركات الصرافة ومكاتب الحوالات المالية بضرورة التوجه إلى مقر اللجنة في منطقة (7 كم) لتقديم رخص مزاولة المهنة.
وفي محافظة الرقة اعتقل تنظيم «قسد» الموالي للجيش الأميركي، الأربعاء، 6 شبان، خلال حملة أمنية في ريف الرقة الغربي.
وقالت مصادر محلية، إن 3 دوريات من «قسد» داهمت بلدة المنصورة وقرية السحل في ريف المحافظة الغربي، واعتقلت 6 أشخاص، مشيرة إلى أن العملية الأمنية جرت بعد انتشار مسلحي ما يُسمّى «الاستخبارات والأمن العام» التابعة للتنظيم الموالي للجيش الأميركي، في محيط بلدة المنصورة ومزرعة الصفصافة وقرية السحل غربي الرقة، وطالت الاعتقالات ثلاثة شباب في قرية السحل وثلاثة آخرين في المنصورة.
وأضافت أنه لم تتمّ معرفة أسباب الاعتقال وأن المعتقلين تمّ نقلهم إلى سجن عايد في مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي هو أحد معتقلات تنظيم «قسد».
وتشهد مناطق سيطرة تنظيم «قسد» والجيش الأميركي شرقي سورية حالة من الغضب الشعبي في ظل توسع المقاومة العشائريّة ضد تمركز الجيش الأميركي وممارساته مع أعوانه، ضد المدنيين، التي تتركز على سرقة النفط والغاز والثروات الباطنية والقمح السوري وحملات الاعتقال التعسفي والتجنيد القسري.