«مرةً أخرى» تكنولوجيا القتل
في الناحية الأخرى من العالم، كانت تجري عملية إبادة جماعية أخرى، ولكن هذه المرة « كتّيمي»… في استراليا… أبيد الساكن الأصلي وحلّ محلّه الأبيض… وكانت الأداة مرة أخرى تكنولوجيا القتل… ثم أعلن أنه لا يريد أحداً معه في هذه القارة الصغيرة القابعة في الركن الجنوبي الشرقي من العالم… فأسماها استراليا البيضاء… هكذا… عِرقٌ لا يتجاوز تعداده نسبة إلى تعداد العالم ٧، يستحوذ على ٢٩ من اليابسة، ويستحوذ على ٧٠ من ثروات العالم…
في عام ٢٠٠٨ أنيط بشركة «جونسون أند جونسون» الأميركية إجراء بحوث على الخلايا السرطانية لمحاولة الكشف عن صفاتٍ تميّز الخلية السرطانية عن الخلايا العادية، حتى يتسنّى سرعة التعرّف عليها حالما تبدأ عملها في الجسد… إحدى الصفات التي تمّ رصدها… نعومة ملمس السطح الخارجي أكثر بكثير من الخلايا العادية…
لو قيِّض للعلماء اختراع عدّادٍ يستطيع قياس الجذب الداخلي للشيء… inner gravity … أراهن أنّ العرق الأبيض سيسجل أرقاماً أعلى من غيره بكثير… حتى لو لجأنا وبدون عدّاد للوصول إلى البدايات من الخواتم المترتّبة، فإن كميّة الاستحواذ والمراكمة تؤشر النزعة الفطرية لذلك، وستحدّد بالضرورة ضخامة ذلك الوحش القابع في داخله صارخاً باستمرار… هل من مزيد؟ حتى في الشكل ناهيك عن المضمون… الفلسفة التي يعتنقها ويتشبّث بها بلا هوادة… Capitalism … الفاعل منها هو… to capitalize … أيّ «يراكم»… وذلك نقيض لله والخير وللإرادة الإلهية في انبعاث الكون بعيداً عن المركز… والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون… إن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما… دائماً ميكانيكية الإيمان هي الاتجاه بعيداً عن المركز… ونقيضها هي الاندفاع نحو المركز… ويُقال لها في الدارج من القول… «أنانية».
