اللقاء الرباعي لتزويد لبنان بالغاز المصري: 3 أسابيع للجهوزية
أعرب وزير الطاقة والمياه ريمون غجر عن شكره «لسورية والأردن ومصر على مبادرتهم لإعادة إحياء الاتفاقية الرباعية لاستجرار الغاز المصري إلى لبنان، عبر الأردن وسورية».
وشدّد على أن «المبادرة لا يمكن أن تحصل لولا التعاون الحاصل بين الدول الأربع، وبمواكبة لصيقة من البنك الدولي في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ فيه لبنان ليؤمن الغطاء أو المظلة المالية ليستطيع لبنان التوقيع على هذه الاتفاقية، خصوصاً أن الفرق الفنية التي شكلت في هذا الاجتماع الرباعي ستدرس الاتفاقية من جوانبها كلها التقنية والإدارية والفنية والمالية كي تكون متوازنة لكل الدول».
وأشار إلى أن «هذا التعاون سيؤدي في المستقبل إلى إعادة إحياء اتفاقية أخرى هي استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن التي من الممكن أن تكون أسعارها منخفضة مقارنةً بأسعار توليد الطاقة في لبنان».
وأكد غجر أن «لبنان، حكومةً وشعباً، يشكر الدول المعنية الشقيقة على هذه المبادرة»، متمنياً أن «ينجز فريق العمل الخطة اللازمة والجدول الزمني المحدد بالسرعة المطلوبة كي نستفيد من الغاز المصري في تغذية معمل دير عمار وقدرته حوالى 450 ميغاواط، والذي يؤمن أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية للبنانيين».
كلام غجر جاء عقب انتهاء الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي (مصر والأردن وسورية ولبنان) الذي استضافته عمان وجرى خلاله الاتفاق على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسورية وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك.
وحضر الاجتماع غجر، وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي، وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا ووزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة.
وأكد الوزراء أن كل دولة ستتحمل كلفة إصلاح الشبكة داخل أراضيها، قائلين «خلال ثلاثة أسابيع سنكون جاهزين لمراجعة الاتفاقيات وتقويم البنية التحتية».
وأشارت الوزيرة زواتي من جهتها للصحافيين، إلى أن «الاجتماع يهدف بشكل أساسي إلى التعاون في مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري للجمهورية اللبنانية عبر الأراضي الأردنية والسورية من خلال خط الغاز العربي، وأن الأردن سيبذل كل جهد لمساعدة الأشقاء اللبنانيين للخروج من محنة الطاقة وبتوجيهات مباشرة من الملك عبدالله الثاني».
وأكدت أهمية الاجتماع «في إطار التعاون المشترك بين دول خط الغاز العربي والعلاقات الوثيقة التي تجمعهم واستمرار التعاون في مجال قطاع الطاقة عموماً والغاز الطبيعي خصوصاً».
ولفتت إلى أن «اجتماعات فنية عُقدت على هامش الاجتماع الوزاري جرت خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربع والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية على أن ينهي الفريق المشكل أعماله ضمن مدة محددة، وأن يتم رفع النتائج ليتم اعتمادها بتوافق الأطراف والعمل بمضمونها في أسرع وقت».
وأكد الملا بدوره «أن مصر تعمل على سرعة التنسيق لوصول الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسورية، حرصاً من مصر على التخفيف عن كاهل الشعب اللبناني والمساهمة في دعم لبنان واستقراره». فيما اعتبر طعمة أن «مشروع خط الغاز العربي يُعد من أهم مشاريع التعاون العربي المشترك والذي تجسد بشكل واضح على الأرض منذ العام 2003».
وتابع «عملاً بتوجيهات الرئيس السوري بشار الأسد للمساعدة في تجاوز الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني في مجال الطاقة، سنبذل كل جهد ممكن من أجل إنجاح نقل الغاز المصري أو الكهرباء الأردنية إلى لبنان لما فيه خير ومصلحة بلداننا العربية الشقيقة، وأبلغنا الجانب اللبناني موافقتنا على نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سورية خلال زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق يوم السبت الماضي».
وأكد أنه «ستتم متابعة تنفيذ البرنامج الفني والزمني الذي توصلت إليه الأطراف المعنية من خلال الاجتماعات الفنية ضمن أراضي الجمهورية السورية بحيث تكون البنى التحتية جاهزة تماماً لاستقبال الغاز المصري وتسليمه إلى لبنان».
يُذكر أن خط الغاز العربي تم تنفيذه على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى من العريش إلى العقبة بطول 265 كم وقطر 36 بوصة وباستطاعة 10 مليارات م3 في السنة وتم البدء بتوريد الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة بتاريخ 27/7/2003.
أمّا المرحلة الثانية فامتدت من العقبة إلى منطقة رحاب في شمال الأردن وبطول 393 كم، وتم البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء في شمال المملكة في شهر شباط 2006، في حين تم استكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربي من رحاب ولغاية الحدود الأردنية السورية بطول 30 كم وقطر 36 بوصة في شهر آذار من عام 2008.
وتم الانتهاء من تنفيذ الجزء الجنوبي من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي داخل الأراضي السورية والممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كم وقطر 36 بوصة، وتشغيلها في شهر تموز من عام 2008، وتم البدء بتصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن في شهر تشرين الثاني 2009، إلى أن توقف في عام 2011.
وفي ما خصّ تصدير الكهرباء الأردنية إلى لبنان، أكدت الوزيرة زواتي أنه سيتم عقد اجتماع آخر قريباً لوضع خطة عمل من أجل إعداد الاتفاقيات وتقويم البنية التحتية.