تفاؤل إيراني ـ سعودي بمستقبل العلاقات… والملك سلمان يأمل بنتائج ملموسة للمحادثات/ المقداد وحسين لعودة سورية العربية… وأنصار الله يتقدّمون في مأرب وشبوة / ميقاتي وماكرون نحو مؤتمر للمانحين و3 مليارات دولار… والترسيم على الطاولة /
كتب المحرر السياسي
من بوابة المشهد الدولي والإقليمي سيطل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من باريس بعد لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليعلن حصيلة المحادثات الهادفة للتحضير لمؤتمر للمانحين، تتوقع باريس أن يوفر ثلاثة مليارات دولار تشكل نقطة الانطلاق في خطة النهوض من بوابة حل أزمة الكهرباء، التي تتقدم الأولويات ومعها إعادة مرفأ بيروت، من دون أن تخفي باريس تطلعها لنيل الحصة الرئيسية من المشاريع لشركاتها، بينما في بيروت يتابع رئيس الجمهورية التحضيرات لجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، بعدما كشفت واشنطن عن رغبتها بإطلاق المفاوضات مجدداً، في ظل معطيات وصلت للجانب اللبناني تشير إلى وجود تبدل أميركي لجهة الاستعداد لإعطاء الأولوية لإنجاح المفاوضات على حساب الأولوية السابقة المتمثلة بترجيح كفة المطالب الإسرائيلية، ووفقاً للمعلومات فإن تسريب خبر عقد شركة هاليبرتون كان بهدف فتح باب البحث باستئناف المفاوضات في ضوء الاستعداد الأميركي لمغادرة المنطقة خلال سنة، وحرصها على تحقيق تبريد في الملفات الساخنة يسبق رحيل قواتها من سورية والعراق، وفي الطليعة ملف الحدود البحرية للبنان، الذي ينظر إليه الأميركيون كنقطة ساخنة قابلة للاشتعال في ظل ما يصفونه بفائض قوة متراكم لدى المقاومة مقابل تراجع قدرة الردع الإسرائيلية كما أظهرتها معركة سيف القدس أخيراً.
المناخات الجديدة في المنطقة عبرت عنها التصريحات الإيرانية والسعودية عن تفاؤل بتقدم في المحادثات لإعادة العلاقات الدبلوماسية، وإنجاز تفاهمات حول الملفات الأمنية كما قال بيان وزارة الخارجية الإيرانية، بينما كان لافتاً كلام الملك سلمان بن عبد العزيز الموجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتضمينه إشارة إيجابية لفرص تقدم العلاقات مع إيران، والأمل بتحقيق نتائج ملموسة للمحادثات الإيجابية بين البلدين. ويتزامن التحسن الإيراني- السعودي مع التقدم النوعي الذي حققه أنصار الله في جبهات القتال في مأرب وشبوة قالت مصادر عسكرية إنه الأهم منذ بدء معركة مأرب، وتوقعت مصادر أممية أن ينتج من ذلك تنشيط المساعي السياسية لتسريع الحلول التي بات معلوماً أنها مشروطة بموافقة سعودية على فتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، وفقاً لمعادلة، «فك الحصار ووقف العدوان شرطان لوقف النار».
في المناخات الجديدة تبدو سورية في صدارة الأحداث، سواء من بوابة رفع الحظر الأميركي الجزئي الذي بدأ مع فتح الباب لحصول سورية على الغاز المصري والكهرباء الأردنية ضمن صفقة الاستجرار لحساب لبنان، تعويضاً عن بعض خسائر سرقة الثروات النفطية السورية في المنطقة الشرقية، من قبل الأميركيين والجماعات المسلحة العاملة تحت عباءتهم، فيما تتسارع الخطوات التحضيرية السورية والروسية وبمشاركة من قوى المقاومة لمعارك إدلب التي تتقدم تدريجياً نحو المواجهة المباشرة الواسعة، بينما تتصاعد حال المقاومة الشعبية في شرق سورية بوجه القوات الأميركية في ظل موقف سوري- روسي موحد عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتبار القوات الأجنبية عقبة أمام وحدة سورية، فيما الحديث يدور في واشنطن عن التمهيد للانسحاب من سورية ضمن تفاهم مع روسيا من دون توقع تنازلات موازية من الجانب الإيراني، كما كانت التوقعات الأميركية السابقة، في ظل إزالة الحظر الأميركي عن العلاقات العربية مع سورية، كما عبرت الدعوة الأردنية لوزير الدفاع السوري التي توجت بزيارته الرسمية لعمان، وعودة الحديث عن تسارع المساعي العربية لإنهاء القطيعة التي رافقت الانخراط العربي الرسمي في الخطة الأميركية لإضعاف سورية وحصارها بوهم القدرة على إسقاطها، وعودة سورية إلى الجامعة العربية كانت موضوع المحادثات التي أجراها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد في نيويورك، حيث يشاركان في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما شهدت نيويورك اجتماعاً موسعاً لوزراء خارجية دول المنطقة تصدرت عودة العلاقات مع سورية مواضيع البحث فيه.
وتتجه الأنظار إلى باريس التي وصل إليها أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث من المرتقب أن يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الغداء في قصر الإليزيه. ويناقش ماكرون وميقاتي رؤية الحكومة وبرنامج عملها انطلاقاً من بيانها الوزاري وحزمة الإصلاحات التي تنوي إنجازها بالتوازي مع استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي على أن يدليان في ختام المباحثات بإعلان مشترك من باحة قصر الإليزيه. وبحسب معلومات «البناء» فإن فرنسا تشترط تنفيذ إصلاحات سريعة تطال قطاع الكهرباء والقضاء ومكافحة الفساد والتهريب لتواصل جهودها لاقناع المجتمع الدولي لدعم لبنان في إطار مؤتمر سيدر. وتشكل زيارة ميقاتي ونتائجها الاختبار الأول لمدى التعامل الدولي والأوروبي تحديداً تجاه الحكومة، فإيفاء فرنسا بوعودها لجهة الدعم الفرنسي المباشر يعد فاتحة لحذو دول أخرى حذوها وتخصيص مبالغ مالية للبنان إضافة إلى استثمارات في قطاعات عدة.
وعكست مصادر سياسية مطلعة لـ»البناء» ارتياحاً لدى رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي للمسار الذي سلكته الأمور، لا سيما على صعيد تأليف الحكومة، لكن يجب انتظار كيفية تعامل هذه الحكومة الجديدة ومقاربتها للملفات الحساسة خصوصاً التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومدى الانسجام والتوافق بين مكونات الحكومة»، ولفتت إلى أن «تأليف الحكومة هو المدخل الأساسي لمعالجة الأزمات وإعادة النهوض الاقتصادي وطلب المساعدة الخارجية إضافة إلى وجود سلطة تعيد الانتظام العام إلى عمل المؤسسات والاستقرار، لكن لا يمكن الحكم على نجاح الحكومة منذ الآن لذلك نحن الآن في حالة ترقب وانتظار»، متوقعة أن يتمكن ميقاتي من الحصول على وعود حاسمة بدعم لبنان بمليارات الدولارات على شكل قروض واستثمارات في قطاعات حيوية كالكهرباء والاتصالات والمرفأ والمياه».
ولفتت مصادر وزارية لـ»البناء» إلى أن «التوجه العام للحكومة هو دعم التفاوض مع صندوق النقد الدولي لكن هذا لا يعني الموافقة والسير بكل الشروط التي سيفرضها، لا سيما الاستدانة وترتيب أعباء جديدة على الخزينة وعلى المواطنين».
وفي سياق ذلك أكدت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الدوري على وجوب أن يكون أي اتفاقٍ مع صندوق النقد الدولي وفق المصلحة اللبنانية ومن دون القبول بأيّ إملاءاتٍ أو وصفةٍ جاهزة، فضلاً عن الاستفادة من حقوق السحب الخاصة بلبنان من صندوق النقد الدولي والبالغة 1.140.000 مليون دولار أميركي، في مشاريع البنى الحيويّة كالكهرباء والصحة والمياه أو في تعزيز احتياطاتنا الأجنبيّة بحساب خاص للدولة اللبنانية وفق خطّة تقررها الحكومة بحسب الأصول.
على صعيد آخر، رأس رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعاً ضم رئيس الوفد اللبناني في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين، وعضوي الوفد العقيد الركن البحري مازن بصبوص وعضو هيئة إدارة قطاع البترول المهندس وسام شباط، في حضور المستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد الركن بول مطر. وخلال الاجتماع سلم الوفد عون تقريراً يتضمن مراحل المفاوضات منذ انطلاقتها وحتى تاريخه واستراتيجية متكاملة للمرحلة المقبلة، بما يضمن مصلحة لبنان العليا في المحافظة على حقوقه في ثرواته في المنطقة الاقتصادية الخالصة.
وفي سياق ذلك رأت كتلة الوفاء للمقاومة أن «تلزيم الإسرائيلي إحدى الشركات الأميركيّة التنقيب عن الغاز في مناطق متنازع عليها مع لبنان، يستدعي من الدولة اللبنانية وسلطتها أن تحسم أمر حدودها البحريّة وفق المعايير العلميّة والقانونيّة ومتطلبات اعتمادها لدى الأمم المتحدة بما يتناسب مع القانون الدولي، ليصبح حقّ لبنان بمساحته الجغرافيّة وحدوده البريّة والبحريّة مصاناً على المستوى القانوني بشكلٍ نهائي تبعاً لما تقرر الدولة اللبنانية اعتماده وتثبيته وفق الأصول المرعية الإجراء دوليّاً، وندعو إلى استعجال إصدار المراسيم التطبيقيّة للقوانين المحالة إليها من المجلس النيابي، وإلى تفعيل ملاقتها لتنفيذ القرارات والقوانين النافذة».
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا وجرى البحث في العلاقات الثنائية وترسيم الحدود، ودعم الجيش اللبناني إلى جانب مسألة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وكان عون أبرق إلى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مهنئاً بعيد توحيد المملكة، ومما جاء في البرقية: «لا يسعني للمناسبة إلا أن استذكر روابط الإخوة التي تجمعنا، منذ زمن المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود، الذي يحفظ له لبنان مكانة بارزة، وهو الذي أرسى قواعد التلاقي على قيم الخير والأصالة التي ما زالت مملكتكم الشقيقة تسير عليها تجاه وطننا وشعبنا وتوطيد أواصر التضامن العربي الذي أحوج ما نحن بحاجة إليه اليوم لمواجهة مختلف التحديات التي تعصف بمنطقتنا وعالمنا».
في غضون ذلك، بقيت الأزمات الحياتية في صدارة المشهد الداخلي مع تفاقم الأزمات أكثر، لا سيما أزمتي المحروقات والكهرباء وسعر صرف الدولار الذي بلغ 16 ألف ليرة أمس، ما انعكس ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية. وغرقت مختلف المناطق اللبنانية أمس بالعتمة الشاملة مع نفاد مادة الفيول على رغم وصول بواخر الفيول العراقي، حيث أفادت «مؤسسة كهرباء لبنان» في بيان عن مخاطر عالية من الوصول إلى الانقطاع العام والشامل في الكهرباء أواخر شهر أيلول الجاري بعد نفاد كامل خزين المحروقات لديها أو عدم التمكن من تأمين استقرار وثبات الشبكة الكهربائية، في ظل إنتاج لا يتعدى الـ /500/ ميغاواط، مع الإشارة إلى أنه لا يزال يتعذر على مؤسسة كهرباء لبنان، منذ عدة أشهر».
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أن «الفيول الذي حصلت عليه مؤسسة كهرباء لبنان بموجب قانون سلفة الكهرباء الذي أقر في مجلس النواب في حزيران الماضي بقيمة 200 مليون دولار نفد إلى الصفر، وهذا ما أدى إلى شبه العتمة الشاملة، أما الفيول العراقي فجاء لكي يغطي العجز الجديد الذي نتج من انتهاء فيول السلفة وبالتالي لن يرفع ساعات التغذية».
إلا أن المصادر كشفت عن حلول سريعة للأزمة بعد عودة ميقاتي من فرنسا، إذ أشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب أمين شري، إلى أن «النفط العراقي هو المصدر الوحيد للتغذية للشعب اللبناني»، لفت إلى أن «مخزون استيراد الفيول بقيمة السلفة ينتهي في 25 أيلول الجاري، بالتالي النفط العراقي أتى ليكون بديلاً عن المخزون من السلفة الذي توزّع بين معملي دير عمار والزهراني، وهذا الفيول يغذي 4 ساعات يومياً لحدود 15 أو 16 يوماً في المعملين، وإذا أرادوا العمل بكل طاقتهم، يمكنهم أن يعملوا لـ 8 أيام بمعدل 8 ساعات، لذلك كهرباء لبنان تعمل بشكل تقنين مشدد».
على صعيد أزمة المحروقات لم يسجل أي انفراج مع استمرار مشهد طوابير السيارات على رغم ارتفاع سعر صفيحة البنزين إلى 209000 ليرة وتسليم شركات عدة للبنزين وفتح الكثير من المحطات التي كانت مغلقة، وأكّد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أنّ «وزير الطاقة والمياه وليد فياض طلب من موزعي المحروقات والشركات المستوردة للنفط أن تضخّ البنزين في الأسواق». وأوضح أنّ «البواخر التي كانت راسية في البحر حصل معظمها على موافقة استيراد، وبدءاً من اليوم (أمس) سنشهد حلحلة نسبية في الأسواق بعد توزيع البنزين». وأكّد أنّ «بواخر إضافية محملة بالمحروقات ستأتي إلى لبنان في الأيّام المقبلة، وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الحلحلة في الأسواق». وتابع أنّه «كان للموزعين طلب من وزير الطاقة والمياه بحلّ موضوع سعر الصرف والجعالات على المازوت، وحصلنا من الوزارة على وعود بحلّ الأمر».
إلا أن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أكد أنه تواصل مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض للمساعدة والمؤازرة للكشف على مخزون مادة البنزين لدى المحطات التي أقفلت أبوابها بوجه المواطنين، خصوصاً بعد تسلمها للمادة الحيوية. وأشار مولوي إلى أن وزير الطاقة أرسل إليه كتاباً بخصوص هذا الموضوع، مشدداً على أن موضوع المحطات سيُعالج اليوم. وأوضح مولوي أنه «على رغم حجج بعضها التي ترتبط بتصحيح نظام التعداد الخاص بماكينات تعبئة البنزين لكي تستوعب السعر الجديد لليتر الواحد، فإن ذلك لا يعيق استئناف التعبئة للمواطنين وعدم تركهم أسرى لهذه الطوابير، خصوصاً أن ما حدث لم يكن مفاجأة بالنسبة إليها».
وشكّل رفع أسعار المحروقات ذريعة جديدة تحجج بها بعض التجار لتبرير رفع الأسعار. في الإطار، أكد نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن الشركات المستوردة التزمت تسعيرة وزارة الاقتصاد للسلع على دولار 15000. وأوضح أن «عناصر كثيرة تؤثر في سعر الكلفة أهمها كلفة المازوت التي تختلف بين مورد وآخر». متوقعاً أن «يبدأ المواطنون بتلمس انخفاض الأسعار على كل السلع خلال أيام».
وواصلت شركة الأمانة للمحروقات توزيع مادة المازوت على الفئات الأكثر أولوية كما بدأ توزيع المادة على بلديات عدد من القرى والبلدات لتغذية المولدات الخاصة، لكن لم يبدأ التحسن في ساعات التغذية، إلا أن مصادر مطلعة على عملية التوزيع أفادت لـ»البناء» بأن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحاً خلال خطاباته الأخيرة حول بواخر النفط، بأن البواخر لن تسد كل حاجات السوق ولن تكون بديلة عن وزارات الدولة وشركات الاستيراد بل تهدف إلى تخفيف الأعباء على المواطنين وتوفير المادة قدر الإمكان»، وأوضحت أن «البواخر تأتي على دفعات بشكل تدريجي وتسلم إلى السوق وفق سلم الأولويات من المستشفيات والمؤسسات الصحية والرعائية على أن يبدأ التوزيع الأسبوع المقبل على المؤسسات والمصانع والمعامل والمولدات التي تطلب المادة»، متوقعة أن يبدأ السوق بالتحسن خلال الأسبوعين المقبلين». وأوضحت المصادر أن «عملية استيراد النفط الإيراني يتم في البر من بانياس إلى البقاع ثم إلى مراكز التوزيع ثم إلى المؤسسات ما يرتب كلفة نقل مرتفعة تفوق أضعاف كلفتها في البحر». ولفتت المصادر إلى أن «شركة الأمانة للمحروقات تلعب دوراً أساسياً على أكثر من صعيد: كسر الحصار الخارجي على لبنان، كسر احتكار الشركات والكارتيلات وتوفير المنافسة وتأمين الانتظام والثبات والوفرة في مادتي المازوت والبنزين في الأسواق وفتح الباب أمام المؤسسات الصناعية لاستيراد المادة بشكل مباشر من دون الشركات المحتكرة».