أصابع خارجية في حادثة خلدة
} منجد شريف
كنا قد لامسنا الموضوع المذهبي والطائفي وتأثير المال السياسي في كليهما، وها نحن اليوم نواجه شكلاً من ذلك التأثير.
ما حصل بالأمس وقبله، عكس حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي امتداد أصابع الخارج لإثارة النعرات في الداخل، وتوظيفها في المشاريع الخارجية، فإغتيال الشاب علي شبلي غدراً خلال مشاركته في حفل زفاف عائلي، ومن ثم الكمين لجنازته خلال تشييعه في خلدة ومقتل صهره الدكتور محمد أيوب وإثنين من المشيّعين، يؤكد ذلك أننا نعيش في فيدرالية طوائف حقيقية، ففي توقيت الحدث علامة استفهام كبيرة، لأنه أتى بعدما مضى عام على المصالحة بين المغدور وما يُسمّى بـ «عرب خلدة»، واستتباب العلاقات في ما بينهم، وهذا ما أكده الفيديو المتداول عن الجريمة بحيث كان المغدور يحاور القاتل خلال دخوله حفل الزفاف، وربما كان يحاول استيعابه بعدما فاجأه في مجيئه من دون دعوته إلى مكان حفل الزفاف، فما كان من القاتل إلا أن باغت المغدور بخمس طلقات غدراً أودت بحياته على الفور.
هناك من أوعز بكلمة سرّ لإحياء ثأر كان قد مضى عليه ردح من الزمن، فعرب خلدة مهما كانت ثقتهم بأنفسهم فلن يجرؤوا على خطوة كهذه إنْ لم تكن مغطاة من جهات خارجية، لا سيما أنّ البلاد تتحضّر لذكرى حادثة انفجار مرفأ بيروت مع ما يرافقها من حملات إعلامية مغرضة، تريد تحميل حزب الله مسؤولية الانفجار ومن خلفهم الإيرانيين، وإلى جانبها مسار التشكيل المعقد بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي.
حادثة خلدة ليست بريئة ولا بعيدة عن مسار التأزيم المتصاعد منذ قرابة العام ونصف العام، وهناك من يظن أنّ هذا الحادث قد يكون فتيلاً لحربٍ تنجرّ إليها المقاومة، لكن رد الفعل أثبت مرة أخرى قدرة المقاومة على ضبط بيئتها، والإيمان المطلق بسلطة الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية.
مرت حادثة خلدة لكن تداعياتها ستمتدّ إلى معرفة أسبابها والجهات التي تقف وراءها، فضلاً عن مرتكبيها والاقتصاص منهم…