«الشراكة الشرقية» تسعي إلى المرونة
جاء في صحيفة «كوميرسانت» الروسية:
بدأ في مدينة براغ يوم 24 نيسان الجاري، أول لقاء قمة للمشاركين في برنامج الاتحاد الأوروبي «الشراكة الشرقية»، بعد لقاء فيلنوس، الذي ناقش رفض الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، اتفاق الشراكة.
كان رفض يانوكوفيتش درساً للاتحاد الأوروبي، الذي يتحدث حالياً عن ضرورة أخذ الخصوصية في الاعتبار لدى التعامل مع كل جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. لم يكن اختيار مدينة براغ لهذا اللقاء صدفة، ذلك أنه منها بدأ قبل خمس سنوات تنفيذ مبادرة «الشراكة الشرقية».
وأعلن وزير خارجية تشيكيا لوبومير زاوراليك، في جلسة الافتتاح، أنه من الضروري إدخال تعديلات على البرنامج ليكون صاaلحاً للتطبيق مع كل مشارك على انفراد. وقال مصدر دبلوماسي للصحيفة، أن الاتحاد الأوروبي كان يتوقع حضور الوفد الأوكراني إلى اللقاء برئاسة القائم بمهام رئيس الدولة، آلكسندر تورتشينوف، لكن بسبب الأحداث الجارية في شرق البلاد، جاء الوفد برئاسة وزير الخارجية المعيّن من قبل البرلمان أندريه دوتشيتسا، الذي عليه أن يحدد موعد استعداد بلاده للتوقيع على الجزء التجاري ـ الاقتصادي من اتفاقية «الشراكة الشرقية»، الذي رفض يانوكوفيتش توقيعه في فيلنوس.
يشارك في هذا اللقاء كل من مولدوفا وأذربيجان وجورجيا وأرمينيا التي يرأس وفدها الرئيس سيرج سركسيان. ويذكر أن أرمينيا أعلنت السنة الماضية توجهها نحو الاتحاد الجمركي. ويقول مصدر في الاتحاد الأوروبي، إن أرمينيا لم تحذف من برنامج «الشراكة الشرقية» ولا داع لذلك. أما رئيس قسم التقويمات الاستراتيجية سيرغي أوتكين، فيقول، إن على يريفان وبروكسل التفكير بـ«الشكل الوسطي» للاتفاقية الجديدة المنقحة، التي لا تتضمن إشارة إلى منطقة التجارة الحرة.
بيلاروسيا فقط لم تشارك في لقاء براغ، وعملياً أوقفت مشاركتها في البرنامج منذ سنوات. واعتبرت وزارة الخارجية البيلاروسية، عدم دعوة الرئيس لوكاشينكو إلى حضور اللقاء انتهاكاً للمبادئ الأساسية لإعلان براغ عام 2009، بشأن المساواة وعدم التمييز، مشيرةً إلى أنّ «الشراكة الشرقية» بدأت تتفكك.
ويقول المفوض في الاتحاد الأوروبي فوليه: «نحن لم نحاول أبداً وضع خطوط فاصلة في أوروبا، بل على العكس، نقترح على شركائنا في شرق أوروبا وروسيا العمل سوياً لإنشاء منطقة موحدة للازدهار والاستقرار والديمقراطية».
وبحسب قوله، فإن التوقيع على اتفاقية «الشراكة الشرقية» مع الجمهوريات السوفياتية السابقة يخدم مصلحة روسيا. أما وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف فأكد مراراً على أن البرنامج الأوروبي هو أداة لمواجهة عمليات التكامل بمشاركة روسيا.