قرية يتناول أهلها الزرنيخ السام من دون أن يصابوا بأذى
يمتلك سكان قرية في منطقة نائية من جبال الأنديز شمال غربي الأرجنتين، قدرة فريدة على تناول «الزرنيخ» المعروف منذ القدم بأنه أحد أكثر المواد السامة لجسم الإنسان من دون أن يصابوا بأي أذى، بحسب «ديلي ميل» البريطانية.
واستخدم الزرنيخ كمادة سامة للتخلص من الخصوم في بلاط الملوك والأباطرة منذ القدم، إلا أن العلماء اكتشفوا قرية في الأرجنتين، طوّر سكانها قدرة عجيبة على مقاومة هذه المادة.
ووجد الباحثون أن جينات سكان هذه القرية قد تطورت عبر آلاف السنين، لتتمكن من تأييض مادة الزرنيخ، والحد من تأثيرها في أجسادهم.
ومن المعروف أن أقل نسبة من مادة الزرنيخ يمكن أن تسبب العديد من الأضرار للقلب والرئتين والكليتين والكبد، وتسبب أمراضاً خطيرة كالسرطان وأمراض القلب والسكري، في حين أن الجرعات العالية تسبب تلفاً للجهاز المناعي والإصابة بتشنجات وغيبوبة تنتهي بالوفاة.
إلا أن سكان قرية سان أنطونيو دي لوس كوبريس البالغ عددهم حوالى 11 ألف نسمة، طوروا طريقة فعالة للتأقلم مع تناول مادة الزرنيخ، واعتادوا على تناول مياه الشرب الملوثة بهذه المادة السامة من دون أن يصابوا بأي من هذه الأمراض.
وأوضحت الدكتورة السويدية كارين بروبيرغ التي درست مع مجموعة من زملائها هذه الحالة الغريبة، أن سكان القرية تعرضوا خلال فترة امتدت بين 7 و10 آلاف عام لتغيرات جينية أعطتهم مقاومة أكبر للزرنيخ.
وأظهرت الدراسات أن سكان هذه القرية قادرون على تناول كميات من الزرنيخ أكبر بـ 10 مرات من المعدل الطبيعي المسموح به.
يذكر أن العديد من المشاهير في التاريخ لقوا حتفهم بعدما تناولوا الزرنيخ، ومن بينهم الملك جورج الثالث ونابليون بونابارت والملك فيصل الأول في العراق.