تقرير
كتب يوسي ملمان في صحيفة «معاريف» العبرية:
الهزّة التي يمرّ بها الشرق الأوسط في السنوات الاخيرة، والتي حولته إلى مكان أقل استقراراً مما كان في الماضي، وإلى مكان أكثر خطراً، وجدت تعبيرها في سباق التسلح العالمي.
للمرّة الاولى منذ بضع سنوات، تجاوزت السعودية الهند وصعدت إلى رأس قائمة مستوردي السلاح الكبار في العالم. بحسب تقرير لـ«آي إتش أس»، الهيئة الدولية في كولورادو المختصة بالمعلومات والابحاث الدولية وتحليلات السوق في مجالات مختلفة، وضمن أمور أخرى ، فقد اشترت الهيئة قبل بضع سنوات مجموعة المعلومات والنشرات الدولية لشؤون الجيش والامن لـ«غينس» البريطانية. تقوم هذه الهيئة منذ سنوات بنشر التقارير عن بيع السلاح في العالم، وعلينا التأكيد أن هذه المعلومات لا تشمل السلاح الخفيف والذخيرة والمعدات والمعلومات الاستخبارية والحماية.
بحسب البحث الجديد للهيئة في 2014، تم بيع ـ من تحت الطاولة ـ أسلحة وأجهزة أمنية للاستخدامات العسكرية بقيمة 64.4 مليار دولار. هذه هي السنة السادسة التي توجد فيها زيادة في حجم المبيعات والمشتريات. الزيادة في السنة الماضية مقارنة بسنة 2013 وصلت إلى 15 في المئة. وتشير التوقعات إلى أن هذا الميل سيستمر، وفي هذه السنة ستكون زيادة بنحو 10 في المئة. مصدر الزيادة يكمن في الطلب الكبير من جانب دول في الشرق الاوسط وعلى رأسها السعودية ودول الخليج وشرق آسيا.
الولايات المتحدة تستمر في كونها الدولة المنتجة والمصدرة الاكبر في العالم قبل روسيا، وبعدهما تأتي فرنسا وبريطانيا، وبصورة مفاجئة ألمانيا. «إسرائيل» التي وُضعت في المكان السادس هبطت درجة لتصبح في المكان السابع واحتلت إيطاليا مكانها. المصدّرة الثامنة هي الصين.
«إسرائيل» التي يشكل التصدير الامني عاملاً مركزياً في اقتصادها نحو خمسة مليارات دولار سنوياً ، يعتبر هذا الميل بالنسبة إليها مقلقاً. يبدو أن مصدر هذا الميل يكمن في تقليص معين في علاقاتها مع الهند التي كانت وما زالت من الاسواق الثلاث المهمة جداً لتصديرها الامني إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
«الزيادة في شراء السلاح من قبل السعودية دراماتية جداً»، جاء في التقرير الجديد. لقد ازداد الاستيراد السعودي في 2014 54 في المئة مقارنة بسنة 2013، ويتوقع أن يزداد نحو 50 في المئة في 2015 ليصل إلى مبلغ خيالي يُقدر بعشرة مليارات دولار.
بعد المملكة الصحراوية، فإنّ الدول المستوردة الكبرى هي: الهند، الصين، الامارات العربية المتحدة وتايوان. إن سبب التسلح الهائل للسعودية ودول الخليج هو قبل كل شيء الخوف من إيران. هذه الدول زادت في السنوات الاخيرة من شراء طائرات متقدمة وصواريخ وأجهزة مضادة للصواريخ والدبابات. كما أنها تبذل جهداً كبيراً في تطوير قواتها البحرية.
سبب آخر هو خوف السعودية والامارات المتحدة من صعود الإسلام المتطرف وفي الاساس «داعش». الدولتان تشاركان في التحالف الدولي، والطيارون فيهما يشاركون في مهاجمة أهداف لتنظيم «داعش» في سورية والعراق.
يدّعي خبراء أن هذه التحديات أدّت بالعائلة المالكة السعودية إلى استنتاج أن عليها توظيف مبالغ كبيرة بعيدة المدى في الجيش، الذي تظهر عليه تطورات معينة في السنوات الاخيرة، لكنه ما زال لا يعتبر قوة مقاتلة تساوي في نوعيتها إيران.