يوم انتخابي دموي في العراق والمالكي يبشر بحكومة غالبية سياسية
تزامنت الانتخابات البرلمانية العراقية التي خصصت للجيش والقوات المسلحة من قوى أمن وشرطة وموظفين وعاملين بقطاع الصحة، مع موجة من التفجيرات والاشتباكات التي أوقعت عشرات الشهداء والجرحى في مناطق مختلفة من البلاد، ويأتي ذلك بعد يوم على انطلاق المرحلة الأولى من الانتخابات التي اقترع فيها العراقيون المغتربون.
وقد استهدفت اعتداءات إرهابية مراكز انتخابية في مناطق عدة من البلاد بينها بغداد، فيما دارت اشتباكات مسلحة في العاصمة، وتفجيرات استهدفت كركوك والموصل وطوزخرماتو والحبانية في الأنبار.
فقد لقي ستة من رجال الشرطة مصرعهم وأصيب أربعة وعشرون آخرون بجروح نتيجة تفجير سيارة مفخخة قرب أحد مراكز الاقتراع في العاصمة بغداد، في حين أدى تفجير انتحاري نفذه إرهابي يرتدي حزاماً ناسفاً في مركز انتخابي بمنطقة المنصور إلى استشهاد ستة أشخاص وإصابة تسعة عشر آخرين.
وفي منطقة الكسرة ببغداد أيضاً قتل ثلاثة أشخاص وأصيب أحد عشر آخرون، في وقت أسفر تفجير انتحاري استهدف مركزاً انتخابياً بالأعظمية إلى استشهاد عدد من المدنيين وجرح آخرين، وفي منطقة طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين قتل أربعة أشخاص وأصيب ستة آخرون بتفجير انتحاري، إضافة إلى استشهاد مواطنين وجرح آخرين في الموصل شمال العراق نتيجة تفجير انتحاري استهدف نقطة تفتيش في المنطقة.
مليون وثلاثة وعشرون ألف ناخب عراقي يشاركون في هذا التصويت الخاص، موزعين على 532 مركز اقتراع، موزعة على المحافظات وضمت 2557 محطة اقتراع، ولا يشمل الصمت الانتخابي مرحلة التصويت الخاص كما هو الحال في التصويت العام، أي أن الحملات الانتخابية تستمر أثناء إدلاء الناخبين بأصواتهم، وترسل النتائج إلى المراكز الرئيسية للمفوضية المشرفة على الانتخابات من دون أن تعلن نتائجها بانتظار انتهاء الانتخابات بكاملها، فتعلن مع النتائج النهائية.
وقد شارك في هذه الانتخابات نحو 800 ألف عنصر أمني في أنحاء البلاد، وسط أجواء حماسية إذ شهدت العملية إقبالاً واسعاً في ساعاتها الأولى بعد أن جهزت المفوضية المستقلة للانتخابات أكثر من 500 مركز للاقتراع.
وقد أشرف مراقبون دوليون ومحليون بالإضافة إلى وكلاء الكيانات السياسية المتنافسة ومراقبين من مفوضية الانتخابات، على شفافية عملية الاقتراع ونزاهتها وخلوها من التدخلات والضغوطات المحتملة. وقال عبد الجبار كاظم أحد المراقبين أنه «لا توجد أي تدخلات وأي ضغوط ولم تحصل مثل هذه التدخلات والضغوط من أي كيان خلال العملية الانتخابية».
وبالتوازي مع انطلاق الانتخابات الخاصة داخل العراق واصل المغتربون والمهجرون في الخارج التصويت لليوم الثاني على التوالي في 102 مركز انتخابي، في تسع عشرة دولة بحسب المفوضية العليا للانتخابات العراقية، التي أشارت إلى أن عدد الناخبين العراقيين في الخارج يقدر بنحو 785 ألف ناخب، بناء على إحصاءات عام 2010.
جاء ذلك في وقت أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات مهمة على صعيد المعركة ضد الإرهاب و»داعش» ومن يقف وراءهم، فيما أشار إلى أن لديه تفاهمات مع جميع المكونات لتشكيل حكومة الغالبية السياسية.
وقال المالكي إن «من يؤمن بوحدة العراق ويرفض الطائفية والمليشيات، وأن يكون امتداداً لاستخبارات خارجية هم شركاء له»، مبيناً أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد تطورات مهمة على صعيد المعركة مع الإرهاب و داعش ومن يقف وراءهم».
وحول شكل الحكومة المقبلة التي ينوي تأليفها بعد الانتخابات أوضح المالكي أنها «حكومة يقوم اختيار أعضائها على أساس الكفاءة والنزاهة والمهنية وليس على أساس المحاصصة».
وأشار المالكي إلى أن «لديه تفاهمات مع جميع المكونات بما يجعله قادراً على تشكيل حكومة غالبية سياسية تضمهم جميعاً يلتقون على أساس وحدة العراق ونبذ الطائفية والعلاقات الطيبة مع الجميع ورفض التدخل بالشؤون الداخلية».
وفي السياق، قتل 50 إرهابياً بينهم جنسيات عربية خلال معارك مع الجيش العراقي في مدنية الرمادي مركز محافظة الأنبار، وأعلنت قيادة عمليات بغداد، أن القوات الأمنية تمكنت من قتل 50 إرهابياً حاولوا التعرض لوحدة عسكرية في منطقة النصر والسلام في قضاء أبو غريب غرب العاصمة.