لن يُدرك العِـزَ شعبٌ يكرهُ العملا
} يوسف المسمار
بحكـمـةِ اللهِ حَـدّثْ، واحســن العَـمَـلا
واسعى إلى الخَيْرِ تَسْتَـنْعِـمْ بما حصلا
فـاللهُ مـا شــــاءَ للإنســــانِ عـاقــبـةً
إلا الحيـاةَ التي فـيهـا الهُـدى اكـتـمـلا
فإنْ ضَللـنـا وسِـرنا عَـكْـسَ حِكـمـتـهِ
لا شيءَ نَجْني سوى ما يـقْـتُـلُ الأمـلا
وحـكـمـةُ اللهِ أن تَـبْـقى مـواهِــبُـنـا
في خدمةِ الحَقِّ مهما الباطلُ اشتعلا
فـلـيـسَ كالحَـقِّ للإنســانِ يـنـفـعُــه
وليـسَ كالعـدلِ نهـجٌ يـرفـعُ المُـثُـلا
ما أُعْـطِيَ الناسُ حـقَ الظلـمِ بـينهُـمُ
أو مـارسَ الظُـلْـمَ إلا كُـلُّ مَـنْ جَـهِـلا
بـل أُعطيَ الحـقُّ للمظلـومِ مُطلَـقـهُ
أن يَـرْفضَ الظلمَ لـوْ بالله قـدْ وُصِلا
فـكيفَ نَـرْضى غـُـزاة ً ظُـلَّـماً هَـمَجـاً
روحَ الكراماتِ في وجدانهم مَحـُلا؟!
هل ينفعُ الصمتُ في وجه الألى ظلموا؟
أم ينفـعُ العـفـوُّ مـع منْ ألَّــه الهُـبَـلا؟
يا أخـوةَ العـزِّ، إيـاكـمْ بـني وطـني
أنْ يُـوشَمَ الدهـرُ في ذكـرٍ لكمْ خَـجَـلا
لـنْ يَغْـفـرَ اللهُ للأشـــرارِ في بـلــدٍ
فـيهـا هُـدى اللهِ والإلهــامُ قــدْ نـزلا
يا أخـوة َالعــزِّ صهـيـونٌ يُسَـمِـمُكـمْ
في شكلِ أعـراب سمَّ الفتـكِ قـد جَعَلا
لو كان في العُرْبِ شيءٌ من كرامتهمْ
ما كـان للغـربِ أن يلهـو بهـمْ جَـذلا
هيهاتِ هيهاتِ في الأنـذالِ نَـلْـمحُهـا
مظاهـرَ العـدلِ إلا اللـؤمَ والـدَجَــلا
قـدْ ثبـَّـتَ اللهُ في الإنجـيـلِ حكمتـه:
من يأمـلُ السلمَ من باغِ قـد انخـذلا
وصـدَّقَ اللهُ في الـقـرآنِ آيـتَــه:
من رامَ خيراً من الأعْرابِ قـدْ فشلا
هيَ الحقيقـةُ لا غــشٌ ولا كـذبٌ:
لا ينجحُ المرءُ إنْ لمْ يُحسنِ العـملا
أو ينجحُ الشعبُ في تحقيـقِ يقـظتهِ
إنْ لمْ يُجاهدْ وينسى الهَزْلَ والكَسَلا
ويجـعـل العـقـلَ دسـتـوراً لنهضتـه
ما خابَ شعـبٌ على إبـداعِه اتكـلا
هـيَ الحـقـيـقـةُ أن اللهَ زَوَّدنـا
بالـروحِ والعـقـلِ حتى نَـنْـبـذَ المَللا
ونـنشـر الحُـبَّ بـيـنَ الناسِ قاطبةً
ونملأ الأرضَ بالضوْءِ الذي شَـمَـلا
ونجعـل الكـونَ والأجـرامَ ساحـتـنـا
حتى يرى اللهُ أنَّ العَـقْـلَ قـدْ كَـمُـلا
ومَـجَّـدَ اللهَ تمجـيـداً بـه انْـتَـصرتْ
شرائعُ الحقِّ حيـنَ الـعالـمُ اكـتـمـلا
هـذي عـقيـدةُ نهضتـنا التي فـعـلتْ
هيهاتِ هياتِ نـرضى غـيـرها بـدلا
فسـوريا العـقـلُ والإبـداعُ مـيـزتُـهـا
منها إلى اللهِ دينُ العـقـلِ قـدْ وصـلا
فلنُـطْـلـِق العـقـلَ في الأجـيالَ زوبعـةً
تُـحَـرّكُ الـعَــزْمَ حـتى يـبلـغَ الأزلا
فحكمةُ المجـدِ في التاريـخِ داويـةٌ
لـكـلِ منْ رامَ آفـاقَ السَـما وعــلا
لنْ يَـعْرفَ الحقَ منْ زاغتْ بصيرتُـه
واستصوبَ الحِـقْـدَ والبُهْتانَ والهَـبَـلا
لن يُـدركَ العـزَّ شعبٌ يكرهُ العـمـلا
أو يَحْفظَ المَجْـدَ شعبٌ يَعشقُ الكسلا
بل يصنعُ المجدَ شعبٌ ناهضٌ بطـلٌ
حُبَّ التَحَدّي وعِشْقَ النصرِ قـدْ نَهَـلا
في سـوريـا النـور قـدْ كانـتْ منابـعـهُ
وسوريا العِـزّ تـبـقى للعُـلى المَثَــلا
وتَـهْـرمُ الأرضُ أمَّــا ســـوريا أبـداً
تُـجَـدّدُ الـروحَ والإنسـانَ والأجَـلا
تموزُ ما كانَ إلا شعـلـة ً خَـفَـقَـتْ
تـُطاردُ العَـتْـمَ حتى زالَ وانْـمَـحـلا
هـذي عـقـيـدتُــنا تألُّـقُ نـهـضـةٍ
إلاَّ إلى الله ما شقَّـتْ لها السُـبُـلا