أخيرة
المطلوب: العودة إلى ذاكرة المدن النظيفة
} يكتبها الياس عشّي
تمرّ السنون، وتبتلع ذاكرتك الكثير من الصور، إلّا بعضاً منها تواكبك إلى نهاية العمر، وفجأة تتحشّر بك لتوازن بين زمنين :
أولهما: أمسِ أقيمت صلاة على أرواح الشهداء الذين قضوا في انفجار الرابع من آب، وكان لها طابع واحد .
ثانيهما: قبل خمسين عاماً، بل أكثر، عندما تخترق جنازة ما شارعاً من شوارع المدن المختلطة، كانت تغلق أبواب الحوانيت، ويخرج أصحابها، ويقفون باحترام مشاركين أهلَ الفقيد حزنهم؛ فمنهم من يتلو الفاتحة، ومنهم من يرسم إشارة الصليب، ومنهم من يحني رأسه إلى أن يختفي المشيّعون، وتفتح أبواب الحوانيت من جديد.
السؤال: هل وصلت البشاعة إلى هذا الحدّ؟ هل ما جرى أمس هو صلاة على روح الشهداء أم مهرجان انتخابي؟ وهل ثمّة أمل في العودة إلى ذاكرة المدن النظيفة؟