بعد الحوادث الأمنية المتكرّرة الأمن الاجتماعي في خطر
} عمر عبد القادر غندور*
عرفت الأيام القليلة الماضية أحداثاً مقلقة أضافت الى أيام اللبنانيين التعيسة جلجلة من الآلام وانشغال البال وكدر الخواطر على خلفية ما جرى بين بلدتي مغدوشة وعنقون المتجاورتين بسبب التزاحم على محطة وقود كاد يتطوّر لولا تدخل العقلاء في البلدتين لإخماد الفتنة في أرضها.
وكان للتدخل الحاسم للرئيس نبيه بري والذي أعاد الأمور إلى نصابها، واتصل ببطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي مؤكداً له انّ بلدة مغدوشة هي بلدته الثانية بعد تبنين، وانّ ما حصل مُدان وغير مقبول ولا بدّ من اعتقال المعتدين وهو ما سيكون، وليس من عادة الجنوبيين الإساءة الى التعايش الذي يطبع حياة الجنوبيين من جميع الطوائف والملل.
وبالفعل… انّ ما حصل وانتهى بين البلدتين المتجاورتين غريب ومستهجن، بحكم معرفتي لكافة بلدات وقرى الجنوب، وقد علمت من خلال متابعتي للأمر انّ الحادث كان ابن ساعته، وانّ من قام به عدد محدود من الموتورين غير المنضبطين والذين لهم سوابق مع أهالي حومين وزغدرايا، ودرب السين، وانّ فئة حزبية ضئيلة جداً حاولت الاستثمار السياسي في هذا الحادث ولم تنجح.
ولأنّ مثل هذه الإشكالات يجب التنبّه له كمصادرة صهريج في بلدة العباسية، سرعان ما جرى تطويق الحادث واستنكرت خلية الأزمة في العباسية الاعتداء المؤسف الذي تعرّض له صهريج المازوت، وهو ما يتعارض مع قيم العباسية، وأعادته الى بلدة الحلوسية مع الاعتذار وعدم تكرار ما حدث.
مثل هذه الأحداث التي تتكرّر كالاشتباك الناري الذي اندلع بين فنيدق وعكار القديمة، والحوادث الأمنية اليومية على محطات البنزين من بيروت الى طرابلس الى البقاع الى الجنوب الى الجبل، هي خطيرة جداً، وتهدّد الأمن الاجتماعي في ضوء ما سرّبه وزير الداخلية محمد فهمي عبر هروب متكرّر لعناصر قوى الأمن الداخلي، يُضاف اليه تعثر قيام حكومة مستحيلة رغم أربعة عشر جولة مماحكة لا تأتي بحكومة ولا من يحزنون!
ويصرّ المتربصون بمستقبل لبنان وديمومته على اغتيال الأمل عند اللبنانيين انّ الرئيس ميقاتي عازم على زيارة دولة عربية لمعرفة نظرتها للمرحلة المقبلة في لبنان على ان تتخذ موقفها النهائي من مهمة التكليف الذي بحوزة الرئيس المكلف .
إلا انّ المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي سارع الى نفي هذه التسريبات مؤكداً استمراره في مهمته وسيواصل مساعيه لتشكيل الحكومة…