أخيرة

وهّــابيّــة…

مشهدٌ يثير من الضحك والكوميديا أكثر مما يثير من أيّ شيءٍ آخر… مقاتل يتشبّث بتلابيب التفاصيل وتفاصيل التفاصيل في السير على منهج الرسالة في منطقة الشكليات الجزئية… فلا يدخل الحمّام إلا باليسار، ويطلق اللحية على راحتها، ويحفّ الشّارب، ويقصّر من بنطاله، ولا يأكل إلّا جالساً، ويغض الطّرف، ولا ينظّف أسنانه إلا بالمسواك، وكثير من الجزئيّات التي لا يتّسع المجال لذكرها في هذه العجالة… ولكنه في المقلب الآخر… يقاتل ويبذل الدم منفّذاً لأوامر غرفة عمليّات يقودها ويرسم خططها ويضع أهدافها التكتيكية والإستراتيجية ألدّ أعداء الله والرسول…!

هكذا فكّر وخطّط وقام بالإنشاء للفكر الوهّابي وراء الكواليس وبين تلافيف الظلام… ظلام السرّيّة والغموض، وظلام العقول الأعرابية التي أحسن هذا الأنجلوساكسوني توظيفها لما يحقق أهدافه ومصالحه الظاهرة والمخفيّة… عقلٌ شيطانيّ بالغ التركيب يُحسن استكشاف نقاط الضعف ومن ثمّ التدفّق من خلالها حتى يتأتّى له الإمساك بفريسته ومن ثم السيطرة والاستحواذ. فالممارسة الشكليّة التفصيلية للدين تعطي الانطباع بأننا نسير على النهج بالحذافير، وكلّ ذلك إيذاناً للوصول إلى الجائزة الكبرى … ألا وهي إطاعة وليّ الأمر إطاعة مطلقة… فحينما يتأتّى تكريس ذلك، نكون قد وصلنا الى المراد… والهدف الأكبر… إذ حينما تطيع الأمة وليّ الأمر طاعة مطلقة لا مجال للجدل فيها… وحينما يكون وليّ الأمر في جيب المستعمر لا يملك منه فكاكاً… نكون بالضرورة قد وضعنا الأمة برمّتها في جيب المستعمر، تنفّذ أهدافه الإستراتيجية، وتبذل الدم تحقيقاً لأغراضه… وهي تظن أنها بممارسة كهذه إنما تمارس الجهاد في سبيل الله… مهزلة.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى