مقالات وآراء

مبروك صار عنا حكومة…

} عمر عبد القادر غندور

 … وبعد مخاض عسير استمر 13 شهراً ولدت الحكومة وأصبح للبنان حكومة أياً تكن هذه الحكومة، واستقبلها اللبنانيون بفرح بعد أن بلغت أوضاعهم ما لم يعرفه أسلافهم من قبل ووصفها رئيس الجمهورية بـ» أفضل الممكن»… ويبقى الكحل أفضل من العمى.

واختصاراً للتعليقات، يبقى ما قاله الرئيس نجيب ميقاتي بعد أن أبصرت الحكومة النور، هو الأبلغ والأعمق والأصدق بشهادة دمعته العفوية الصادقة والتي حاول احتواءها ولم ينجح، يبقى خير دليل على حالة البؤس واليأس والعوز الذي طال الشريحة الأكبر من اللبنانيين، وربما دمعة أفصح من لسان وأصدق تعبيراً وشهادة على تصدّعات وأوجاع وضياع.

أما التساؤلات والاستنتاجات والتسريبات حول من أوصل التكليف الى التشكيل ما قيمته أمام المهام الجسام والتردّي؟ ولتكن الجنّ والعفاريت هي التي ساعدت على ولادة الحكومة، والمهمّ الآن هو الإسراع في الإنقاذ والمساعدة والمساهمة في كلّ جهد مستطاع لتغذية أفضل في الكهرباء، ومحروقات تضع حداً للطوابير على محطات الوقود، وطاقة لتحريك الحياة العامة في المستشفيات والمصانع والأفران وتوفير الأدوية للناس، ولنُعطي للحكومة الجديدة الوقت اللازم للإعلان عن قدرتها وكفاءتها لتولي المسؤولية.

أما الحديث عن نتائج مسبقة فهو إسفاف ولغو وجعدنة لا قيمة له ولا يؤدّي الى مكان، ومثل ذلك يدلّ على سوء نية.

وكلنا أمل ورجاء أن يُوفّق الرئيس ميقاتي الى قيادة حكومة عمل تواجه مسؤوليتها بثبات وعزم والتصدي للانهيار الذي ما زلنا فيه، وأمام اللبنانيين والسياسيين ومنهم المتسبّبون أصلاً بالانهيار، الفرصة الأخيرة في الوقت المستقطع، لتجاوز التشكيلة والنكايات، ولو جرى استفتاء اللبنانيين حول التشكيلة الجديدة للحكومة لقالوا: لا يهمّنا من يكون هذا الوزير أو ذاك، بل كيف تتجاوز الحكومة ما يعترضها وتوفر لنا الكهرباء والدواء والغاز ولقمة العيش، وعندما يحين موعد استحقاق الانتخابات النيابية ساعتئذ يكون لكلّ حادث حديث في ضوء ما أصاب اللبنانيين من فقر وذلّ وإساءة للكرامات وتحوّلهم الى متسوّلين وهو ما لم يحصل على مدى التاريخ.

هذا في الشأن الداخلي العام.

 أما في الشأن الوطني فالحكومة معنية وليس غيرها، بثروة لبنان النفطية وهي تغنينا عن الاستدانة من الصندوق الدولي في المراحل اللاحقة، وهو ما يستوجب الانتهاء من ترسيم الحدود المائية والبرية مع العدو وهو أمر حقوقي متاح بوجود سلاح المقاومة، بالإضافة الى كون البلوكات البحرية على طول الشاطئ اللبناني غنية بالكميات الهائلة من الغاز والنفط شأنها كبقية الثروات التي يحتضنها الساحل الشرقي للمتوسط، وهذا من أولى واجبات الحكومة الجديدة…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى