عقيقي باشر التحقيقات في أحداث خلدة حزب الله: لا نقبل إلاّ بإنصاف الشهداء والقبض على المجرمين ونيل عقابهم
كلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي، مخابرات الجيش إجراء التحقيقات الأولية والتحريات والاستقصاءات اللازمة، لتوقيف المتورطين في أحداث خلدة، بدءاً من قتل المواطن علي شبلي، وصولاً إلى إطلاق النار الذي حصل أول من أمس، وتحديد هويات المسلحين الذين اشتركوا في الاشتباكات التي أسفرت عن سقوط ضحايا وتوقيفهم. وأمر بإجراء مسح ميداني لمسرح الاشتباكات. وطلب من قوى الأمن الداخلي إيداعه المحاضر التي أعدّتها بشأن هذه الأحداث.
وكان عقيقي باشر تحقيقات الأولية منذ مساء أول من أمس، بإشراف مباشر من النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات الذي أعطى توجيهاته اللازمة بذلك.
من جهتهم، أصدر آل شبلي بياناً جاء فيه «دفعاً لكثير من الأخبار المغلوطة التي دأبت بعض وسائل الإعلام وبعض المسؤولين الموتورين على دسّها وترويجها، يهمنا أن نضع بين يدي أهلنا الحقيقة الدقيقة لما جرى أمس في عدوان خلدة. بينما كنّا نقوم بتشييع إبننا الشهيد المغدور المظلوم علي شبلي ومع وصول موكب التشييع إلى منزله في منطقة خلدة، تعرّض لكمين دقيق ومدروس حيث انهال الرصاص وبشكل همجي من عدة أمكنة محيطة ما أدى إلى استشهاد من استشهد من إخوة أعزّاء بينهم صهر العائلة الشهيد المظلوم الدكتور محمد أيوب، وإصابة عدد من أبناء العائلة وأنسبائها بينهم الطفل حسين محمد العيتاوي (12 عاماً) والسيدة سهام العيتاوي (50 عاماً) وغيرهم، فضلاً عن محاصرتنا وجثمان الشهيد داخل المنزل تحت سيل النيران لساعات عدّة».
وأضافوا «إننا في السياق، نؤكد أن ابننا الشهيد علي ليس قاتلًا، وما أُشيع على لسان قاتليه وبعض محركيهم لا يمتّ إلى الحقيقة وما هو إلاّ ادعاء مفترى لا يستند إلى أي دليل قضائي ولا حسّي. إننا إذ نعبّر عن مظلوميتنا مؤكدين أننا لسنا ممن يتغاضون عن سفك دمائهم ولا يخضعون لعصابات القتلة المرتهنين لأجهزة مشبوهة وعدوّة، نطالب الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة بالمسارعة لتوقيف القتلة وإنزال العقوبة العادلة في حقهم دون أي تلكؤ، وبعيداً عن أي حسابات مهما كانت، تفادياً لتفلت الأمور وبلوغ ما لا يحسن عقباه».
وشيّع حزب الله أحد عناصره علي حوري في بلدة اللبوة في البقاع الشمالي، والذي كان سقط خلال تشييع علي شبلي أول من أمس على طريق خلدة.
وألقى مسؤول قيادة الحزب في البقاع الدكتور حسين النمر، كلمة اعتبر فيها أنّ ما حصل أول من أمس «نضعه في قائمة الجريمة الموصوفة، ومن قاموا بهذا الفعل لا نضعهم إلاّ في خانة عصابة تصرفت بغير أخلاق».
وأضاف «لقد صدر بيان عن العشائر العربية، وما حصل لا يمتّ بصلة إلى العشائر، فالعربي شجاع مقدام وكريم، وما حصل هو غدر في كمين نصب لإخوة يشيّعون أخاً لهم، وهو أحد فصول عصابات مأجورة إرهابية قامت بفعل لا تقبله الأخلاق أو كل امرئ شريف. وما حصل هو عمل مشين لا يمكن لأحد لديه كرامة أن يقوم به».
وأكد أنّ «المقاومة لن تضيّع البوصلة أبداً، بوصلتها معروفة وهدفها شريف معروف ونلتزم بذلك عهداً ووعداً. نُحكِّم المؤسسات الأمنية والرسمية بتحديد هوية مرتكبي الجريمة مهما كان عددهم وملاحقتهم والقبض عليهم فرداً فرداً، ولن نقبل إلاّ بإنصاف الشهداء والقبض على المجرمين ونيل عقابهم. وأما الحق الشخصي فهو لأولياء الدم وهم يحدّدون ماذا سيصنعون في المستقبل، الفرصة أمام الدولة والوقت لا يسمح بالاتساع، وعلى الدولة أن تُلقي القبض عليهم، وبغير ذلك لكلّ ساعة حسيب والوقت قريب».
كما شيّعت بلدة بوداي ابنها الدكتور محمد أيوب الذي قضى أول من أمس خلال الكمين المسلّح في خلدة.
إلى ذلك، أعلن المكتب السياسي لحركة أمل في بيان إثر اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك «أمام القطوع الأمني الكبير والخطير الذي هزّ الاستقرار بالأمس في منطقة خلدة في مكمن استهدف آمنين أثناء تشييعهم المغدور علي شبلي»، معتبراً أنّ «هذا الإرباك الأمني المشبوه في لحظة وطنية حسّاسة يصبّ في خدمة مشاريع تستهدف أمن البلد وتُسهم في توتير الأجواء بما يهدّد الإستقرار».
وطلب المكتب «وضع طريق الجنوب في عهدة الجيش والقوى الأمنية والإسراع في القبض على المرتكبين وإحالتهم أمام القضاء المختص»، وتقدم بالتعازي من عوائل الشهداء.
بدوره، اعتبر «تجمع العلماء المسلمين» في بيان، أن «ما جرى هو تنفيذ لمشروع صهيوأميركي بأدوات محلية ولا علاقة له بفتنة مذهبية مدعاة وغير موجودة أصلاً، وعلى القوى الأمنية متابعة الموضوع حتى النهاية وصولاً إلى كشف المخطط وفضحه أمام الرأي العام». وحيّا «قيادة المقاومة على الحكمة التي أدارت بها هذه الأزمة والصبر والبصيرة اللذين حكما المواقف التي اتخذتها وإرجاع الأمر إلى الدولة والقوى الأمنية لمتابعة الموضوع وصولاً إلى القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة».
واستنكر رئيس تيار «صرخة وطن» جهاد ذبيان في بيان الاعتداء الذي استهدف موكب تشييع شبلي، معتبراً أنه «دليل واضح على وجود مجموعات مسلحة جاهزة لإحداث الفتنة المذهبية والعبث بالأمن والاستقرار، ما يدفعنا للسؤال عن توقيت هذا العمل وخلفياته التي جاءت بعد عملية القتل التي طالت علي شبلي بذريعة الثأر»، معرباً عن «مخاوفه من أن يكون العمل الأمني المدبّر الذي استهدف المشيّعين في خلدة مقدمة لفوضى أمنية أكبر»، ونوّه بموقف حزب الله وقيادته «التي عملت على وأد الفتنة، من خلال موقفها الحكيم، الذي يعكس الحرص على منع العبث بالسلم الأهلي، والحؤول دون الوقوع في فخ من يريدون الاصطياد بماء الفتنة المذهبية».