مرتضى لـ«العالم»: لن تصل الأزمة الأوكرانية إلى صراع عسكري بين روسيا وأميركا
أوضح الخبير في الشؤون الروسية يوسف مرتضى «أن ما يجري في أوكرانيا على رغم شدة التوتر هو تصوير للوضع أننا على أبواب حرب عالمية ثالثة، هذا أمر فيه الكثير من المبالغة، مضيفاً: «أن الإدارة الأميركية تتجه حالياً للانسحاب من الحروب وليس الدخول فيها وبخاصة في منطقة ذات حساسيةٍ عالية جداً، فأمن أوروبا ليس كأي مكان في العالم، بالتالي حالة التشنج التي تشهدها هذه المنطقة تزيد من التوتر الأمني والعسكري والذي يمكن أن يبقى ضمن حدود شرق أوكرانيا، ولكن الخشية أن تكبر هذه العملية وتمتد إلى مناطق أخرى في أوكرانيا وفي روسيا نفسها، مستبعداً بشكل مطلق «الوصول إلى مجابهة عسكرية بين موسكو وواشنطن».
وأضاف: «المعركة تحدث داخل الملعب الروسي، وتاريخياً لا يمكن أن نفصل بين أوكرانيا وروسيا فهما شعب واحد يتكلم لغة واحدة ويعتنق ديناً واحداً هو المسيحية الأرثوذكسية. وكان بينهم تعاون لمدة قرون من الزمن»، لافتاً إلى «أن أوكرانيا اليوم هي العضد الأول بالنسبة لروسيا في مجابهة المعسكر الآخر، والمس بأمن أوكرانيا تعتبره روسيا مساً بأمنها، ففي الوقت الذي كان بوتين يهيئ إلى قيام اتحاد أوراسيا لتأسيس ما يشبه الإتحاد الأوروبي قادر على المنافسة طلت عليه أزمة أوكرانيا وأصبحت منطقة نزاع بين الغرب وروسيا».
ورأى مرتضى «أن روسيا هي المتضررة الأولى استراتيجياً لأن الولايات المتحدة الأميركية ليست لها مصالح مباشرة هناك، سواء من تهديد أمن روسيا بالبحر الأسود أو منعها من استخدام الفضاء، لأن المصنع الوحيد الذي يصنع الصواريخ التي تطلق المركبات الفضائية بالإضافة إلى مصنع الصواريخ الباليستية موجودة في أوكرانيا»، لافتاً إلى «أن ذلك يشكل تهديداً حقيقياً للأمن الإستراتيجي الروسي»، مؤكداً «أن روسيا لن تتساهل في هذا الأمر وستسعى جاهدة لعدم الوصول إلى تصادم يؤدي إلى حرب دولية، بل تريد أن يحصل في أوكرانيا كما حصل في فنلندا باعتبارها دولة مستقلة ولكنها محايدة بين الشرق والغرب».