طبارة لـ«النشرة»: مرجعيات خارجية تعارض انتخاب رئيس للبنان حالياً

اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن لا إشارات توحي بحلحلة قريبة على صعيد الأزمة الرئاسية اللبنانية، لافتاً إلى أنه كان هناك نوع من ال شارات في الماضي تبين أنّها خاطئة وأبرزها حركة المبعوث الفرنسي فرنسوا جيرو.

وأشار طبارة إلى أن كل المحاولات لإحداث خرق في جدار الأزمة متوقفة، معتبراً أن الخارج لن يتحرك قبل أن يشعر بأن الأزمة الرئاسية تؤثر في الاستقرار بشكلٍ كبير. وقال: «لا أعتقد أننا كلبنانيين قادرون على إنتاج حل داخلي، وحتى لو فعلنا فمعظم الأطراف ملزمة نظراً إلى ارتباطاتها الخارجية بأخذ موافقة حلفائها في الخارج، وهو ما ليس متاحاً حالياً باعتبار أن بعض المرجعيات تعارض انتخاب رئيس جديد للبلاد بالوقت الحالي، طالما المفاوضات لا تزال على نارٍ حامية في المنطقة، ولم يحن وقت لعب الورقة اللبنانية».

ورأى طبارة أن «المفاوضات بين أميركا وإيران قد تكون اقتربت من تحقيق تفاهم حول الملف النووي، لكن هناك مطالب لحلفاء أميركا تتعدى النووي الإيراني لملفات أخرى وبخاصة الوجود ال يراني في المنطقة وكيفية اتجاه الـمور ما بعد تحقيق الاتفاق النووي المنتظر».

وأشار إلى أنّ «إيران تنتظر ـن تُفتح هذه الملفات على الطاولة وهي تحتفظ بكل الـوراق حالياً ولن تلعب أياً منها حتى يحين الوقت لذلك».

ولفت طبارة الى أنّه وبما يتعلق بموضوع الاستقرار الأمني في لبنان، فالغطاء الإقليمي الدولي الذي ظلل المرحلة الماضية، لا يزال قائماً، معتبراً أن «إيران لا تريد أن تفلت الأمور من السيطرة في الداخل اللبناني تماماً كما أميركا والدول الأخرى الفاعلة. لكنه اعتبر أنّ «المشكلة تكمن في بعض الأطراف التي لا تخضع للاتفاق الضمني القائل بالتمسك باستقرار لبنان وأبرزها الجهات المتطرفة كجبهة النصرة وداعش التي لا تمون عليها الدول المذكورة».

وأردف قائلاً: «لكن ما يطمئن أن هذه الجهات غير قادرة على تأزيم الوضع بشكل كبير وما تستطيع القيام به هو مناوشات تبقى محدودة في الزمان والمكان».

وتحدث طبارة عن «محاولات جدية» تقوم بها مرجعيات إقليمية لفصل «جبهة النصرة» عن «القاعدة»، لافتاً إلى «كثير من الضغوط التي تمارس على الجبهة لإقناعها بالانفصال عن زعيم القاعدة أيمن الظواهري طالما مشروعها محصور بسورية ولا يصل إلى أميركا».

وأشار إلى وعود تطلقها المرجعيات الإقليمية بإعادة «النصرة» إلى داخل اللعبة للتعامل معها كقوى فاعلة على الأرض في حال قبلت بالطرح المذكور. وقال: «لكن هناك وجهتا نظر في النصرة، فقسم من التنظيم يعتبر أن وجهته سورية، فيما القسم الآخر يعتبر أنّه وبعد سورية لديه أهداف خارجية أخرى».

وتطرق طبارة لحركة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي مستورا، معتبراً أنّه وبطرحه الأخير تجميد القتال في أحد أحياء حلب يؤكد أنّه «يعيش في عالم الخيال»، لافتاً إلى أن «الأميركيين أعربوا عن شكوك بطريقة إدارة دي مستورا للملف السوري، ولعله سيسعى قريباً إلى التخلي عن خطته القديمة والسعي لبلورة خطط جديدة أكثر فعالية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى