لمن يعلكون السفسطة والجعدنة وقلة المعرفة…
} عمر عبد القادر غندور*
كثر في الآونة الاخيرة استعمال مفردة «الاحتلال الإيراني» للتصويب على حزب الله وإنكار لبنانيته واعتباره جالية إيرانية تحتلّ لبنان بقوة السلاح كذا…!
ولما كان هذا الادّعاء الفارغ لا ينطلي إلا على الجهلة ممن يعلكون السفسطة والجعدنة وقلة المعرفة، في معرض الاسترزاق، ولما كان معظم أفراد حزب الله ينتمون الى جنوب لبنان وشرق البقاع، ومن بينهم أيضا لبنانيون من بيروت وخارجها، نمُنّ على المتشدّقين والناعقين والمزوّرين بالحقائق التاريخية التالية:
يُطلق على الجنوب اللبناني اسم جبل عامل نسبة لقبيلة عامل من سبأ التي هاجرت من اليمن الى شمال فلسطين وجنوب لبنان والبقاع .
وقد جرى ضمّ جبل عامل الى لبنان الكبير عام ١٩٢٠، ويعود نسب قبيلة عاملة التي سكنت لبنان والبقاع وهي من أقدم سكان لبنان، وجاء في كتاب ابن الاثير أنّ أفراد وجماعات هذه القبيلة عرب أقحاح ونسبهم يعود الى قبيلة قريش العربية التي ينتسب إليها النبي العربي الأكرم خاتم النبيين محمد، وقد تشيّع جبل عامل والبقاع الشرقي على يد الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري، والذي نفاه معاوية بن أبي سفيان الى جبل عامل، وهناك مسجدان باسمه ما زالا قائمين في ميس الجبل والصرفند.
وقد عانى جبل لبنان أو بلاد بشارة وجنوب لبنان من تسلط الحكام عليهم من الأمويين والمماليك وغيرهم وصولاً الى الانتداب الفرنسي والاحتلال «الإسرائيلي»، وقد أظهر أهل هذه الديار على مدى التاريخ تمرّداً دائماً على الاحتلال وكانوا المقاومين الأوائل الأشداء، وما أداء المقاومة الوطنية والإسلامية في مواجهة الاحتلال إلا امتداد لهذا التاريخ الناصع في حياة هؤلاء اللبنانيين الأقحاح المتجذّرين في أرض لبنان يدافعون عنه بأرواحهم ودمائهم وليس بالجعدنات وبالعمالة لأعدائه.