مرويات قومية

الولاء القومي هو الشرط الذي لا غنى عنه لنهوض الأمة وتحقيق غاية المجتمع القومي «سعادة»

عام 1945 وسعاده في مغتربه القسري كتب مقالة بعنوان «القنبلة الجهر فردية(1) وتفوّق الأمم»، نشر في ما بعد في الجزء الثاني عشر من «الآثار الكاملة».

من هذا المقال، اخترنا المقاطع التالية:

«… تكثر شواهد التاريخ على أنّ تفوّق شعوب على شعوب ومدنيات على مدنيات كان، غالباً، نتيجة تفوّق سلاح على سلاح. إنّ الذين اكتشفوا المعادن وصنعوا الأسنة من النحاس والشبهان غلبوا أصحاب الثقافة الحجرية وأنشأوا تمدّناً جديداً وثقافة جديدة. وأهل ثقافة الحديد والفولاذ تفوّقوا على أهل ثقافة النحاس والشبهان وأنشأوا تمدّناً جديداً وهكذا دواليك.

«ليس التفوّق في السلاح عبارة عن تفوّق في الشراسة وانحطاط في الثقافة، بل عبارة عن تفوّق نفسي يمكّن الأمة من التفوّق في الحياة والانتصار في معركة التقدم.

والتعاليم السورية القومية الاجتماعية تقول في شرح المبدأ الإصلاحي الخامس: «إنّ القوة المادية دليل قوة نفسية راقية» إن النفس الخاملة لا تنشئ سلاحاً جديداً، ولا تقدماً جديداً، بل تقبل بالأمر المفعول والحالة القائمة وتستسلم. أما النفس الفتية الجبارة، فترفض كل أمر مفعول لا يكون وليد إرادتها ومحققاً رغائبها، وتنشئ سلاحاً جديداً لنقضه وتنهض سلاحها في يدها، لتملي إرادتها وتفعل الأمر الذي يرضي نفسها ويحقق أهدافها، وتقيم نظاماً جديداً يضمن تقدمها.

«الولاء القومي هو الشرط الذي لا غنى عنه لنهوض الأمة وتحقيق خير المجتمع القومي. وفي هذا الولاء يتساوى العامل والصناعي والتاجر والأديب والفنان، ويتساوى أيضاً العالم والجندي. إن العالِم أيضاً من المجتمع وعمله للمجتمع لا لنفسه. العالِم أيضاً يشعر ويحسّ قضايا أمته ويفهم أن عمله جزء من ثقافة مجتمعه وأن في مواهبه مزايا جنسه وأمته».

«إنّ القوة هي التي تقرر المصير حيث تتصادم الارادات وتتضارب المصالح وقد سبق لي القول في مواضع أخرى أنه لا يمكن الإجماع على حقيقة أمر ولا على أوجه الحق في أية قضية من القضايا التي تواجهها المجتمعات الإنسانية إلا حيث ينتفي تنوع النظر واختلاف المصالح وتضاربها. وفي هذه الحالة يحرم المجتمع الأعزل المسالم، المستلم، من تثبيت حقه».

«إن الزارع يعمل لحفظ الحياة ضمن الحالة القائمة والأمر المفعول ولا يمكنه أن يزيد على إمكانيات الحالة القائمة أكثر مما تسمح به ولا يستطيع أن يقرر مصير الإنتاج الذي ينتجه. أن أمراً من هذا النوع يتوقف على الجندي وصناعة السلاح».

«فالقوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره»: (التعاليم، المبدأ الخامس الإصلاحي).

إن الأمة التي تتفوق بسلاحها وتكون لها الحكمة الضرورية تقدر أن تفرض السلام الذي تقرره. فحين نهضت الدولة السورية الآكادية بسلاحها فرضت سلامها على العالم الذي حدّده مداها ثم كان فرض سلام الدولة السورية الآشورية وسلام الأسطول السوري الفينيقي في البحر وشواطئه.

لا يمكن التفكير، وجدانياً، بإيقاف اختراع الأسلحة الممتازة بقوة فتكها إلا يوم يمكن التفكير بانعدام الحرب».

الجوهر الفرد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى