عبد اللهيان جال على المسؤولين وقدّم عرضاً للمساهمة في حلّ أزمة الكهرباء: نقف بحزم وقوّة إلى جانب لبنان لكسر الحصار الظالم… ومستعدّون لأيّ مساعدة
أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده كانت وستبقى دائماً تقف بكل حزم وقوة إلى جانب لبنان من أجل كسر الحصار الظالم الذي يتعرّض له ولن تبخل بأي أمر في مجال مساعدة لبنان ومؤازرته في حال طلب ذلك، مقدماً عرضاً سخياً لبناء معملين لإنتاج الطاقة الكهربائية.
وكان عبد اللهيان جال أمس على المسؤولين بدءاً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي التقاه في قصر بعبدا، حيث أبلغ الثاني الوزير الإيراني “دعم لبنان للجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة، لا سيما العلاقات مع الدول العربية، من خلال الحوار القائم لهذه الغاية”، معتبراً أن “مثل هذا الحوار يمكن أن يُقرّب وجهات النظر حيال القضايا المختلف عليها”.
ونوّه بـ”التضامن الذي تبديه إيران مع لبنان في مواجهة أزماته، وبالمساعدات التي قدمتها بعد انفجار مرفأ بيروت”، محملاً عبد اللهيان تحياته إلى الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي والشعب الإيراني الصديق، متمنياً لهم دوام التقدم.
وكان عبد اللهيان نقل في مستهل اللقاء إلى عون تحيات الرئيس الإيراني، مجدداً “دعم بلاده الثابت للبنان واستعداد الحكومة الإيرانية لتقديم كل المؤازرة في المجالات التي يحتاجها لبنان خصوصاً في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها”.
وقدم الوزير الإيراني للرئيس عون عرضاً لموقف بلاده من التطورات الإقليمية والدولية ولأجواء المفاوضات التي تجريها طهران مع عدد من الدول العربية والأجنبية والاقتراحات المتداولة لتحسينها وتطويرها وكذلك ما يتعلق منها بالملف النووي.
بعدها، انتقل عبد اللهيان والوفد المرافق إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في حضور السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا وعضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان، حيث جرى عرض للأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان والجمهورية الإسلامية الايرانية.
وبعد اللقاء قال عبد اللهيان “تحدثنا في الكثير من الأمور ذات الاهتمام المشترك. وكان هناك تأكيد مشترك في هذا اللقاء الكريم على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات. وكان هناك أيضاً تأكيد أهمية الدور الذي تقوم به المقاومة اللبنانية الباسلة في التصدّي للكيان الصهيوني وأكدت لدولة الرئيس خلال اللقاء الذي جمعنا به، الاستعداد الدائم والثابت للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الوقوف إلى جانب لبنان داعمةً ومؤازرةً له في مقابل كل الصعوبات والمشكلات التي تواجهه في هذه المرحلة”.
أضاف “وأيضاً كان هناك تشاطر في وجهات النظر مع دولته على أن الملفات الإقليمية كافة، ينبغي أن تُحلّ على أيدي أهل المنطقة بأنفسهم وقد قيمنا إيجاباً استمرار وتيرة المفاوضات الإيرانية السعودية ونحن نعتبر أن وجود القوى الغريبة في المنطقة هو العامل الأساسي الذي يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وإيجاد المشكلات في ربوع المنطقة، أيضاً تحدثنا مع دولته في آخر تطورات الملف الأفغاني”.
ثم انتقل عبد اللهيان والوفد المرافق إلى السرايا حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وفي خلال اللقاء، هنأ ميقاتي عبد اللهيان بتوليه مهامه، وقال “إن لبنان بأمسّ الحاجة اليوم، وأكثر من اي وقت مضى، إلى تعزيز ثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها، من خلال علاقات طبيعية بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في ما بينها بما يخدم تطلعات شعوبها”، مشدّداً على “ترحيب لبنان بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الأمنية والعسكرية”.
ورحّب “باسم الحكومة اللبنانية بالمناخات والأجواء الإيجابية التي سادت جولات الحوار بين إيران والمملكة العربية السعودية التي استضافتها دولة العراق”.
وقال “إن الخدمة الفضلى التي يُمكن أن تقدّم للمنطقة عموماً وللبنان خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة، هي أن تُثمر لقاءات الحوار والتفاوض بين الجوار العربي والإيراني توافقاً كاملاً حول مختلف العناوين والقضايا التي من شأن التفاهم حولها أن يُسهم في إرساء دعائم الأمن والتقدم والاستقرار وهذا ما سيلقي بظلاله الإيجابية وفوائده على لبنان واللبنانيين”.
وبعد السرايا، استقبل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب في الوزارة نظيره الإيراني، وجرى البحث في العلاقات اللبنانية الإيرانية.
بعد اللقاء رحّب بو حبيب “بوزير خارجية إيران البلد الصديق” وقال “ناقشنا العلاقات بين البلدين والنية في الأوجه نحو تحسينها وتطويرها”.
وتمنى “كل النجاح للمفاوضات التي تقوم بها إيران، إن كانت مع المملكة العربية السعودية أم مع دول الخمس زائداً واحداً في فيينا، لأن نجاحها ينعكس إيجاباً على لبنان وعلى إمكان أن يتحرك بحرية أكثر في هذه المنطقة”.
وقال السفير الإيراني “خضنا جولة من المحادثات الإيجابية والبنّاءة هنا في مبنى وزارة الخارجية اللبنانية مع معالي وزير الخارجية والمغترين الدكتور عبدالله بو حبيب وتوافقنا مع معاليه حول انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين”.
وأكد أن “ملف العلاقات التجارية والسياحية والاقتصادية كان وما زال مفتوحاً أمام الجانبين. فلدى الشعبين الصديقين والكريمين أتم الاستعداد على استئناف الرحلات السياحية في ما بينهما”.
ولفت إلى أنّ “الشركات الإيرانية المتخصصة على أتمّ الاستعداد في فترة زمنية لا تتجاوز الـ18 شهراً لبناء معملين لإنتاج الطاقة الكهربائية بقوة ألف ميغاوات. الأول في بيروت وآخر في الجنوب، ونحن لدينا الاستعداد الكامل لإنجاز هذا المشروع الطموح من خلال الخبرات الفنية والتقنية والهندسية الموجودة لدى إيران وبالاستفادة من الاسثمارات الايرانية اللبنانية المشتركة”.
واعتبر أنّ “من أبسط مفاهيم الحقوق الدولية، أن باستطاعة بلدين صديقين وشقيقين كإيران ولبنان أن يمضيا قدماً في توقيع اتفاقيات تفاهم ثنائي في هذا المجال، لكن بطبيعة الحال، شرط أن ينال ذلك موافقة من الجانب اللبناني”.
وثمّن عالياً “الدور الكبير الهام والبناء الذي يقوم به لبنان في مجال مواجهة العدو الصهيوني، ونعلن هذا بصوت عال من بيروت إننا لا نعترف سوى بدولة واحدة اسمها فلسطين وعاصمة هذه الدولة القدس الشريف”.
وكان عبد اللهيان قد وصل عند الأولى من بعد منتصف الليل قبل الفائت، آتياً من العاصمة الروسية موسكو، في زيارة رسمية. وكان في استقباله في مبنى الطيران المدني في بيروت سفير إيران محمد جلال فيروزنيا، وفد من حركة أمل ضمّ النائب أيوب حميّد ممثلاً الرئيس برّي وعضو المكتب السياسي في الحركة الدكتور طلال حاطوم ممثلاً القيادة، وفد من حزب الله يمثل الأمين العام للحزب ضمّ النائبين إبراهيم الموسوي وحسن عز الدين والوزير السابق محمود قماطي، ومديرة المراسم في وزارة الخارجية عبير العلي ووفد من الشخصيات الروحية.
وألقى عبد اللهيان كلمة قال فيها “أود في هذه الزيارة الرسمية إلى لبنان الشقيق أن أعلن موقفاً صريحاً وحازماً بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكما كانت، ستبقى دائماً تقف بكل حزم وقوة إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة من أجل كسر الحصار الظالم الذي تتعرّض له في مثل هذه المرحلة الحساسة من تاريخها ولن تبخل بأي أمر في مجال مساعدة لبنان ومؤازرته في حال طلب أي مساعدة تقدم في هذا الإطار”.
وكانت كلمة لحميّد رحب فيها باسم الرئيس برّي وحركة أمل “بهذه الزيارة في مرحلة دقيقة تشهد الكثير من التحولات على المستويين الإقليمي والعالمي”.
والتقى عبد اللهيان، في مقر السفارة الإيرانية، وفداً قيادياً فلسطينياً من “حركة حماس” ترأسه مسؤول العلاقات الدولية في الحركة أسامة حمدان، وآخر من “حركة الجهاد الإسلامي” ترأسه الأمين العام للحركة زياد نخالة، وممثلين عن القوى والفصائل الفلسطينية الإسلامية والوطنية، وعرض معهم آخر التطورات في فلسطين والمنطقة.