حديث الجمعة

صباحات

} 4-8-2021

صباح القدس لبيروت المدينة التي لا تموت، فهي رغم أنوف الحاقدين والمكابرين بالنسبة للمقاومة ستبقى العاصمة، ستبقى الطلقة الأولى لخالد علوان التي أذلت الاحتلال، وكتبت عنوان المقال، سترحلون يعني سترحلون، وكل ما جرى ويجري يلبس ثوب الانتقام من العاصمة التي رفضت الاستسلام، ومن يبحث عن الحقيقة بغير العقل التبريري، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ثم انهيار الليرة وضياع الودائع، ثم تسييب المرفأ كالرزق الضائع، لإقامة النترات مخزناً للمتفجرات، لنقلها إلى سورية حيث لا يحتاجها إلا الإرهاب الذي كان محاصراً، وكم كان له في لبنان من مناصرين، يجمعهم الحقد على دولة تملك مصانع الذخيرة وآلاف آلاف الأطنان من النترات والمتفجرات، سيعرف كل متابع نزيه، وكلّ من يبحث عن الحقيقة دون توجيه، أن الهدف واحد في الاغتيالات والنترات، تفجير الدم والغضب، لتوظيفه كقاذفات اللهب، وإطلاقه بوجه سورية والمقاومة، وإلا فليفسر لنا الجهابذة وفق علوم القانون والجريمة، من هي الجهة اللئيمة، التي كانت في اليوم التالي لكل تفجير، من اغتيال الحريري إلى الإنهيار الكبير، إلى تدمير المدينة، التي كانت تملك خطة اليوم التالي، لتوظيف المشاعر الحزينة، تمضي بها ولا تبالي، فمن سارع إلى توجيه الاتهام والنزول إلى الشوارع والساحات، يملك خطة التحرك وقد صاغ الشعارات، وصنع حركة الرابع عشر من آذار، وجعل العداء لسورية والمقاومة رمز الشعار، ومن خرج بعد الاغتيال فوراً يدعو إلى خروج سورية والمحكمة الدولية ويوجه الاتهام، ومن حول الانهيار إلى ثورة مزورة ونحو المقاومة وجه السهام، ومن جعل تفجير المرفأ مدخلاً للزيارات الدولية، فيا للعاطفة الأبوية، وهل لدى الاستعمار من عاطفة؟ أم هو توظيف العاصفة؟ وهل يمكن فصل التطبيع ومستقبل حيفا عن تفجير مرفأ بيروت؟ وهل من الصدفة أن يحلّ الفرنسي ضيفاً، وهو يحمل وصفة التغيير ويحمل كتفاً، ويسير في الجنازة يبكي ويوزع القبلات، والبلد في التابوت، إنّ التاريخ أكبر معلم، والتاريخ يقول للعقل الحي لا تسلِم، فما تراه ليس إلا خداعاً بصرياً لتزوير الحقيقة، وأول الحقيقة الأسئلة الدقيقة، فهل يعقل التصديق أنّ “يونيفيل” التي وجدت لها قوة بحرية، ما كانت تعلم معنى النترات وخطورتها، فلم تحرك ساكناً لدخولها واستبقتها؟ يجب أن يحاسب بجرم المعرفة والإهمال، حسان دياب، بتهمة التأخر أو الغياب، بينما كان الكلّ متواطئاً لدعم الإرهاب، فجاءت النترات وبقيت، بمعرفة البوارج الزائرة، التي تمسح قبل قدومها الميناء، كل زاوية وبناء، ولديها أجهزة تكشف كلّ مواد متفجرة تواكبها للتحقيق أكثر من طائرة، وتنقب كلّ خرم إبرة في المكان، فكيف غابت عنهم الأطنان، ومثلها “يونيفيل” التي يقولون إنها تكتفي بقراءة المانيفست الذي كان مزوراً، فهل يتوقعون أن نصدق الأكاذيب ويخلطون الأرز بالبصل، فيضيع علينا ما حصل؟ ما يقولونه أنّ الدول العظمى جاءت بقواتها البحرية، لتترك لحزب الله أن يتسلح بكل حرية، ما دام مانيفست الباخرة لا يكشف وجود أسلحة أو مواد متفجرة، وأنّ البوارج التي تحرس البحر كحاجز أو مخفر في دولة جاهلية، تراقب على الورق، ولا يعنيها الأمن المخترق، وتغيب عنها أطنان متفجرة، ولا تعلم بها إلا متأخرة، رغم كل التقنيات، ودقة التجهيزات، وعلينا أن نصدق أنّ القضية هي كما الانهيار المالي، لم يصنعهما أحد، وفجأة قامت ثورة في البلد، تجمع ثوار آخر زمن، ينادون كلنا للوطن، ويسجدون للسفير، ويدقون بوجه المقاومة النفير، يا لمحاسن الصدف، كم من مرة تكرّر المشهد، وبقي فجأة ذات الهدف، خلال هذه السنوات، وهم لم يتغيروا ولم تتغير الشعارات، هكذا منذ أول اغتيال وكل الاغتيالات، وهكذا في ضياع الودائع والانهيارات، وتتابع الأزمات، وهكذا في التفجير الكبير والتحقيقات، هاتوا رأس المقاومة كيوحنا المعمدان، كي ترضى سالومة وتشعر بالأمان، وأمها هيروديا تنتظر الرأس على صحن من ذهب، وسالومة العصر هي “إسرائيل” وهيروديا هي ذاتها حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد، زوجها أبو لهب، لمن أراد فهم السجادة وفك القطب.

} 3-8-2021

صباح القدس لسيف القدس وما عاد إلى الغمد، ما زال مسلولاً بين القدس واللد، فلا محكمة الكيان تتجرأ على الإخلاء في الشيخ جراح، وهي تخشى العودة إلى معادلة القدس يحيمها السلاح، ولا المستوطنون يتجرأون على البقاء في اللد، ومئات العائلات منهم تنزح خوفاً من أجيال تحمل ذكريات الأب والجد، وها هي المعادلة الجديدة للسيف المسلول، الأراضي المحتلة لفلسطيني الداخل دخلت خط الاشتباك ولن تتراجع، وفي القدس تستعصي الحلول، بين إرضاء المستوطنين والخوف من الحرب بعد تبدل المواقع، ومضمون المعادلة الجديدة تقوم على تبادل الخوف، فالخوف من التهجير صار عند المستوطنين، والخوف من الحرب غادر صفوف الفلسطينيين، والتاريخ يكتبه ثنائي الخوف واليقين، فالخوف يعبر عن الشك والقلق وسقوط الحسابات القديمة، واليقين يقول إنّ وعد القوة صدَق ووعد النصر مبني على حسابات حكيمة، يخاف المستوطنون من الحرب القادمة، فيُحجمون عن التصعيد في تهجير المقدسيين بقرارات عقلهم الأعلى الذي تمثله المحكمة، ويخاف المستوطنون من تهجير الضرورة في مدن الداخل حيث أشعلوا الفتنة النائمة، فيعيشون ذعر كوابيسهم المعتمة، وفي قلب هذه الحرب الباردة، تتغير معادلات الحرب السائدة، فمن سيثبت ومن سيرحل في الجولة المقبلة؟ وكيف تكون اليد العليا متحولة؟ ومن ستكون جراحه مثقلة، وحساباته لما بعدها متبدلة؟ فقانون الحرب ليس في الميدان، بل بما يبدل في العقول والأذهان، فعلى الضفتين تكون الحرب التي لا تغير التفكير جولة لاغية، وتقاس النتائج بحجم ونوع التغيير لدى الجهة المظلومة والجهة الباغية، وعندما تسترد الضفة المظلومة الثقة بخوض الحروب، ويبقى اليقين لدى الضفة التي وجدت في الحرب أفضل الدروب، فهذا يعني أنّ جولات جديدة، ستسلك على درب الحرب لفترة بعيدة، حتى تسقط الثقة لدى إحدى الضفتين، فإن تعززت ثقة المظلومين بنصرهم، وبدأ الظالمون يشعرون بعسرهم، تكون بداية التبدل الكبير، وتوازن الردع الخطير، ما يجعل المبادرة بالحرب مستعصية، وتنمو في ظل الاستعصاء روح وتذبل روح مقابلة، فحيث كل شروط الاستعداد للحرب مستوفية، يسود التكاسل والاسترخاء، وتموت الروح المقاتلة، وحيث الحق ويقين النصر رغم المخاطر، تستجمع الروح الأشلاء، لتصنع منها المعادلة، وعندما تحقق الحرب هذا التوازن بين السلاح والروح، يتراجع وزن السلاح وتتقدم الأرواح، وتكون بداية التغيير الكبير، وهذا ما تقوله وقائع اليوميات في نتائج سيف القدس المسلول، أنّ الذعر يدبُّ في المستوطنات وأنّ ليل الخوف يطول، وأنّ الفلسطينيين في أربعين نزار بنات، يعودون إلى الأصول، والأصل منازلة الاحتلال، وفضح كل تزيين للتنازل أمام المحتل وتبرير للتنسيق، وليس مهما أن تسقط شهيداً في القتال، أو أن تقتل ظلما بذريعة التحقيق، فالشعب خرج من أسر الكلمات المزينة، وبات يميز بين الكلمة ووظيفتها المعينة، ويعلم أنّ في الكلام قمح وزؤان، كما في الكلام زمان ومكان وروح، والكلمة التي يطلقها جبان، لا تشبه الكلمة التي تداوي الجروح، ولا تصنع من الجبان شجاعاً عندما يلبس ثوب السجان، ويعرف الشعب أنّ أوجاعاً سترافق مخاض الولادة، سواء كانت بيد المحتل أو بأيدي أوغاده، فهي مسيرة كتبت على الشعوب، وختامها نصر رغم أشواك الدروب، ومن سيعرف ثنائية الدم والنصر في كتابة السيرة، وثنائية الورد والشوك في المسيرة، أكثر من فلسطين الأسيرة.

} 2-8-2021

صباح القدس للصبر والبصيرة والقدرة على تحمل عبء الدماء النازفة، كي لا تضيع البوصلة في اللحظات الخطيرة والكل يعلم من صاحب القدرة ومن هي الجهة الخائفة، والشجاعة هي أن تحسن إدارة الغضب لا إدارة السلاح، وأن تتقن التراجع لا أن تتقدم نحو الكمين، والمواجهة أحياناً هي فن الانزياح، لأنك منذور لفلسطين، هكذا هو حزب الله الممسك بخيوط القدرة، يحبط ما خخطته الأيادي القذرة، فيحمل النعوش ويمضي بنفوس الغاضبين، كما فعل تحت جسر المطار، يوم أطلقت النار على المتظاهرين، وكان التنديد بأوسلو يومها هو الشعار، وهو يعرف من نصب الكمين، فهذا أكبر من مجرد أن تعرف معنى المسؤولية، والالتزام بالقضية، إنها قدرة تحمل الأقوياء، حيث لا يجرؤ الآخرون، أن تحمل عبء الدماء، وأنت قادر على مواجهة الغباء بعاصفة الجنون، وأن تمسح مناطق عن الخريطة، فتعصم النفس عن انفعالات الغضب، وتحمل كل الانفعالات الضاغطة، وتقابل الشتيمة بعلو الأدب، فتتجنب الخضوع لإغراء القوة، لأنك تعلم معنى ترتيب الأولويات، وهذا معنى أن السلاح منذور لفلسطين، وأن سواك هم الميليشيات، وأنك وحدك السلاح المنضبط، وأنك وحدك تحدّد وجهة الحرب وتنخرط، ولا تستدرج لزواريب الداخل، وهذا معنى أن الذين يصوبون على السلاح، يريدون للوطن أن يستباح، وينكشف أمرهم كعملاء للاحتلال، بعدما تسقط مقولة أن سلاحك يتسبب في الداخل بالاختلال، فهذا السلاح محجوب عن الساحات الداخلية، وجهته الوحيدة أن يتحرك بقرار الحرب، لا تستفزه التصريحات الغبية ولا يحيد عن الدرب، وحده سلاح لايملكه حاملوه، ولو قتل آباؤهم والأبناء، فهم مؤتمنون على حمله كأثقال الآخرة، لو قاتلهم العالم لن يقاتلوه، وسيواجهون الرصاص بالدعاء، ولو استفزتهم الوجوه الساخرة، حتى يتيقن صاحب القرار بأن الذي يجري حرب لا مفر من خوضها، وبأنّ التردّد كالفرار من المعادلة الواجب فرضها ، عندها سيحدث الزلزال، وتتحرك الأمواج المسلحة للقتال، وستسحب الفتنة من شعور أصحابها، والأقلام من جحور كتابها، وتسقط المحرمات، ولا تعود القضية أنهم قتلوا لنا، بل أن السلاح هو القضية، وأن بؤرة للعملاء باتت مستعصية، وأن الدولة ومؤسّساتها مترددة، وأن المطلوب قتالنا، بأشكال متعددة، كما كان الحال في الجرود، عندها لا قيد أمام قرار الحسم ولا حدود، وبلحظة سيزال الورم الخبيث من الوجود، وعندها كلفة الدماء مبررة، والمعركة واجبة مقدرة، أما الآن فالشجاعة بمنح الفرص للدولة، فلها هذه الجولة، لتثبت القدرة على تحمل المسؤولية، بعدما طال الانتظار، وتركت الطرقات للعصابات، وكما ترك الاحتكار، وغابت المؤسسات، تبقي المقاومة الباب مفتوحاً لقيام حكومة، وهي تعرف أنها مظلومة، لكنها تستعد للأسوأ، وتتحضر للخيارات، لكنها لن تقدم من تلقاء ذاتها على الحلول مكان الدولة في الأمن وفي الاقتصاد، رغم مرارة التحمل والألم والدم والتلاعب بأرزاق وأرواح العباد، لكنها تستعد للفرضية المقابلة، أن يفشل الرهان وتسقط المحاولة، وأن تتخلى الدولة عن الواجب، وينفلت الحبل على الغارب، فكما ستجلب المقاومة المحروقات على عاتقها، ستفتح الطرقات ببنادقها، فهي ليست من يتخلى عن ناسها، وهم بالأساس أساسها، لكنها تتقن فن التحرك والتوقيت، كما تتقن على الكيد مهارة التفويت، وتعرف معنى الترسمل بالأخلاق، بينما غيرها يترسمل بالنفاق، وغير يترسمل في الأسواق، وللمقاومة تجارة وحيدة، غير تجارة الآخرين، هي أن رجالها باعوا جماجمهم لله، ونذروا أرواحهم لفلسطين، واثقون بقيادة نصرالله، والنصر عندهم يقين.

} 31-7-2021

صباح القدس لتفجير سفن الكيان في طريقها للخليج عبر بحر عمان، وناقلات النفط الإيرانية قادمة تحرسها غواصات عائمة، تعبر البحر الأحمر وتتحدى الجيش الذي لا يقهر، فهذه هي المعادلة وعلى من يجرؤ على تغييرها المحاولة، لأن دونها الحرب الشاملة، هذه معادلة التي يبشر بها رئيسي، حيث العنفوان بند رئيسي، نعود للاتفاق النووي بشرط الكرامة لا بشرط السلامة، ولا نقاش حول دعم المقاومة، والعودة ليست هدفاً، فان رغبتم ارفعوا العقوبات، وعليكم التخلي عن الصلف، وإطالة أمد المفاوضات، وإلا ضاعت الفرص أمامكم، وفقدتم إمكانية حفظ سلامكم، فأنتم في بلاد الآخرين، ولسنا نحن في بلادكم، وهذا هو الفرق بين التمارين، والحرب الفعلية، وبين كلامنا وكلامكم، أنّ الأرض تقاتل مع أصحابها، والتاريخ يقاتل، والشعوب تقرأ في كتابها، فأين هو كتابكم، قتلتم سكان البلاد الأصليين، حتى صارت بلادكم ومثلكم فعل المستوطنون في فلسطين، فضعوا في حسابكم، أنها الحرب المفتوحة وحروب الحق دائماً مفتوحة، وحسابها لا يغلق، فالأمم المجروحة، تقدم التضحيات ولا تقلق، أما أنتم فوفقاً لحساب المصالح، كل حروبكم من الآن صارت خاسرة، لأنّ كلفتها ببساطة أعلى من عائداتها المتوقعة، حتى تقولوا ما جدوى الحرب ونزف الخاصرة، والاستثمار بخسائر مرتفعة، أما الشعوب والأمم، فليس لديها سعر لرفع العلم، طالما التراب تراب الوطن، ترخص له الدماء والنفوس، ولا يحسب في حربه حساب للزمن، فيما أنتم تحسبون ميزان الفلوس، لذلك تقوم الحسابات الجديدة، أن تتعلموا أن الأفضل هو التبكير بالرحيل، لأنكم في نهاية الطريق راحلون، وما عاد ينفعكم من تقنياتكم العديدة، إلا أن تحسبوا الكلفة المضافة للتأجيل، وتضيفوا عليها فوائد الديون، وتخيلوا أن يدرك الفلسطيني أن فلسطين عائدة بعد مئة عام، فهو مستعد للبقاء صاحياً لا ينام، وهاتوا من عندكم من يستعد لأجل البقاء محتلاً أن يمضي عشرة أيام في الصيام، وخذوا بالمقابل آلافاً مؤلفة يتبارون في الأسر أن يصوموا حتى الموت لأجل بلادهم، وتعلموا أن هذا هو ميزان القوى في الحروب، فكيف إن علمتم أن توازن النار والدم صار لصالح المقاومة، وكما يقول تاريخ الشعوب، وقانون النسبية عند آينشتاين، إنّ كل المعادلات مضروبة بعامل الزمن يجب أن تحسب، ومن يستمثر بالدين ليس كمن يوظف رأس المال، ومن يبني منزلاً ليسكن ليس كمن يبني للتجارة، والحقيقة يجب أن تُكتب، وهي جوهر المقال، ومضمون العبارة، أن الشعوب متفوقة بعامل الزمن عليكم وتستثمر رأس المال وتبني للأحبة مساكن، بينما أنتم مستعجلون وتبنون بالديون وترهقكم حسابات الفوائد ومشاريعكم مستوطنات لمن يشتري، لذلك تحسب الشعوب زمانها بساعات العز وأتعابها بعرق الكرامة وفوائدها بشهداء المقاومة، فكيف ستربحون حرباً، أو تسلكون درباً، وكل الحروب والدروب بوجهكم سدت ولا من يفتح ولا من يحزنون، فاحزموا الحقائب وترجلوا، وصلوا صلاة الغائب لترحلوا، وسارعوا بالتوقيع لأن المتاح اليوم لن يبقى على الطاولة طويلاً، وعليكم بالبريد السريع فربما يسحب قبل النوم أو بكرة أو أصيلا.

} 30-7-2021

صباح القدس للعراق يفضح كذبة الديمقراطية والنفاق، وصباح القدس لتونس ورئيسها، يقود ثورة الشعب ويعيد تأسيسها، والقضية في البلدين واحدة، رغم المسافات المتباعدة، ورغم كثرة التعقيدات والتداخل، والانقسامات الإقليمية والداخلية إلى حد التقاتل، فالأكيد في العراق أنه قبل سنتين، انفجرت ثورة التشرينين، وأطاحت عادل عبد المهدي، وتجاهلت الجيش المعتدي، وطارت بفضل الثورة اتفاقية التعاون مع الصين، وأعلنت الحرب على المقاومين، والحصيلة انتخابات مبكرة، وحكومة الكاظمي، برهان نتائج متغيرة، تضيع في فوضاها الحدود بين العميل والآدمي، وها نحن مع بدء الإعداد للاستحقاق، وقبل أن يجف الحبر على الأوراق، بدأت الانسحابات، وبدأ إعلان بطلان الانتخابات، تحت شعار قديم جديد بذريعة الإصلاح، أن لا ديمقراطية في ظل السلاح، والذين يتحدثون يقصدون سلاح المقاومة، وما كانت لديهم مشكلة بسلاح “داعش” والاحتلال، فكل شيء يقبل المساومة، وما دامت المقاومة تعلن مواصلة القتال، يأتي الأميركي بجماعته، وقد شعر بدنو ساعته، وتأكد من فشل رهانه الانتخابي، وكذبة المجتمع المدني، ليقول لا انتخابات على حسابي، ولا سيادة على حساب أمني، ويردد جمع السياسة، بكل أدب وكياسة، ولا يخرج من يقول أين هي الديمقراطية، التي باسمها أعلنتم ثورة شعبية، وطلبتم انتخابات مبكرة، واكتشفتم اليوم أنها متعثرة، ومثل العراق في تونس بصورة معكوسة، وبمعزل عن منازعات الجوار القريب والبعيد، سيطر الإخوان على الثورة والدولة، ونشروا الإرهاب والاغتيال، من قفصة إلى عروسة، قتل وفساد وحزب حاكم جديد، ومن جولة إلى جولة، تصدير للإرهابيين إلى جبهات القتال ، فمن قتل البراهمي وبلعيد، ومن جند التونسيين إلى سورية، ومن قبض الأموال من قطر، وجعل لتركيا موطئ قدم، وشكل للحرب الليبية السند، غير آبه بمصير البلد، وحزبه الشقيق في المغرب يقود التطبيع، والنهضة لا تنهض لفلسطين بحجة التفرغ للتشريع، فضاق بهم الشعب ذرعاً، وقد ثبت عليهم التورط شرعاً، في كل أنواع المفاسد، ولما انتخب الشعب رئيساً بالغالبية كاسحة، راهن أن تكون الرسالة واضحة، بأنه يختار للثورة قائداً، ولا يريد حكم الإخوان، ورغم وضوح الرهانات في فرنسا والإمارات، فالشعب في تونس رافض للاستعمار والتطبيع، يهتف لفلسطين، لايشتري بها ولا يبيع، منذ الثلاثينات إلى يوم الدين، ولمن لا يعلم أن سجل شهداء تونس لأجل فلسطين بالمئات، وأن المقاومة ليست مجرد شعار للمناسبات، فليعلم أن المكان الوحيد للربيع العربي المشؤوم، الذي كان فيه للتحرر والوطنية حضور معلوم، ولم يكن ضحية كذبة الجمعيات المدنية، كانت تونس الخضراء، وتذكروا أنه البلد العربي الوحيد الذي تظاهر رافضاً إغلاق السفارة السورية، وأنه البلد الذي لم تتوقف فيه التحركات لإحياء فلسطين القضية، وأنه البلد الذي تشتغل فيه السياسة الجدية، حيث الأفكار والبرامج والشخصيات والنقابات، لولا محاولة الإخوان تشكيل قبضة حديدية، والسيطرة على المؤسسات، ولذلك ستكون النتيجة الطبيعية لما يجري، مهما خاض البعض حرب النوايا، ردّ الاعتبار للتوازنات، وفي تونس لا يستطيع أحد قمع الحريات، ولا التهرب من الانتخابات، ولا تدوير الزوايا، فلا خوف على تونس والديمقراطية من دموع التماسيح، ولا على الإسلام والتسبيح، فهي تونس جامع الزيتونة قبل الإخوان والوهابية، وهي تونس الشهداء لفلسطين القضية، وهي تونس اتحاد الشغل في تحديد الهوية، جمع فريد للنضال الحزبي والنقابي، ضد المستعمر والإرهابي، من أجل الحرية والعدالة، ضمانة لا تعرف المواربة ولا تقبل الاستقالة، وموقع اتحاد الشغل يوضح ما التبس، ومن يعرف يعرف ومن لا يعرف فليقل كف عدس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى