الرفيق أنيس أبو رافع… الأستاذ المناضل على جبهات التربية والتعليم والأدب
الرفيق أنيس أبو رافع صاحب المسيرة الحزبية النضالية الطويلة، المميّز في حقول الإذاعة والثقافة والتربية، مؤسس وصاحب «ثانوية الأرز النموجية» في عاليه وقد كنت تحدثت عنه في نبذة سابقة، يستحق ان يُكتب عنه كثيراً، وكان منتظراً بعد رحيله ان يرثيه، طلابه الكثر، و/ او ان يقيموا له حفلاً تكريمياً وقد بات معظمهم رجال سياسة وفكر، الى العديد من الأساتذة الذين رافقوا نشوء وتميّز «ثانوية الأرز» الا اني لم أطلع على ما كنت أتوقع صدوره.
كنت عرفت الرفيق أنيس في ستينات القرن الماضي عندما كنت أزور «ثانوية الأرز» من خلال مسؤوليتي كرئيس لمكتب الطلبة، فألتقي العدد الكبير من المدرسين والطلبة، اذكر منهم: الأمين الياس جرجي، الأمين رياض عزام، الأمين حيدر الحاج إسماعيل، الرفيقة أمل صباح، الرفيق شاكر أيوب، وكنت عرفت ايضاً شقيقه الرفيق فؤاد الذي خسرناه في عز شبابه، وشقيقه الآخر الرفيق عجاج الذي كان تولى مسؤولية منفذ عام في المتن الأعلى، الى مسؤوليات حزبية أخرى.
الرفيق أنيس كان أحد المجموعة الرائعة من الرفقاء الذين كان لهم حضورهم الحزبي اللافت، أمثال الأمين نواف حردان والرفقاء حسن مرتضى، شوقي خير الله (الأمين لاحقاً)، نزيه الأسعد، محمد علي شماع، حكمت غندور…
واني اذ آمل ان يكتب عنه من رافقه في مسيرته الحزبية النضالية الطويلة، أنشر، وفاءً لذكراه، النبذة التي كنت نشرتها في وقت سابق علّني في هذه الكلمة اذكّر بمن كان له حضوره اللافت في تاريخ الحزب.
ثانوية الأرز النموذجية
الى المدارس التي أسسها الحزب السوري القومي الاجتماعي في عدد من البلدات والقرى في الشمال الغربي من الشام (صافيتا، مرمريتا، مشتى الحلو، السودا وغيرها)، هناك مدارس عديدة في لبنان أسّسها رفقاء عصاميون شكلت متحدات قومية اجتماعية ضمّت الكثير من المدرّسين والطلاب، وخرّجت رفقاء عديدين، كان للبعض منهم حضوره اللافت في العمل الحزبي.
منها ثانوية الأرز في عاليه للرفيق أنيس ابو رافع، ثانوية الاتحاد في عاليه ايضاً للامين ميشال الياس، ثانوية فينيقيا في ديك المحدي للرفيق منير تبشراني، ثانوية النهضة في الشويفات للأمين كمال ابو غانم، ثانوية التنشئة الوطنية في الشياح للرفيق اياد موصللي، ثانوية المعرفة في سن الفيل للرفيق الياس خليفة، ثانوية الحدث للرفيق حبيب حبيب، وغيرها مما نأمل ان نحكي عنها تباعاً.
«ثانوية الأرز النموذجية» لمؤسسها المربي الرفيق انيس ابو رافع، التي يعرفها جيداً قوميو منفذية الغرب، وعدد كبير من الرفقاء في لبنان، سطرّت في تاريخ التربية في منطقة عاليه صفحات ما زالت تُقرأ باعتزاز حتى تاريخه.
*
كنتُ من الذين تابعوا التنظيم الحزبي الطالبي في ثانوية الارز، وما زلت أذكر بلوعة وحزن الرفيق الرائع شاكر أيوب(1) الذي خسرته النهضة باكراً وقد كان مسؤولاً عن النشاط الطالبي تعاونه الرفيقة أمل صباح، مستفيدة من دعم ومساندة خالتها المدرّسة الرفيقة يسرى حجازي.
بدوره كان الأمين محمود عبد الخالق مسؤولاً عن العمل الحزبي في الثانويات والمدارس في عاليه صعوداً الى جرد الغرب، وكان لحضوره ونشاطه أثرهما البالغ في نمو العمل وفي انتماء الكثيرين من الطلاب، وما زلت أذكر أسماء العشرات من الرفقاء الطلبة من ابناء منطقة عاليه، او من الذين كانوا ينتقلون إليها صيفاً، أمثال انطون خوري، وليد يارد، كابي ابو شعر، هاني النفي، جورج انيس حداد، بشور كرم، سليم ونديم حامض، غالب نور الدين، نسيب الشامي، نجاة ونجوى عبد الخالق.
كنتُ لعدة سنوات خلت أعمل في التدريس وقد تنقلت في عدة مدارس خاصة في بيروت والجبل، وكنت ألاحظ المستوى المتدني في التربية والاهمال الفاضح في التعليم. كان تركيز الاكثرية المطلقة من المدارس الخاصة على الشأن المالي فقط، أما التربية والتعليم فلا اولوية لهما.
وكنا في مدارس الحزب في محافظة اللاذقية التي كانت تضم تسع ثانويات للحزب قد وضعنا منهجاً تربوياً وتعليمياً متطوراً، سرنا عليه واعطى نتائج رائعة. وفشلت في تطبيقه بعد عودتي الى لبنان لفقدان الادارة عند اصحاب المدارس للتطوير والتحسين، ولعدم وجود من يساعدني لتطبيق هذه المبادئ.
عام 1961-1962 كنت مديراً للدروس في مدرسة الجامعة الوطنية في عاليه، حاولت جاهداً ان أغيّر في العقلية السائدة دون جدوى فالادارة مهملة وانعكس هذا الاهمال على عمل المدرسين.
في نهاية السنة المدرسية كانت الكارثة. فوجئت بان الطلاب الذين تقدموا للامتحانات النهائية لا يتجاوزون الثلاثين بالمئة من عدد الطلاب.
هرعت الى المدير اطلعه على المشكلة وأطلب مساعدته… ابتسم لي بمودة وقال لي بصوت هادئ:
واين المشكلة. هذا أفضل. وأجبت مذهولاً:
هذا افضل؟ وكيف
بسيطة، الذي يعود العام القادم نرفعه، والذي لا يعود نعطيه شهادة راسب وهو وضعه الصحيح.
هكذا… هكذا والله.
يومها جلست أفكر، اصبحت اباً، وكل المدارس التي عرفتها او درّست فيها من نوع هذه المدرسة مع فوارق بسيطة. فأين سأعلّم اولادي؟!
… سأعلمهم في مدرستي. سأفتح مدرسة تصلح لأعلم أولادي فيها، وأعلم اولاد الآخرين ولتطبيق المنهج التربوي الذي اؤمن به.
وقررت ان افتح المدرسة. كان كل رأسمالي لفتح المدرسة هذا القرار. استدنت من والد قرينتي ثلاثة آلاف ليرة لبنانية، واقنعت الدكتور أمين زهر والاستاذ سعيد مكارم ان يكونا شريكين معي ودفع كلّ منهما ثلاثة آلاف ليرة فأصبح معنا رأسمالاً كافياً للبدء.
وضعت مخططاً للمدرسة إدارياً ومالياً وتربوياً وتعليمياً.
اسم المدرسة: «مؤسسة التربية النموذجية». عنوان فيه الكثير من التحدي، والكثير من الطموح.
قررنا حسب المخطط الموضوع ان نبدأ بالروضة وصفين ابتدائيين فقط لنتمكن من تأسيس مدرسة نموذجية.
واسـتأجرنا المكان، وأوصينا على أثاث المدرسة وقدمنا طلباً للترخيص باسم «مؤسسة التربية النموذجية» وأعددنا البيان الأول بعد مجموعة من الاتصالات والاستشارات ووزعنا البيان في قضاء عاليه والقرى المجاورة في المتن الاعلى.
فتشنا عن مدرّسين واستطعنا تأمين جهاز تعليمي جيد يمكنه التجاوب مع أهدافنا وأعلمنا عن بدء التسجيل في 15 تموز 1962 على ما أذكر.
في اليوم الاول من التسجيل وعند وصولي الى المدرسة فوجئت بالشيخ لبيب تلحوق من عيتات يمسك بيد طفل في العاشرة ويقف بالباب وقبل ان يلقي السلام سألني بلهفة: هل سبقني أحد؟
أجبته بالنفي طبعاً فقال مبتهجاً: سجّل إذاً، زياد لبيب تلحوق، اول تلميذ في مؤسسة التربية النموذجية.
أسعدني هذا التصرف فهو يشكل بشرى خير بالنسبة لي وللمدرسة.
وقلت له: زياد تلحوق اول تلميذ في المدرسة مُعفى من قسط التعليم لهذه السنة».
رفض العرض وأصرّ على دفع القسط كاملاً تشجيعاً للمدرسة وحفظاً لحقوقها.
وتوالت التسجيلات بشكل سريع.
ولديّ هشام وعماد. ولديّ شريكنا سعيد مكارم، نبيل وفريد… وهلّم جرا.
كان إقبال القوميين الاجتماعيين على المدرسة واضحاً وكثيفاً، إذ لم يمض بضعة ايام حتى تجاوز عدد المسجلين المائة وهو ما تستوعبه الصفوف الأربعة التي فتحناها مع العلم اننا كنا ننقل بوسطة كاملة من عين عنوب وبشامون.
حدث مميّز: الرفيق حسن مرتضى من صور يعرفني واعرفه جيداً فقد كنت في منتصف الخمسينات مندوباً مركزياً للحزب في محافظة الجنوب لمدة سنتين. بعد اسبوع من بدء التسجيل فوجئت به يدخل المكتب ويرمي امامي مجموعة من تذاكر الهوية ويقول لي بعد السلام:
سبعة: اليسار، راغدة، محمد، اسماعيل، ابراهيم، خالدة ودينا. ذهلت ولم أفهم شيئاً. قلت له: ما هذا؟
قال: استأجرت بيتاً في عاليه وهؤلاء أولادي السبعة عندك في المدرسة، غداً أجلب لك علاماتهم وقد انتقلنا امس واصبحنا من سكان عاليه. «سبعة دفعة واحدة عبأوا كلّ الصفوف». هذا هو حسن مرتضى. مجرد أن علِم أني فتحت مدرسة ترك هو وزوجته الرائعة وداد صور وكلّ المدارس بين صور وعاليه، وترك أملاكه الواسعة، وسكن في عاليه، يذهب كل يوم الى صور صباحاً ويعود مساءً. ونبقى معاً في نهاية الأسبوع في عاليه.
سارت المدرسة حسب المخطط الموضوع لها بكل دقة وانتظام. وعندما اشتركنا في امتحانات السرتفيكا الرسمية عام 1965-1966، نجح جميع تلاميذنا. وهذا هو المقياس الذي يعتمده الاهل في تقويم المدارس، أمّا الشؤون التربوية، وهي الاهم، فلم تكن تعني لهم شيئاً مع أنها الأهم، ولكن المشكلة ان النتائج التعليمية تظهر بسرعة، امّا النتائج التربوية فتحتاج الى سنوات لتظهر نتيجتها.
كان قد بُني في عاليه مدرسة حديثة، بنتها شركة يملكها السيد جمال الحسيني مستشار الملك الراحل سعود بن عبد العزيز بالاتفاق مع شركة من اربعة اشخاص من عاليه والبقاع. عجزت الشركة عن تسديد ثمن المبنى، فاسترجع جمال الحسيني البناء وأقفلت المدرسة.
اتصل بي السيد سليم سلوم وهو من اقربائنا، وابوه كان صديقاً لابي، وكان سليم رئيساً للمحاسبة في شركة جمال الحسيني وعرض علي ان أشغل هذا المبنى الضخم، تردّدت وتخوّفت، فقد كان المشروع أكبر من قدرتي العملية. ولكن سليم أصرّ وقال انّ عدداً من المستثمرين يتزاحمون على المبنى ولكنه اقنع جمال الحسيني بأني الأفضل.
لم يكن علي ان أدفع شيئاً. وقعّنا عقد شراكة مع السيد جمال الحسيني آخذاً بموجبه أربعين بالمائة من الدخل المتوفر، ويأخذ هو ستين بالمائة.
واستلمت المبنى عام 1965 -1966 .
مبنى كامل التجهيز للداخليين والخارجيين مع حافلتين لنقل الطلاب وكان عندي حافلتان صغيرتان.
كان في مدرستهم حوالي الخمسماية طالب انضم إليهم تلاميذي المائتان وانتقلنا الى المدرسة الجديدة.
كانت صفوفها كاملة من الروضة حتى الشهادة الثانوية.
ذكرت سابقاً اننا تقدّمنا بطلب رخصة للمدرسة باسم «مؤسسة التربية النموذجية» وباسمنا نحن الشركاء الثلاثة. بعد حوالي الشهرين جاءنا الجواب برفض الترخيص والإصرار على إقفال المدرسة فوراً. والسبب كما هو معروف لأني قومي اجتماعي، ولأنّ الحزب كان في تلك السنة 1962 قد قام بالمحاولة الانقلابية.
استعنا بصديق لنا هو الصيدلي سعيد شرف الدين من عاليه وقدّمنا الطلب باسمه، وبموافقته طبعاً، فجاء الجواب بالإيجاب وحصلنا على الترخيص. وكان نبيلاً كريماً، شهماً، فلم يتدخل بشؤون المدرسة لا من بعيد ولا من قريب… لأنه يعتبر ما قام به خدمة لاصدقاء يحبهم ويحترمهم.
وهنا نشأت مشكلة جديدة. إنّ الترخيص يُرتب على صاحب الرخصة جميع مسؤوليات المدرسة من إدارية ومالية، وتعليمية. وبعد هذه القفزة الكبرى كان لا بد من إعفاء هذا الرجل النبيل من هذه المسؤولية الجديدة لأنها تحمّله مسؤوليات المدرسة كاملة وخصوصاً المالية منها. فهناك خطر الخسارة والمسؤوليات امام المتعاملين مع المدرسة في الداخل والخارج. فكانت المدرسة الجديدة باسم «ثانوية الارز النموذجية» وتقدمنا بطلب الترخيص بالاسم الجديد في 20 كانون الاول 1965. وكان قد مضى على بدء العمل في المبنى الجديد ثلاثة اشهر فقط عندما تبلغنا بواسطة مخفر الدرك في عاليه، رفض الطلب وضرورة إقفال المدرسة خلال اربع وعشرين ساعة.
وكانت المواجهة معي شخصياً، فلم يكن الشركاء يتدخلون في شؤون المدرسة.
كان وزير التربية المحامي سليمان الزين وهو عروبي متطرف، وكان رئيس مصلحة التعليم الخاص الأستاذ جورج سعاده الذي أصبح في ما بعد رئيساً لحزب الكتائب اللبنانية، العدو اللدود للحزب القومي.
فما العمل، وكيف نخرج من هذا المأزق؟
خرجنا من المأزق بعد قصة طويلة ليس هنا مكانها. وحصلنا على الرخصة في 20 ايار 1966. كان يوم عيد بالنسبة إلينا وانطلقنا مطمئنين الى شرعية مسيرتنا التربوية والتعليمية.
*
بعد انتقالنا الى المبنى الجديد، اصبح بامكاننا التوسع واستيعاب أعداد اخرى في المدرسة. في تلك الفترة الصعبة من اواسط ستينات القرن الماضي عندما كان رفقاؤنا الذين شاركوا في الثورة الانقلابية في الاسر. رغم ذلك لم نتردد من الاستفادة من عدد لا بأس به من الرفقاء مدّرسين في الثانوية، منهم على سبيل المثال الامين الياس جرجي وقرينته الرفيقة يسرى حجازي، والرفقاء حيدر حاج اسماعيل(2)، ياسين عبد الرحيم(3)، رياض عزام(4)، جواد الزين(5)، والمرحومين جورج توما(6)، جورج مهنا(7)، خالد زهر(8)، وفؤاد ابو رافع(9)، وغيرهم… كانوا جميعاً من الرفقاء المخلصين، النشيطين وراحوا يعملون بسرية تامة وحذر شديدين بين الطلاب الثانويين، وانتشر العمل الحزبي بسرعة البرق في المدرسة ولمع من الطلاب القوميين عدد كبير، اذكر منهم الشهيد وسيم زين الدين (ابو واجب) والامين توفيق مهنا. ومن الرفيقات أمل صباح(10) وفداء قنيزح(11). وكان لقرية كفرمتى النصيب الاكبر من الانتسابات. فكل اعضاء مديرية كفرمتى اليوم هم من طلاب المدرسة ومن الذين انتسبوا فيها، وقد اقاموا لي منذ بضعة اشهر حفلاً تكريمياً واهدوني درعاً تذكارياً.
اهم ما حققته في المدرسة كعمل قومي، هو انني عملت على تقريب وجهات النظر بين الحزب السوري القومي الاجتماعي وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، حتى استطعت ان اجمع الامين الياس جرجي ومعالي الاستاذ كمال جنبلاط في بيتي بالتعاون مع الامين الياس جرجي والاستاذ فؤاد سلمان الذي كان امين السر العام في الحزب الاشتراكي وقد درّس لسنوات مادة الادب العربي في «ثانوية الارز»، وكان هذا اللقاء بدء التعاون بين الحزبين حتى خاضا الانتخابات معاً وقد ساهم هذا التعاون في عملية العفو عن المحكومين في محاولة الانقلاب. جدير بالذكر ايضاً ان النائب والوزير السابق الاستاذ وليد جنبلاط درّس مادة التاريخ في الثانوية لمدة سنتين.
كانت نتائج المدرسة التعليمية والتربوية تُسهم في نشاط القوميين. كما كان مسؤولو الحزب يكررون زياراتهم الى المدرسة مما ساعد على تضاعف النشاط داخل المدرسة.
هناك قصص كثيرة جداً، ومواقف مميزة ورائعة لعدد كبير من هؤلاء الفتيان الذين كسبتهم القضية داخل هذه المدرسة المميزة: «ثانوية الارز النموذجية».
من الرفيق انيس ابو رافع، هذه المعلومات الشيقة عن مرحلة تأسيس
«ثانوية الأرز» ننشرها مع كل التقدير له،
*
هوامش
مواليد مرجعيون 1948، تميز بوعيه والتزامه القوميين، غادر عام 1970 الى الولايات المتحدة، حصل بتفوق على شهادة الهندسة في الميكانيك، بعد ان تنقل في أكثر من شركة، أسس عام 1990 شركته الخاصة التي من أعمالها انها صممت وصنعت 65 نوعاً من القطع والآلات التي تستعمل في العمليات الجراحية، وكان يسعى عام 2001 الى تأسيس وكالة للشركة في بيروت. الى جانب أعماله الناجحة، قام بالتصدي الاعلامي الثقافي للصهيونية في أكثر من ميدان وكان سيدفع مؤلفه بالانكليزية، وفيه يفند أضاليل الصهيونية ويفضح أعمالها ودسائسها، عندما داهمه المرض العضال، وافته المنية في 13/1/2002.
عرف أيضاً باسم حيدر عيسى، تولى في الحزب مسؤليات عديدة منها عيد الثقافة، ومعتمد مركزي لاستراليا، انتخب لعضوية المجلس الاعلى.
من بعمرة – صافيتا – شقيق الرفيق الشهيد يونس عبد الرحيم، تولى في الحزب مسؤوليات عديدة منها عمدة الداخلية، انتخب عضوا في المجلس الاعلى، توفي مؤخراً وشيّعته بعمره وصافيتا والجوار في مأتم مهيب.
من خربة قنافار. انتخب عام 1970 عضواً في المجلس الاعلى، وكان من اعضائه الامينين حيدر وياسين، وتولى مسؤوليات تنفيذية عديدة .
من صور غادر الى سويسرا وكان فيها رفيقاً ناشطاً.
من خربة قنافار أيضاً. كان رفيقاً نشيطاً، مثقف عقائدياً وعرف بتميزه في الاذاعة الحزبية.
صحافي ومدرس، من بلدة كفرذبيان (كسروان) عرف في الحزب باسم جورج كسرواني، وافته المنية بعد عناء مع المرض بعد فترة من توليه منصب المستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية الياس الهراوي، صديق المدرسة والحياة.
من بلدة العبادية، شاعر معروف، انتخب رئيساً للمجلس القومي في أوائل سبعينات القرن الماضي، غادر الى الولايات المتحدة، حيث تولى مسؤولية المعتمد المركزي، وفيها وافته المنية ووري الثرى.
شقيق الرفيق انيس ابو رافع. قضى باكراً عام 1971 وهو في عز شبابه، نشط حزبياً في ستينيات القرن الماضي.
تولت مسؤولية العمل الحزبي في ثانوية الأرز الى جانب الرفيق المميز، بوعيه ونشاطه، شاكر أيوب.
يذكر حضرة الأمين توفيق مهنا انه والطلبة الآخرون، كانوا يتوجهون بإدارة الرفيقة أمل صباح من مقر ثانوية الأرز (ضهر الوحش- عاليه) الى منزل الأمين بديع خوري الكائن في الطرف الغربي من عاليه، سيراً على الأقدام، لحضور الحلقات الإذاعية، كان يتمّ ذلك قبل العفو في شباط عام 1969.
ابنة الأمين الياس جرجي قنيزح.
*
كلمة تبقى للتاريخ
فيما كنتُ أرتب أوراقي «المكدّسة» اطلعت على كلمة كنت اعددتها للنشر، بعد ان كنت قمت بزيارة الرفيق المربي، الصحافي والمسؤول الحزبي الذي كان له صفحات نضال مشرقة، أنيس ابو رافع.
انشرها لمزيد من الاطلاع، والتاريخ، متوجهاً بالكثير من الوفاء الى روح الرفيق الراحل، الباقي في تاريخ الحزب.
*
تسنى لي يوم السبت الفائت (…) ان ازور المربي والاديب والمناضل الرفيق انيس ابو رافع في منزله في منطقة «قريطم – ساقية الجنزير».
ذلك العملاق الذي رافق عملاق آخر، سعيد تقي الدين، وجدته ممدداً فوق السرير، لا قدرة له على الحركة، وتخدمه، امرأة اثيوبية تحسن التعاطي معه، وتفهم عليه فيما يتحدث اليها بالانكليزية.
سلّمتُ الرفيق انيس العدد الصادر يوم السبت (…) من جريدة «البناء»، وفيه ما كنت نشرته. افترّ ثغره عن ابتسامة ولمعت عيناه، وهبطت دمعة. قلت له: الكبار باقون معنا يا رفيق انيس وانت، وقد ربيت مئات المئات من طلاب بات لمعظمهم شأنهم في المجتمع(1)، وتوليتَ في الحزب مسؤوليات شتى، وسطرّت في تاريخه رياحين من الوقفات، ومن المآثر، انت لا تُـــنـسى، وان كنا نسجّـل على انفسنا عدم زيارتك الا نادراً، بحكم الكثير من الضغوطات التي يتعرّض لها كل منا، الا اننا – نسجل لك حضورك الرائع في تاريخ حزبنا، واننا لا ننساك بل نتذكرك دائماً بكل ما تزخر به مسيرتك من غنى في الصحافة والادب والتربية والاذاعة وفي شتى ميادين النضال القومي الاجتماعي.
لك يا رفيق انيس ابو رافع حبنا الكبير، والى طلابك ورفقائك ومحبيك الكثر، دعوة لان يزورونك كلما تمكنوا، فهذا حق لك، وواجب عليهم.