تصويب أميركي واضح على المقاومة والعدو يتحدث عن اقتراب الحرب الثالثة
} عمر عبد القادر غندور*
نشر موقع البيت الأبيض بياناً رسمياً أكد فيه الرئيس الأميركي جو بايدن تمديد حالة الطوارئ الوطنية في ما يتعلق بلبنان والتي تنتهي في الأول من آب المقبل، بذريعة استمرار الأنشطة المهدّدة للأمن القومي الأميركي ولأصدقائها.
وعلى اعتبار أنّ واشنطن تنظر الى حزب الله وسلاحه وكأنه تهديد أمني لمصالح أميركا وأصدقائها في المنطقة! مثل هذا الكلام المضلل لا يخضع للواقع بتاتاً إذ لا يمكن لهذا البلد الصغير أن يشكل تهديداً لأكبر دولة عظمى في العالم .
والصحيح أنّ الولايات المتحدة تخشى على «إسرائيل» من سلاح المقاومة، وهي تكذب عندما تقول انّ سلاح المقاومة يهدّد أمنها ومصالحها، وتريد الولايات المتحدة ان تحمي منظومة الفساد في لبنان التي تدين لها بالولاء، وترمي باللائمة على حزب الله الذي تسبّب بالتدهور المالي والاقتصادي والمعيشي، وليس الطبقة السياسية المتقرّشة (نسبة لأسماك القرش) التي نهبت لبنان على مدى عقود!
ومثل هذا الاتهام الأميركي الظالم يعني المزيد من الانهيار المالي والاقتصادي ولا حلول في لبنان ولا حكومة ولا انتخابات، وربما كان الهدف أيضاً الإذن بفوضى أمنية داخلية، والتحضير لتسخين خط الهدنة مع الاحتلال «الإسرائيلي»، وما تلك الصواريخ العبثية التي انطلقت صبيحة عيد الأضحى باتجاه الأرض المحتلة، إلا صواريخ مشبوهة من العصر الحجري لا تخدش حجراً ولا تميت عصفوراً، بل حرّكتها أيادٍ عميلة لغرض «إسرائيلي»!
وقد نشر الجيش «الإسرائيلي» صورة لموقع ادّعى أنه يعود لحزب الله وسط لبنان يحتوي على كمية كبيرة من المتفجرات بالقرب من مدرسة، وانّ القوة التدميرية لهذه المتفجرات تعادل مرة ونصف القوة التدميرية التي دمّرت مساحات شاسعة في وقت مضى، فيما سادت حالة من القلق لدى البحرية «الإسرائيلية» من نقل الرئيس بشار الأسد صواريخ كروز وباخلوت المتطوّرة المضادة للسفن الآتية من روسيا.
وبالأمس سقط صاروخ من طائرة «إسرائيلية» على بلدة لحفد الجبيلية يزن ألف كيلو في منطقة تبعد خمسة عشر متراً عن منازل المواطنين الآمنين أحدثت أضراراً مادية في السيارات والمحلات وحفرة بعمق ستة أمتار وعرض 15 متراً، ولولا لطف الله وعنايته لأحدثت مجزرة كمجازر العدو المتكرّرة على قرى جنوبية.
والمؤسف والغريب أن يبتلع «السياديون» ألسنتهم ولم يعترضوا على هذا العدوان الصهيوني الهمجي بكلمة واحدة، ولم تهتز ضمائرهم لتكرار الغارات الصهيونية على بلد شقيق عبر الأجواء اللبنانية ولا يحرّكوا ساكناً .
كلّ هذه التحركات «الإسرائيلية» محاولات للاستثمار في حالة الانهيار المفجع في لبنان، والقول انّ ما شاهدته الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة تتزامن مع تعرّض القوات الأميركية للاستهداف شرق سورية وقاعدة عين الأسد في بغداد وتعثر مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني، في ضوء التركيز على ادّعاءات أميركية مموّلة خليجياً .
ولعلّ أخطر الحسابات «الإسرائيلية» ان تعتبر انّ سقوط لبنان في أزماته المتوالدة في ضوء التركيز الأميركي على حزب الله كهدف أساسي مزعزع للاستقرار ومعادٍ للولايات المتحدة ولحلفائها سيجعل الحرب «الإسرائيلية» الثالثة على لبنان أقرب!