أولى

اسئلة لا يجرؤ جماعة أميركا على طرحها حول العلاقة بسورية

يخبرنا جماعة أميركا في لبنان عن كونهم جماعة السيادة الأقحاح، وحماة الاستقلال، ويقدمون علاقاتهم الخارجية وفي طليعتها العلاقة بواشنطن بصفتها ركيزة في ترجمة هذا التوجه السيادي، ولسنا هنا لمحاكمة مدى انطباق مفاهيم السيادة والاستقلال على مزاعم هذا الفريق وعلاقته بالأميركيين وغير الأميركيين، بل للتساؤل في ضوء الموقف الأميركي المستجدّ من العلاقة اللبنانية السورية عما إذا كان هؤلاء السياديون والاستقلاليون يجرؤون على توجيه أسئلة بنكهة سيادية للسفارة الأميركية والمسؤولين الأميركيين.

طوال سنوات كان يخبرنا هؤلاء ما يقوله الأميركيون عن وجوب تحريم أيّ علاقة بسورية، سورية الرئيس بشار الأسد التي نعرفها ويعرفونها، والتي لم يتغيّر شيء فيها منذ  عشر سنوات أرادوا خلالها للبنان قطع شرايين علاقته بسورية، وهي سورية التي كنا نقول منذ بدء مسار الانهيار اللبناني قبل سنتين انّ استعادة العلاقة الأخوية معها تشكل ركيزة لمعالجة أزمات لبنان، وكنا نقول انّ الحصار الأميركي على سورية يستهدف لبنان كما يستهدفها، كانوا يردّدون ما يقوله الأميركيون انّ سورية والمقاومة مصدر للأزمة ويفبركون الأخبار عن مسؤوليتها عن التهريب الذي كانوا ولا يزالون، كما تقول الوقائع اليوم، أسياده، فهل يسألون الأميركي اليوم ما هو الذي تغيّر؟

انْ كانت العلاقة بسورية خير للبنان وحاجة لا غنى عنها خصوصاً في ظلّ الأزمات الصعبة، وكلّ حلول لهذه الأزمات يجب ان تمرّ بسورية، فلماذا حرمنا الأميركيون من هذا الخير طويلاً حتى كدنا نموت اختناقاً، وهم يقولون لنا انه يمكن مع القطيعة مع سورية مواجهة المشكلات، بل عبر القطيعة نفسها؟

انْ كانت العلاقة بسورية تؤذي لبنان كما قالوا، وهم اليوم يوافقون عليها لتفادي ظهور المقاومة بصورة المنقذ للبنان واللبنانيين، فهذا يعني انّ لبنان لا يعنيهم ولا مصالحه تهمهم، وكلّ ما يعنيهم لعبتهم السياسية ولا يرون لبنان وشعبه إلا وقوداً لهذه اللعبة.

انْ كانت العلاقة بسورية في الماضي ممنوعة  كجزء من الرهان الأميركي على إسقاطها، وقد سقط هذا الرهان فباتت العلاقة خارج المحرمات،  فلماذا تمّ استعمال لبنان الصغير كمجرد ساحة وأداة لخوض الصراعات لحساب مصالح دولة كبرى تدّعي الصداقة والحرص زوراً.

انْ كانت العلاقة مع سورية أصبحت حلالاً فهل هذا يشمل المحروقات الإيرانية عبر سورية، خصوصاً انّ المحروقات الإيرانية التي لا تستنزف العملات الصعبة يمكن ان تشكل مخرجاً مناسباً من الأزمات الضاغطة على لبنان.

طالما أنّ العلاقة مع سورية لم تعد من المحرمات وطالما بات مشرعاً استجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر عبرها فهل يشمل ذلك النفط العراقي الذي يضخه أنبوب ضخم إلى لبنان منذ عقود طويلة ولا يحتاج إلا لبعض التصليحات ويتكفل بتغطية حاجات لبنان وتشغيل مصفاة طرابلس.

نحب ان نتفاءل بأن تصحو روح السيادة لدى هؤلاء اللبنانيين فهل نحلم؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى