الإمارات تكشف عن توجهات سياساتها تجاه تركيا وإيران
أكد مستشار رئيس الإمارات للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن بلاده تحاول إدارة التنافس الدائر منذ فترة طويلة مع إيران وتركيا عن طريق الحوار لتجنب أي مواجهات جديدة في المنطقة.
وقال قرقاش، في مؤتمر السياسة العالمية أول من أمس السبت، إن “هناك عدم تيقن بشأن مدى التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة ومخاوف من حرب باردة وشيكة بين واشنطن وبكين”.
وأوضح قرقاش: “سنرى في الفترة المقبلة حقيقة ما سيحدث في ما يتعلق بالوجود الأميركي في المنطقة. لا أعتقد أننا نعرف بعد، لكن أفغانستان كانت اختباراً بالتأكيد، وصراحة كان اختباراً مقلقاً للغاية”.
وأضاف المسؤول الإماراتي: “جزء مما يتعين علينا القيام به هو إدارة منطقتنا بشكل أفضل. هناك فراغ وكلما كان هناك فراغ ظهرت مشكلات”.
وبين قرقاش: “إعادة دراسة تركيا في الفترة الأخيرة لسياساتها تجاه مصر وجماعة الإخوان المسلمين والسعودية وغيرها أمر مرحب به جداً. وأعتقد أن من بالغ الأهمية بالنسبة لنا أن نأتي لمنتصف الطريق وأن نتواصل”.
وأضاف: “الأتراك كانوا إيجابيين جداً بشأن ما نقوله لهم… لكن هل أنا واثق للغاية إزاء التواصل مع إيران؟ نعم. هل أنا واثق من أن إيران ستغير مسارها الإقليمي؟ يتعين علي القول إنني سأكون أكثر واقعية هنا، لكنني أراهن على أن إيران قلقة كذلك بشأن الفراغ والتصعيد”.
وقال قرقاش إن “جائحة فيروس كورونا وضعت الأولويات غير السياسية في الصدارة وإن مبعث القلق الحقيقي الآن هو مواجهة تبعات الصراع بين الولايات المتحدة والصين”.
وتابع: “كلنا قلقون للغاية من حرب باردة وشيكة. هذه أنباء سيئة لنا جميعاً، لأن فكرة الاختيار تمثل إشكالية في النظام الدولي وأعتقد أن الأمر لن يكون سهلاً”.
ودول الخليج، التي تربطها علاقات اقتصادية وثيقة بالصين، تعتمد بكثافة كذلك على المظلة العسكرية الأميركية وتراقب من كثب المحادثات الجارية بين القوى العالمية وإيران لإحياء الاتفاق النووي من عام 2015، إضافة إلى عودة حركة طالبان الإسلامية للحكم في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي من هناك.
وأكدت الإمارات سعيها لتهدئة التوتر السياسي مع إيران وتركيا والتركيز على تعزيز العلاقات الاقتصادية معهما.