معركة مقاومة الحصار الأميركي وكسره… الوجه الآخر لمقاومة الاحتلال والإرهاب التكفيري
} حسن حردان
انّ خوض معركة كسر الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأميركية على لبنان في سياق الحرب الاقتصادية، وتحقيق النصر فيها، لا يقلّ أهمية من الزاوية الوطنية عن معركة تحرير الجنوب وإنجاز الانتصار التاريخي للمقاومة على جيش الاحتلال الصهيوني عام 2000، كما لا يقلّ أهمية عن معركة تحرير الجرود اللبنانية وتحقيق النصر فيها على قوى الإرهاب التكفيرية، التي شكلت خطراً داهماً على وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومقاومة…
فمقاومة الحصار الأميركي وكسره، يحرّر اللبنانيين من المعاناة والإذلال اليومي الذي يعيشونه على محطات البنزين وفي السعي للحصول على الكهرباء والدواء والاستشفاء إلخ… كما يحرّر اللبنانيين من التبعية الاقتصادية ويمكّنهم من تحقيق استقلالهم الاقتصادي ووضع نهاية لابتزاز واستغلال الدول الرأسمالية الاستعمارية بقيادة أميركا، وأدواتها المحلية الاحتكارية الشريكة معها في عملية الاستغلال، وفي إبقاء لبنان خاضعاً وتابعاً لا يملك حرية قراره الاقتصادي والسياسي.
وبهذا المعنى فإنّ مقاومة الحصار وكسره إنما هي الوجه الآخر لمعركة مقاومة الاحتلال الصهيوني، وقوى الإرهاب التكفيرية… فالهدف واحد وهو التحرّر من قيود الاحتلال والاستعمار وأدواته الإرهابية والاقتصادية الاحتكارية… وتَمكين لبنان من استغلال ثرواته وبناء علاقاته الاقتصادية مع دول العالم بما يحقق له مصالحه الوطنية.. خصوصاً أنه تبيّن للرأي العام انّ الولايات المتحدة التي تفرض الحصار، هي من مارس الضغوط على الأطراف السياسية في السلطة وخارجها لمنع قبول عروض المشاريع الصينية والإيرانية والروسية لحلّ الأزمات الاقتصادية والخدماتية، وهي كما تبيّن من حال دون استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري عبر سورية، وذلك بهدف إبقاء لبنان تحت الحصار والضغط والمعاناة إلى أن يرضخ للشروط الأميركية التي تتمثل في الآتي:
أولا، فرض تشكيل حكومة تقبل بتنفيذ إصلاحات اقتصادية وفق شروط صندوق النقد، والتي تجعل لبنان مرتهناً كلياً للدول الدائنة ومسلوب الإرادة…
ثانياً، فرض اتفاق ترسيم الحدود البحرية لمصلحة كيان الاحتلال الصهيوني، بالسيطرة على جزء هام من ثروة لبنان من الغاز المكتشفة في المياه الإقليمية الخالصة المحاذية للحدود البحرية مع فلسطين المحتلة.. واستحواذ الشركات الأميركية والفرنسية على عملية الاستخراج.
ثالثاً، ممارسة الضغوط على المقاومة لأجل نزع سلاحها بدءاً بالصواريخ الدقيقة التي تحمي لبنان وتقلق وتردع العدو الصهيوني..
من هنا فإنّ قرار المقاومة، الذي أعلنه امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، المباشرة باستيراد المحروقات والمواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات الحياتية لتخفيف المعاناة عن اللبنانيين إنما هو قرار ببدء خوض معركة كسر الحصار عملياً وليس فقط الاكتفاء بمقاومته، أيّ الانتقال من الدفاع إلى الهجوم.. وهذه معركة وطنية بدأتها المقاومة لكنها معركة من واجب كلّ اللبنانيين الانخراط فيها، بدءاً من دعم قرار المقاومة والترحيب بلحظة وصول السفن المحملة بالمحروقات والمواد الأخرى، وانتهاء بكسر كامل الحصار الأميركيَ، والاحتكار في الداخل.. وفرض التوجه شرقاً من خلال الانفتاح الرسمي على سورية وتطبيع العلاقات معها وقبول عروض المساعدات والمشاريع الإيرانية والصينية والروسية، ووصولاً إلى المباشرة في تلزيم شركات إيرانية وغير إيرانية لاستخراج الغاز والنفط المكتشف في المياه اللبنانية بحماية صواريخ المقاومة..