هوغو رسّاماً

أعادت مجلة «باريس ريفيو» الأميركية نشر مجموعة رسوم للأديب والشاعر الكبير فكتور هوغو كاتب جمعت في كتاب عام 1993 تحت عنوان «ظلال اليد».

كتب فكتور هوغو الشعر والروايات والمسرح ذلك أكثر من كاف لأي بشري فانٍ ، لكنه لم يكتف بذلك فرسم طوال حياته أكثر من أربعة آلاف رسمة. وكان ماهراً في الرسم، بل خبيراً فيه، إلى حد أنه كان يرسم أحياناً بيده اليسرى أو يرسم من دون النظر إلى الورقة البيضاء، وعندما لا يتاح له القلم والحبر يلجأ إلى السناج أو غبار الفحم أو بقايا القهوة. غير أنه لم يكن ينشر رسومه، خشية أن تلفت الأنظار بعيداً عن كتاباته، وكان يكتفي بعرض تلك الرسوم على أصدقائه وأسرته. وكتب ابنه شارل عن ذلك قائلاً، بحسب موقع باريس ريفيو: «بمجرد أن يؤتى بالورق والقلم والمحبرة إلى المنضدة، يجلس ومن دون أي تخطيط مسبق، يشرع في الرسم بيد تنعم بثقة فريدة ولا يرسم الأفق الذي يراه، بل تفصيل واحد قديم. يبدأ الغابة من غصن شجرة، أو المدينة من سطح بيت، أو السطح من مروحة دوارة، وقليلاً قليلاً يظهر الشكل الكامل على الصفحة الخاوية في دقة ووضوح، كالتي في فيلم الكاميرا، إذ تجري معالجته تهيئة لاستخراج الصورة الناصعة. ولا يكاد ينتهي من هذه المرحلة حتى يطلب الفنان الماهر فنجاناً من القهوة ويشرع في وضع اللمسات الأخيرة على رسمته باستخدام بقايا القهوة. وإذا بالنتيجة رسم قوي غير متوقع يتسم غالباً بالغرابة، ودوماً بالخصوصية، فيتذكر الناظر إلى لوحاته حفريات رامبراند وبيرانيسي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى