حزب الله يرد على هِلْ: آخر من يحق له الكلام السفير الاميركي والأميركيون الذين صنعوا الإرهابيين
رد حزب الله على تدخّل السفير الأميركي في لبنان ديفيد هِلْ بالشأن اللبناني مهاجماً المقاومة، معتبراً «أن آخر من يحق له الكلام هو السفير الأميركي والاميركيون الذين صنعوا الارهابيين والتكفيرين وزودوهم بالسلاح وسهّلوا عملهم» وشدد حزب الله على «أن تبييض صفحة جبهة النصرة التكفيرية عبر الدعوة لفصلها شكلياً عن تنظيم القاعدة يُشكّل عودة إلى الرهانات القاتلة». وأكد: «أن لبنان ليس في أجندة الاتفاقات الدولية والإقليمية في هذه المرحلة لذا علينا أن ننجز خيارنا بأيدينا وخيارنا واضح نستطيع أن ننتخب رئيس للجمهورية غداً».
وفي السياق، أكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «أن الاساس في الاستقرار في لبنان هو القوى الداخلية التي آلت على نفسها أن تحمي بلدها وهذا ما فعله حزب الله في كل تحركاته.
وقال الشيخ قاسم إن حزب الله كان «حريصاً دائماً على منع الفتنة وعلى حكومة الوحدة الوطنية وعلى الحوار مع الأطراف المختلفة وآخرها الحوار مع المستقبل، كل ذلك من أجل حماية الاستقرار الداخلي لمصلحة لبنان».
وحول الاستحقاق الرئاسي، لفت قاسم في كلمة له خلال حفل تخريج دورات ثقافية في مجمع الرضا إلى «أن لبنان ليس في أجندة الاتفاقات الدولية والإقليمية في هذه المرحلة لذا علينا أن ننجز خيارنا بأيدينا وخيارنا واضح نستطيع أن ننتخب رئيس للجمهورية غداً». وشدد على «ضرورة ان يكون قوياً وممثلاً في طائفته لأنه عندها يكون بإمكانه أن يطمئن الطوائف الأخرى وبإمكانه أن يعطي التزامات للأطراف السياسية المختلفة وأن يحمي التنوع ويساهم في المزيد من استقرار لبنان وينعش انطلاقة المؤسسات».
وأكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين «أن لبنان قياساً الى ما يحصل في المنطقة هو بلد محمي بتضحيات جيشه وبموقف الناس ووعيهم وبالسياسة والحكمة وليس محمياً بادعاءات السفير الأميركي وتصريحاته السخيفة»، مشيراً إلى «أن ما يقوم به حزب الله والمقاومة والجيش وما يضحي من أجله كل اللبنانيين هو من صنع أميركا سواء أكان هذا الخطر «إسرائيلياً» أو تكفيرياً.
وفي كلمة له خلال احتفال تأبيني في بلدة أنصارية، قال صفي الدين إن «آخر من يحق له الكلام هو السفير الاميركي والاميركيون الذين صنعوا الارهابيين والتكفيريين وزودوهم بالسلاح وسهلوا عملهم وجعلوهم قوة قادرة على خطف العسكريين وتهديد أمننا».
وأضاف: «عندما يتوافر القرار السياسي الصحيح والتغطية السياسية الصحيحة والصادقة فان الجيش قادر على تحقيق الانجازات»، معتبراً أن «ما قامت به الأجهزة الأمنية اللبنانية قبل يومين من اعتقال أحد الارهابيين التكفيريين المؤثرين الذين عملوا وساهموا على خطف العسكريين وقتل أبنائنا وتهديد أمننا انما يدل على قوة هذه الأجهزة وقدرتها».
واعتبر رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد إبراهيم أمين السيد أن استراتيجية مواجهة التهديدات والأخطار هي مسؤولية الدولة، مشيراً إلى «أن البعض ما زال يرى التهديد التكفيري من زاوية الخصومة السياسية»، داعياً إلى «تأجيل كل الحسابات والخصوما «.
ودعا أمين السيد خلال احتفال تأبيني أقامه حزب الله تكريماً للشهيد محمد عبدالمنعم عمرو في بلدة المعيصرة الكسروانية إلى ضرورة الإسراع في تسليح الجيش اللبناني، مشيراً إلى «أن امكانات الدولة وحدها لا تُمكنها من الوقوف في وجه الإرهاب». كما لفت إلى أن «السلوك الأميركي المزدوج في تشكيل حلف دولي لمواجهة الإرهاب من جهة ومنعها السلاح عن الجيش اللبناني من جهة أخرى».
وأشار وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش إلى «أننا لا نستطيع أن نتخطى مسألة التوافق في هذا الظرف الاستثنائي، لأننا محكومون بضرورة استمرار المؤسسات أو على الأقل بضرورة إستمرار الحكومة».
وشدد فنيش خلال احتفال تكريمي لمعلمي المنطقة الأولى في قاعة الخزامى في وادي جيلو على «وجوب تمكين المجلس النيابي من الانعقاد والقيام بدوره التشريعي والرقابي على السلطة التنفيذية، فليس هناك من سبب لتعطيل عمل المجلس النيابي، ولا شيء لا بالدستور ولا بالممارسة ولا بالأعراف ولا بحسابات المصالح يربط بين موضوع عمل المؤسسات وبين عدم التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية»، مؤكداً: «ضرورة ملء الشغور في موقع الرئاسة، وأن يبذل الجهد الداخلي الوطني للتوافق على إجراء هذه الانتخابات».
واعتبر أن «الحوار هو السبيل الصحيح والسليم للبحث عن كيفية تنظيم الخلاف، وعامل مساعد وأساسي في الحفاظ على استقرارنا الداخلي، ومن خلاله يمكننا أن نقطع الطريق على القوى التكفيرية التي تريد توظيف وتأجيج النزاعات للإستفادة منها لإثارة العصبيات، وتجنيد من يضلَّل من الشباب في صفوف هذه الجماعات».
واعتبر النائب علي فياض «أن العمل على تبييض صفحة جبهة النصرة التكفيرية عبر الدعوة لفصلها شكلياً عن تنظيم القاعدة يُشكّل عودة إلى الرهانات القاتلة التي سيدفع ثمنها هؤلاء المراهنون على هذا الخيار، كما أن ذلك يكشف بوضوح حجم المأزق الذي تعاني منه الدول التي تغذي الصراع في سورية وتلاشي خياراتها، بحيث لم يبق أمامها إلاّ التعاون مع إمتدادات تنظيم القاعدة».
وفي كلمة له خلال احتفال تأبيني في بلدة كفركلا الجنوبية، قال فياض «إن التكفيريين من داعش وجبهة النصرة وكل المجموعات الأخرى إنما يلتقون بالخلفية العقائدية والفقهية وفي الأهداف البعيدة، ويلتقون في الممارسات الإجرامية نفسها وهذا هو الأخطر، وإن الفارق الوحيد بين النصرة وداعش في واقع الحال هو أن جبهة النصرة أكثر طواعية من داعش»، متسائلاً: «هل يريد هؤلاء أن يقنعوا العالم أن جبهة النصرة هي أداة تحقيق الديمقراطية والإصلاح السياسي في سورية، ففي الواقع لم يعد ثمّة أقنعة في الصراع الدائر في سورية، لأن ما يجري في حقيقته بات واضحاً وضوح الشمس، إنه صراع بين مشروع المقاومة بأبعاده التحريرية والتوحيدية ومشروع تحالف المذهبية والتكفيرية وأصدقاء أميركا و«إسرائيل» بأبعاده التفتيتية».
واعتبر فياض «أن من يسعى الى تشكيل ائتلافات أو تحالفات اقليمية ومذهبية إنما يدفع المشكلة القائمة إلى مستويات خطيرة تزيد من مخاطر التفتيت والشرذمة، ويزج المنطقة في آتون متفاقم من الاضطرابات، وإن هذه السياسة الغبيّة لا تفضي إلاّ إلى مزيد من الإنهاك والصراعات المفتوحة، في حين أن السياسة المسؤولة تستدعي فتح باب الحوارات والتفاهمات والحلول السياسية التي توفر مصالح الجميع وتعيد اللحمة إلى الأمة الواحدة».
وقال النائب نواف الموسوي «بالأمس استغل السفير الأميركي منبراً رسمياً ليخرق من خلاله معايير السلوك الدولي والأعراف الدبلوماسية، فشنّ حملةً على فئة سياسية مقاومة لبنانية يكيل لها الإتهامات، ونحن كنّا نأمل بأن يثأر هذا السفير لرئيسه الذي أهين على منبر الكونغرس من رئيس حكومة دولة حليفة لهم يقدمون لها كل الدعم، ثم لا يلقون منها إلاّ عتواً واستكباراً، فما فعله السفير الأميركي بالأمس إنما يكرر ما فعله رئيس حكومة العدو الصهيوني حين اعتلى المنبر البرلماني في الولايات المتحدة الأميركية، وأساء إلى رئيس دولة كبرى، فهذا السفير حاول الإساءة إلى اللبنانيين بالإفتراء على بعضهم، وهنا نقول لقد بات لزاماً على هذا السفير الذي يتصرّف وكأنه في دولة بلا سيادة، أن يلتزم الأعراف والآداب الدبلوماسية، ففي هذه الدولة رجال لا يمكن لأحد أن يرفع ستر الحسناء فيها، وأمّا ادعاؤه بأننا نملك قرار الموت والحياة، فنقول له إنه من حقنا أن نمتلك قرار الحياة، لأنك تفرض وحليفتك «إسرائيل» قرار الموت علينا، ومن حقنا وواجبنا أيضاً أن نحمل بأيدينا الحرة قرار الحياة للبنان واللبنانيين ولشعوب المنطقة، وقد أظهرنا للجميع أننا بدمائنا كتبنا حياة جديدة للبنان واللبنانيين ولشعوب المنطقة».
وأضاف الموسوي «إن السفير الأميركي يتحدث عن خرق القرارات الدولية من قبلنا، ونحن بدورنا نسأله ألا ترى الطائرات «الإسرائيلية» تحلّق فوق سفارتك وهي تخرق السيادة اللبنانية، ألا تنظر إلى الاختراقات التي فاقت الخمسة عشر ألف حتى الآن منذ عام 2006، ألا ترى في السلوك «الإسرائيلي» العدواني إعتداءً على سيادة لبنان وخرقاً للقانون الدولي، وأما من ناحية إشارته إلى العملية التي نفذتها المقاومة ضد قوات الإحتلال «الإسرائيلي»، فإن هذه العملية هي حق مشروع للمقاومة اتفق اللبنانيون جميعاً على هذا الحق، وضمّنوه في البيان الوزاري لهذه الحكومة التي تزاول الآن سدة الأحكام وتتولاها».
وأكد النائب نوار الساحلي «أننا في المقاومة صناع ثقافة الحياة، لأن الأبطال الشهداء صنعوا بدمائهم الحياة لنا جميعاً، ونحن نفتخر بما نقوم به هنا على الحدود مع فلسطين، وفي سورية، وفي كل مكان يجب أن نكون فيه.
وخلال احتفال تربوي نظمته بلدية الهرمل ومركزها الثقافي لمناسبة عيد المعلم في قاعة الأسد بالمكتبة العامة، دعا الساحلي السفير هِلْ إلى الصمت وأن ينظر إلى خروقات العدو الصهيوني للقرارات الدولية وانتهاك حقوق الإنسان عشرات المرات كل يوم في فلسطين المحتلة».
واعتبر النائب حسن فضل الله «أن الخلافات الموجودة اليوم بين اللبنانيين لا تعالج إلاّ بالحوار والتفاهم والتلاقي بينهم، ولذلك نحن سلكنا هذا المنهج ولا نزال، وننطلق بإيجابية للوصول إلى النتائج المرجوة منه التي هي مصلحة لكل اللبنانيين وليست لهذا الطرف أو ذاك»، مؤكداً: «أننا مستمرون في هذا الحوار، ونشجع عليه بين الأفرقاء اللبنانيين للوصول إلى تفاهمات من أجل أن تنتظم مؤسساتنا الدستورية بما فيها إنتخاب رئيس للجمهورية، ولنتفق جميعاً على إدارة بلدنا بما يحفظ استقراره وتطوره وشعبه، وهذا ما تعمل عليه المقاومة».
وفي كلمة له خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة بيت ليف لفقيدي الجهاد والمقاومة حمزة موسى بدّاح وأسامه سعيد بداح، أكد فضل الله «أن بلدنا محمي اليوم بفضل تضحيات جيشه الذي يقدم شهداء ويدافع عن الحدود، وبفضل تضحيات المقاومة التي منعت أولئك التكفيريين من إسقاط سورية والسيطرة عليها، وهذا بات معروفاً للجميع، إلاّ الى أولئك المكابرين الذين لا يريدون أن يروا الحقيقة التي هي واضحة وناصعة»، مضيفاً: «إننا سنبقى متمسكين بهذا الموقف والخيار للدفاع عن بلدنا ولمنع هؤلاء التكفيريين من تحقيق أهدافهم التي لن يستطيعوا أن يحققوها ما دام في بلدنا هذا الجيش الذي يقاتل ويدافع رغم قلّة الإمكانات، وما دامت روح هؤلاء المجاهدين موجودة، وعندها سيبقى بلدنا آمناً ومستقراً ومحمياً بفضل هذه التضحيات»، مشدداً على ضرورة «أن يلتقي ويتفاهم اللبنانيون جميعاً على كيفية حماية بلدهم انطلاقاً من معادلة تكامل الجيش مع المقاومة والشعب».
من ناحية أخرى، قدم وفد من حزب الله واجب العزاء لعائلة الشهيد بدر عيد شقيق المسؤول في الحزب العربي الديمقراطي علي عيد وذلك في بلدة حكر الضاهري في عكار، حيث وقدم الوفد الذي ترأسه عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي التعزية باسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقيادة المقاومة لعائلة عيد.
وقال قماطي بعد اللقاء «أن يد الاجرام تهدد أمن البلد وكل لبنان وتؤثر على العيش المشترك وتهدد صيغة لبنان الوطن لأن لبنان مبني على روح العيش الواحد ونهج التصفية والقتل والعصبية لن يؤدي الى اي مكان»، كما شدد قماطي على «الدور المتكامل في مواجهة الارهاب التكفيري بين الجيش والمقاومة والشعب»، متمنياً ان «لا تتكرر مثل هذه الاعمال الارهابية».