قراءة في زيارة وفد الكونغرس الأميركي
} عمر عبد القادر غندور
ماذا حققت زيارة لجنة وفد الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي برئاسة السناتور كريس مورفي في إطار جولة إقليمية تستهدف العمل على إيجاد حلّ للأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان وبناء جسور مع الحكومة «الإسرائيلية» الجديدة.
الوفد الاميركي قابل الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش وعدد قليل من الشخصيات، ولم يقابل أحداً من المجتمع المدني الذي تديره وتهتمّ به سفيرة الولايات المتحدة في لبنان، وربما لأنّ جولة الوفد الأميركي إقليمية أكثر منها داخلية.
وربما أيضاً كانت زيارة الوفد الأميركي الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري أكثر وضوحاً ودلالات.
فالرئيس بري حرص على مصارحة زائريه بضرورة استثناء لبنان من «قانون قيصر» الاميركي المعلن حصاراً وضغطاً على سورية، أسوة بالأردن الذي طلب استثناءه من هذا القانون نظراً للتداخل الجغرافي بين الأردن وسورية وهو ما ينطبق على لبنان أيضاً وربما بدرجة أكبر.
تماماً كـ إستجرار الغاز المصري الى لبنان عبر الأراضي الأردنية والسورية ترجمة للرغبة الأميركية.
وقد أبدى الوفد الأميركي تجاوبه مع هذا الطلب ووعد بعرضه على الكونغرس لدى عودته الى واشنطن.
وتوقع كريس مورفي ان تتشكل الحكومة اللبنانية قبل عودته الى بلاده، وقال انّ بلاده هي أكبر داعم للجيش اللبناني وسيقترح على واشنطن توصيات لدعم الجيش بالمعاشات الشهرية!! وهذا جديد ولافت كقوله انّ بلاده تدعم تدريب الجيش اللبناني عند الحدود ولم يوضح الحدود مع سورية او مع فلسطين؟
أما الكلام الواضح وغير الديبلوماسي كان بقرب الطائرة التي أقلت الوفد الأميركي الى «الكيان الإسرائيلي» حيث عقد مؤتمراً صحافياً على أرض مطار بيروت، وقال السيناتور ريتشارد بلوفنثال انّ لبنان في حالة سقوط حر ولكن يمكن تفادي هذا السقوط!
وعن باخرة المازوت الإيرانية التي رست عند الشاطئ السوري قال إنها «ستعقد الأمور وانّ بلاده بصدد معالجة هذا الأمر رغم قانون قيصر»، واعتبر «انّ حزب الله سرطان متفشّ ويجب استئصاله (على حدّ تعبيره) ولا ينبغي للبنان الاعتماد على إيران لحلّ أزماته عبر سفن الفيول، وتعمل الولايات المتحدة لحلّ أزمة المحروقات في لبنان.
ونحن نقرأ في هذه التفاصيل انّ الولايات المتحدة ترى في الإمدادات النفطية الإيرانية للبنان خرقاً لعقوباتها، وانّ موقفها من حزب الله ما زال على حاله لا بل ضرورة التشدّد في العقوبات الاقتصادية والمالية على لبنان لتأليب اللبنانيين عليه ومحاصرته وحرمانه من التأييد الشعبي، وهي متاكدة انّ الحصار الاقتصادي على لبنان أخفق في إزعاج الحزب.
وفي قراءتنا ايضاً ان لا يراهن أحد على رفع العقوبات حتى كتابة هذا البيان.
أما النبرة العالية للوفد الزائر فهي تعني:
1 ـ انّ التواصل الإيراني الأميركي بشأن الاتفاق النووي لا يفتقد الى الحرارة، ولا بدّ من النبرة العالية لتأكيد الشروط في المرحلة المقبلة.
2 ـ الأزمة اللبنانية ليست ورقة منفردة بل هي في قلب الملف الإقليمي.
3 ـ نتوقع أن تبرز إيجابيات بعد عودة وفد الكونغرس الى واشنطن سواء تشكلت الحكومة اللبنانية من عدمه.
4 ـ الانسحاب الأميركي من أفغانستان ليس بعده كمثل ما قبله.
أ اخيرا لفتنا «الكرم» الأميركي وغيرته وعزمه على دعم الجيش اللبناني بالسلع الاقتصادية والمعاشات والتدريب على الحدود، ونتمنّى أن تضاف الى هذه «المكرمات السخية» بعضاً من الدبابات الحديثة والمركبات القتالية الهامفي والطائرات المقاتلة والذخيرة الفتاكة…
وهو ما يحتاجه الجيش اللبناني.