الوطن

الهدوء يلّف مغدوشة وعنقون واتصالات كثيفة لمنع تكرار الأحداث

خيّمت أمس أجواء هادئة على بلدتي مغدوشة وعنقون، في ضوء انتشار الجيش وتوقيف عدد من المتورطين في الأحداث الأخيرة، وفي أعقاب اللقاء الموسّع الذي عُقد في حسينية عنقون مساء أول أمس.

وفي إطار مساعي التهدئة، أجرى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسي اتصالاً برئيس مجلس النواب نبيه برّي واطّلع منه على المعالجات الجارية في بلدة مغدوشة وسمع منه ما يؤكّد بأنّ مغدوشة هي بلدته الثانية وأن ما يحصل عليها إنّما يحصل على كلّ لبنان. كذلك أجرى اتّصالات بالمرجعيّات الروحيّة واطّلع منها على الوضع الميداني.

ودعا العبسي «العقلاء إلى تحكيم لغة العقل والمنطق والمحافظة على الخطاب العقلاني وإلى تعميم ثقافة الاحترام المتبادل». كمّا حذّر «من التأخّر أكثر في تشكيل الحكومة خصوصاً بعد أن أخذت تبرز بوادر تفكّك الدولة وانهيار مقوّمات الحياة المجتمعيّة فما حصل في مغدوشة معرّض للأسف أن يتكرّر في أماكن أخرى إذا لم تعالج الأسباب جذريّاً».

وفي سياق متصل اجتمع مطارنة صيدا ودير القمر للموارنة والروم الكاثوليك والروم الأورثوذكس: مارون العمار وإيلي بشارة الحداد وإلياس كفوري وأثنوا في بيان على «الجهود المبذولة من الأفرقاء كافة لتلافي تفاقم الأحداث المؤلمة، ولاسيما موقف الرئيس نبيه برّي وموفده الرسمي المفتي حسن عبدالله، الذي التقى النائب ميشال موسى وفاعليات مغدوشة وعنقون، وأعطى توجيهات واضحة لجهة تطبيق القانون علي كل من افتعل أعمالاً عنفية، إذ لا شيء يعلو فوق القانون».

وأعلن المطارنة تمسكهم «بالعيش المشترك، كشعار نهائي لا حياد عنه في لبنان»، داعين كل الأفرقاء «ألاّ يقعوا في فخّ فوضى الفقر والعوز الذي يعيشه اللبنانيون كافة، بل وجب تنظيم حياتنا على ضوء الحاجات الملحّة الطارئة وتجنّب المشاكل»، وألمحوا إلى أن هذه المشادات التي تحصل «لا تمت بصلة إلى أبعاد طائفية، إذ إن أبناء البلدة الواحدة والمذهب الواحد، نراهم يتقاتلون لتأمين لقمة العيش».

وشدّدوا على «وجوب التنبّه لتجنّب الأعمال العنفية، البعيدة جداً من حضارة اللبنانيين وتضرب العيش المشترك وتُعقّد قضية الفقير، بل وتحرمه من الأمن الغذائي كملاذ وحيد باق في لبنان، والانكباب على تنظيم الأمور خصوصاً في الحصول على الوقود فالمسألة تنظيمية بامتياز».

كما شكر المطارنة «الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، للسهر على أمن كل مواطن على الأراضي اللبنانية كافة، ولاسيما في منطقة مغدوشة – عنقون»، مؤكدين  «ضرورة تشكيل الحكومة في أقرب فرصة ممكنة، إذ إن العقبات في التأليف لا تضاهي الأخطار المحدقة بالمجتمع اللبناني وسلامته».

وفي هذا السياق أيضاً، واصل النائب موسى اتصالاته لتهدئة الوضع ومنع تكرار ما حصل، والتقى في منزله رئيس بلدية مغدوشة رئيف يونان والمخاتير وعدداً من الفاعليات، مجدداً الدعوة إلى «اعتماد المسار التاريخي لبلدة سيدة المنطرة المتميّز بالحكمة والتعقّل وحُسن الجوار، وتأكيد الثقة المطلقة بدور الجيش والأجهزة الأمنية في ضبط الوضع وتعزيز مسيرة السلم الأهلي».

وتلقى سلسلة اتصالات أبرزها من الرئيس برّي و الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي.  كذلك تلقى اتصالات من نواب وشخصيات روحية والوزير السابق وديع الخازن.

من جهة أخرى، لفت المكتب الاعلامي للنائب موسى إلى ما يتداوله بعض وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار «غير دقيقة، يقف وراءها بعض الجهات التي تعمل على استثمار الأزمة»، داعياً إلى استقاء المعلومات الصحيحة من مصدرها».

 إلى ذلك التأم مجلس الامن الفرعي في سرايا صيدا، برئاسة المحافظ لبنان الجنوبي منصور ضو وحضور قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية في المحافظة، وكان المحور المركزي على طاولة البحث، مستجدات التطورات الأمنية والمعيشية على مستوى الجنوب عموماً ومدينة صيدا خصوصاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى