عيد بأية حالٍ عدت يا عيدُ
} عمر عبد القادر غندور*
في يوم الوقوف على عرفة إيذاناً ببدء أيام عيد الأضحى، تكاد قلوبنا تنفطر حزناً وكمداً وقهراً على تواصل انهيار وطننا الذي ليس لنا سواه، ونرى وجوه غالبية اللبنانيين معفرة بتراب الحاجة والعوز، والبطون الخاوية، وانكسار القلوب والكرامات على أبواب الصيدليات والمستشفيات، وعملتنا الوطنية باتت أرخص من ورق الحمام، ولا كهرباء ولا مازوت ولا بنزين، حتى ولا بقية من نخوةٍ في صدور طبقتنا السياسية المنتنة، والتي أنهت بسياساتها الدولة، وأفقرت العباد وجعلتهم أعجز عن شراء أدنى حاجاتهم التموينية لاختلال موازين المداخيل والتكاليف، والسطو على أموال المودعين في المصارف، وفوق كلّ ذلك الخشية من موجة رابعة متحوّرة من داء كورونا، يطلّ علينا عيد الأضحى وبأية حالٍ عدت يا عيد، فنتذكر أحد أهمّ مفاخر الأدب العربي الناطقين بالضاد وأشهر شعراء بلاط سيف الدولة الحمداني، وصاحب التعبير الإبداعي البليغ المتنبي الملقب بأبي الطيب يقول:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
الى أن يقول:
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ
منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ
وبانتظار جولة جديدة من جولات الاستشارات الماراتونية، ينام اللبنانيون على الطوى، على أمل تشكيل حكومة تفرضها الحاجة الى قيام دولة لا غنى عنها من نسل العصبيات والعصابات، إلا إذا توفر تشكيلها من وزراء من كوكب آخر.
إلّا انّ الدلائل على الأرض لا تشير الى أرضية يمكن البناء عليها، وأي جهة سياسية ليس لديها اسم يحظى بقبول معقول، والغموض سيد الموقف.
أما القوى “الثورية” المنتشية بانتصار انتخابات نقابة المهندسين، تتطلع الى تشكيل حكومة من خارج الطاقم السياسي المعروف، وهي بذلك كمن يفتش عن الطهارة في مواخير البغايا.