اذهبوا الى سورية وتحدّثوا معها
– المستغرب في تعليقات العديد من السياسيين والإعلاميين اللبنانيين على ما أعلنته السفيرة الأميركية عن مضمون اتصالها برئيس الجمهورية، ورفع العقوبات عن استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سورية، ورفع العقوبات عن استجرار الغاز المصري الى لبنان عبر سورية أيضاً، هو حجم الهروب من الحقائق التي يحملها هذا الموقف الأميركي، بالرغم من انه مدين لقرار حزب الله بإستيراد النفط من إيران الذي لولاه لما تحرك الأميركيون.
– أولى الإشارات التي تتضمّنها المواقف الأميركية هي الإعتراف بأنّ جوهر معاناة اللبنانيين، على الأقل في ملف الكهرباء، ومثله في ملفات مشابهة، وملف المحروقات هو في جانب كبير منه فرع من ملف الكهرباء، يتمثل بجدار العقوبات الأميركية على التعاون اللبناني مع سورية، وهذا أحد وجوه الحصار الذي ينكره الأميركيون وجماعاتهم اللبنانية، لكنهم عندما فكروا في الطريقة التي يمكن من خلالها منافسة حزب الله وتظهير مساهمة في حلّ الأزمات لم يجدوا أمامهم إلا رفع عقوباتهم من أمام التعاون اللبناني السوري.
– الأمر الثاني اللافت هو انّ الذين هللوا للموقف الأميركي تجاهلوا انّ شرط ايّ تقدّم في ملف الكهرباء الأردنية والغاز المصري يتوقف على تعاون لبناني سوري مباشر لا يحلّ مشاكله الموقف الأميركي، وأنّ غياب التواصل الحكومي اللائق مع سورية في هذه الملفات وسواها يشكل عقدة لا يمكن تجاوزها بمجرد القرار الأميركي.
– سورية لم تبخل على لبنان عندما استغاث طلباً للأوكسجين الطبي قبل شهور بما لديها من مخزون احتياطي، وهي لا تضع شروطاً تشبه شروط الدول التي تتذرّع بخصومتها مع اطراف لبنانية لفرض حصار التجويع على لبنان، وتتسامى على الإساءات الموصوفة التي لحقتها ولا تزال على مدى خمسة عشرة سنة من قيادات واطراف لبنانية فاعلة بالرغم من عدم وجود أيّ قضية لبنانية سورية عالقة تبرّر ذلك، لكن من يتوقع ان يجري حلّ قضايا التعاون بالمراسلة فقط استكمالاً لمنهجية فرض القطيعة السياسية التي تتخذها حهات تعادي لبنان وسورية وتحاصرهما، فعليه أن يدرك أنّ الأمور بين الدول لا تسير بهذه الطريقة.
– اذهبوا الى سورية وتحدثوا مع سورية قبل ان تتسرّعوا وتتحدثوا عنها.