أولى

مدحت الصالح وأحمد موصلي

شمعتان مضيئتان انطفأتا وخسرنا معهما رصيداً مهماً، كانت بصماته حاضرة في مواجهات مصيرية، مدحت الصالح القيادي السياسي الوطني والشعبي والأسير المحرر والعضو السابق في مجلس الشعب، ابن الجولان المحتل، اغتالته قوات الاحتلال برصاص قناص من داخل المنطقة المحتلة وهو يقف على تخومها في بلدة عين التينة المحررة متواصلاً مع أهله تحت الاحتلال، سقط شهيداً وهو في قلب المواجهة من أجل إنهاض مشروع مقاومة لتحرير الجولان، وأحمد موصلي الدكتور في العلوم الإسلامية واستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية المناضل الوطني والقومي والإسلامي، المدافع عن خيار المقاومة بوجه مشاريع الفتن المذهبية والمفكر الذي اسهم في تفكيك الخطاب التكفيري وتعريته من مزاعمه الدينية والفقهية، رحل بعد صراع مع المرض وهو في ذروة العطاء.

يستحق هذان الرمزان المثقفان المشتبكان مع مشاريع التخريب والاحتلال والعدوان والتفتيت والحروب الأهلية  والفتن ان يُذكرا بمآثر إسهامات لا تنسى في مسيرة مواجهة ممتدة عبر الزمن لنهضة بلادنا وتحررها، ويستحقان أن يتذكرهما كلّ من يؤمن بنهضة بلادنا ووحدتها وحقها بالعيش بكرامة وحرية وسيادة، وقد كانت سيرة كل منهما مليئة بالمواقف والإسهامات النقية النابعة من صدق الانتماء وصدقية الخيارات، بعيدا عن شوائب البحث عن الارتزاق التي شوّهت الكثير من النخب، ومخاطر الانزلاق الى الأنانية الشخصية، والتسوّل على أبواب السفارات، وأكاذيب تشكيلات المجتمع المدني، ومقايضة المواقف بالمكاسب والمناصب.

عرف الصف المفكر والمناضل كلّ من مدحت الصالح واحمد موصلي، بالصدق والأخلاق، ورفعة القيم والاستعداد للتضحية، والتميّز بالجدية في التعامل مع التحديات الوطنية والمصيرية، والنزاهة الفكرية في التعامل مع البحث عن الحقيقة والسعي لنصرة الحق.

كما ودّعنا المفكر المناضل نزار بنات دون ان ننساه رمزاً للمثقف المشتبك في فلسطين نودّع مدحت الصالح وأحمد موصلي ولن ننساهما.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى