تكريت محاصرة… وحقل عجيل النفطي بيد القوات العراقية
دخلت القوات العراقية المشتركة ناحية العلم وسيطرت على الآبار في حقل عجيل النفطي شمال شرقي تكريت التي تواصل حصارها وتقدمها في المحور الشرقي للمدينة والذي أدى إلى تحرير بلدة تل قصيبة شرق تكريت.
وأفاد مصدر أمس بأن القوات الأمنية مع الحشد الشعبي سيطرت على جميع مداخل تكريت وتوقفت عن الزحف إلى قلب المدينة لإعطاء المسلحين فرصة لتسليم أنفسهم. وأضاف أن تنظيم «داعش» فجر جسراً يربط بين مدينة العلم وتكريت لتأمين انسحاب قواته إلى قلب المدينة.
ونقل عن مصدر أمني أن 170 مسلحاً من «داعش» قتلوا خلال الـ 5 أيام الأخيرة في ضربات جوية لسلاح الجو العراقي في محافظتي صلاح الدين والأنبار.
وإلى شمال العراق، استعادت قوات البيشمركة الكردية السيطرة على ناحية ملا عبد الله والعديد من البلدات جنوب مدينة كركوك العراقية من جماعة «داعش» الإرهابية خلال عمليات مباغتة.
وقالت مصادر كردية إن قوات البيشمركة طهرت ناحية ملا عبدالله وتل الورد ومكتب خالد من مسلحي «داعش»، وقطعت خطوط إمداداتهم مع مدينة الحويجة، ما أسفر عن مقتل العشرات من المسلحين خلال العمليات العسكرية جنوب كركوك.
وتقوم القوات الكردية بتفكيك المتفجرات التي زرعتها عناصر داعش في المناطق التي انسحبت منها.
وفي الأنبار غرب العراق، أعلنت مصادر عسكرية مقتل أكثر من 300 إرهابي من جماعة داعش، وتفكيك أكثر من 380 عبوة ناسفة خلال الهجوم المتواصل منذ 5 أيام لتحرير بلدة الكرمة القريبة من مدينة الفلوجة.
وذكر بيان لقيادة العمليات أن الجيش وقوات الحشد الشعبي واصلت عملياتها في الكرمة، مشيراً إلى أنها تمكنت من تدمير عدد كبير من الأسلحة والآليات التابعة لداعش وتفكيك عبوات في أكثر من 80 منزلاً.
ووصلت القوات إلى مشارف بلدة الكرمة بعد أن طردت المسلحين من المناطق المحيطة بها، فيما باتت القوات في انتظار الأوامر لاقتحام المدينة.
وعلى صعيد متصل، شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على أهمية استمرار الدعم الدولي لبلاده في مجالات التدريب والتسليح والطلعات الجوية، مثنياً على الانتصارات التي حققتها القوات العراقية المشتركة، وذلك خلال استقباله رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارتن ديمبسي.
وما لم تحققه الولايات المتحدة وحليفاتها، في أكثر من نصف عام من حملتها الجوية، أنجزته القوات العراقية والحشد الشعبي، في بضعة أيام لا أكثر.
فآلاف الغارات الغربية والعربية في شمال العراق، فشلت فشلاً ذريعاً في الحد من تقدم جماعة داعش، ناهيك عن إضعافها والقضاء عليها نهائياً.
وفي المقابل، نجح العراقيون براً مدعومين إيرانياً، في كسر شوكة الجماعة الإرهابية، وتحرير بلدات استراتيجية، وفرض طوق من الحصار على أخرى.
تقدم سريع باتجاه الموصل، وإنجازات عسكرية ميدانية، دفعت بالولايات المتحدة إلى إرسال قيادة عسكرية رفيعة إلى بغداد، هي رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي.
زيارة تثير من حيث توقيتها تساؤلات حول دوافعها، لا سيما أن العجز الأميركي قابله اقتدار عراقي إيراني، يعززه هجوم آخر من قوات البيشمركة الكردية على جماعة «داعش».
ولم يتردد الجانب العراقي خلال زيارة ديمبسي، في إبراز الدور الإيراني الفاعل خلال التقدم الأخير، مشيداً بالدعم الذي تقدمه طهران في جبهات القتال.
حيث أكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال المؤتمر الصحافي مع ديمبسي أهمية دعم إيران في محاربة داعش. وصرح العبيدي بالقول: الحقيقة أن إيران تساعد في مجالات معينة وضمن طلباتنا عندما نحتاج إلى شيء موجود في إيران يمكن أن نستفيد منه. إيران تساعد الحشد الشعبي بشكل كبير وتساند القوات الشعبية في العراق.
لكن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الذي ضبط توقيت زيارته على ساعة الانتصارات المدوية، من أرض المعارك وليس من سماء الغارات الجوية قال إن داعش سيُهزم «بفضل التحالف الذي نظم نفسه لمواجهة هذا التهديد المشترك». متناسياً جملة من التصريحات لكبار المسؤولين الأميركيين، بأن «داعش» لا يُقهر في أشهر أو سنوات، بل حتى في عقود. وتكشف تلك العبارة المقتضبة جزءاً من الأسباب الحقيقية، لزيارة ديمبسي إلى بغداد.
بينما الواقعية في قراءة التطورات الميدانية، من زاوية أرض المعارك في تكريت وما جاورها، تؤكد أن العراقيين أنفسهم، أصحاب الفضل في تحرير أرضهم، وتحرير ما تبقى منها لاحقاً، بدعم إيراني منقطع النظير.