ارتباك «إسرائيلي» غربي
– يعكس المشهد الذي رأيناه في مياه الخليج خلال الأيام الماضية، ومثله المشهد على الحدود اللبنانية الجنوبية، صورة ارتباك كبير لدى الغرب وجيش الاحتلال، حيث يبدو واضحاً أنّ الجزء الأكبر من المعلومات المتداولة مشوّش وغير دقيق، كما يبدو أنّ درجة الاستجابة العملية لم تكن بحجم المخاطر التي تمّ تصويرها في الضخ الإعلامي.
– في الخليج كانت بريطانيا مصدر المعلومات عن فوضى وتهديدات تطال الملاحة البحرية وخطف ناقلات واصابة اخرى واختفاء ثالثة، لكن لم يثبت منها سوى اصابة الناقلة “الإسرائيلية”، ولم يظهر أي دليل حسّي ملموس لصدقية المعلومات، والأهمّ أنّ الاستجابة المتوقعة أمام تحديات بهذا الحجم كانت تستدعي تحريك أساطيل ودوريات، وإذا بها تقف عند حدود الحديث عن الحاجة لتحرك دبلوماسي جماعي بوجه إيران كمتهم بإحداث الفوضى، ليصير التفسير الوحيد لذلك أن ضخ التقارير الإعلامية أراد مواكبة انتقال السلطة في إيران بتشويش إعلامي وسياسي وأمني، من جهة، ومن جهة ثانية تغييب الضغط الإعلامي عن كيان الاحتلال الذي كان يعاني صدمة إصابة ناقلته ويعجز عن التعامل معها، بتظهير القضية كقضية أمن ملاحي أكبر من مجرد إصابة ناقلة “إسرائيلية”.
– في جنوب لبنان، لا يزال الموضوع غامضاً حول الصواريخ التي سقطت في بلدة الخالصة الفلسطينية المحتلة، لكنه واضح حول الارتباك الإسرائيلي من التورّط بردّ يستدرج رداً موازياً يهدّد بالانزلاق الى مواجهة، والواضح أن قيادة الكيان المرودعة في كل حساب يتعلق بمواجهة مع لبنان، باتت مردوعة أكثر بعد معركة سيف القدس، وانها تعوّض الخوف والقلق بالإكثار من الكلام عن تهديد الدولة اللبنانية لتفادي التورط بالكلام عن تهديد المقاومة، لأنّ مثل هذا الكلام فاقد للمصداقية داخل الكيان بمثل ما هو بلا مصداقية خارجه.