أولى

السيناريوات المتوقعة للتواجد الإماراتي في اليمن

باريس _ نضال حمادة

عندما نتحدّث عن الاستراتيجية الإماراتية حالياً في اليمن لا يمكن أن نفصلها عن استراتيجية روسيا في الكثير من مفاصلها، خصوصاً تلك التي تتعلق بصراع النفوذ مع السعودية أو في موضوع المنافذ البحرية التي يتحكم اليمن بها عبر شواطئه الطويلة.

لكن على عكس روسيا تعتبر الإمارات الحرب في اليمن مصيرية لوجودها ككيان ودولة بعد مغامرتها اليمنية واحتلالها لجزر ومدن في اليمن.

في العام 2019 حاولت الإمارات تخفيف وطأة أعمالها عبر الإعلان عن انسحاب قواتها من اليمن لكن على أرض الواقع ما زالت تلك القوات متواجدة.

هامش المناورة الإماراتي في اليمن أضيق من الهامش السعودي لذلك لجأت الإمارات الى تعزيز علاقاتها مع إيران التي شهدنا آخرها مشروع الممر الاستراتيجي للتجارة الإماراتية عبر الأراضي الإيرانية الى تركيا وأوروبا.

أيضاً عززت الإمارات العلاقة مع روسيا وطبعت مع سورية لإرضاء الروسي والإيراني.

عرضت الإمارات على روسيا إقامة قاعدة عسكرية في سقطرى او في عدن لكن الروس رفضوا.

في الواقع روسيا تريد قاعدة على باب المندب لكن تريدها من حكومة يمنية مستقرة ومتمكنة.

في تلك الفترة كانت إيران تعيد العلاقة بين أنصار الله وموسكو بعد سنتين قطيعة بسبب قتل علي صالح.

كانت روسيا الوسيط بين صالح والأنصار حيث استقبلت السفارة الروسية اجتماعات التنسيق بين الطرفين، وعند مقتل صالح غضبت موسكو وقطعت علاقاتها مع أنصار الله حتى العالم 2019 عندما نجحت إيران بإعادة حبل التواصل بين الطرفين.

 تزامناً مع العرض الإماراتي كانت موسكو أنجزت اتفاقاً سرياً مع عمر البشير لإنشاء قاعدة عسكرية روسية في بور سودان على البحر الأحمر.

أسقطت أميركا عمر البشير بسبب هذا الاتفاق السري

 وساهمت الإمارات بسقوطه حتى لا يفقدها التأثير على موسكو

في الواقع الاستراتيجية الإماراتية وسيناريوات هذه الاستراتيجية تقوم على أمرين:

1 –  استرضاء إيران.

2 – استرضاء روسيا.

يظهر هذا في التقارب الإماراتي مع سورية القاسم المشترك الكبير بين موسكو وطهران.

 كما ظهرت في الآونة الأخيرة استراتيجية تلبية مطالب أنصار الله الحوثيين كما شهدنا في انسحابات الساحل الغربي.

لا يمكن تصوّر هذا الانسحاب إلا ضمن سياسة استرضاء الحوثيين كون الساحل الغربي يشكل العمود الأساس لكلّ استراتيجية أبو ظبي على موانئ البحر الأحمر

ما حصل استسلام بكلّ المقاييس…

 قبل يومين أعلنت قوات طارق صالح ذات الولاء الإماراتي المنسحبة الى شبوة أنها لن تشارك في معارك مأرب.

لا يمكن فصل هذا الإعلان عن استراتيجية تلبية مطالب صنعاء.

سوف نشهد في الفترة المقبلة تلبية مطالب وتراجعات في جبهات متعددة.

ليس لدى الإمارات خيار إلا التراجع…

Related Articles

Back to top button