الرفيق المناضل إبراهيم سمعان عرف الحزب تفانياً وتضحية والتزاماً صادقاً
يحكى الكثير عن بلدة البطولة، عدبل. اني وإذ اشرت إليها في اكثر من مناسبة، خاصة عندما تحدثت عن الامينين الصديقين المناضلين خليل دياب ومطانيوس جريج، الا انه يصحّ – ويجب – ان يُكتب عنها وعن المتحد القومي الاجتماعي الذي أقامته مديرية الحزب فيها.
نورد هنا ما كان جاء في العدد (1087) حزيران 2007 من مجلة «البناء – صباح الخير»:
غيّب الموت الرفيق المناضل إبراهيم الياس سمعان، وذلك اثر تعرّضه لنوبة قلبية. وقد شيّع بتاريخ 19/04/2007 في مأتم مهيب شارك فيه القوميون وأهالي عدبل وعكار.
الرفيق الراحل من مواليد عدبل – عكار 1938، انتمى الى الحزب عام 1958وكان واحداً من المناضلين الذين عملوا في سبيل خير النهضة وفلاحها. وقد أنشأ عائلة قومية اجتماعية.
حضر التشييع منفذ عام عكار وأعضاء هيئة المنفذية، وترأس القداس المتروبوليت بولس بندلي الذي نوّه بمزايا الراحل. بدوره القى مدير مديرية عدبل الرفيق سليم السكاف كلمة قال فيها:
«كنت صادقاً بلا مواربة، وصريحاً بلا تكلّف او تكبّر. تعلمت في مدرسة سعاده، انّ الوقفة العزيزة المؤمنة، تصون نفسها من تدبيج الألفاظ، فكانت مواقفك الجليلة أكثر فصاحة من كلّ كلام.
كنت على مدى الأيام متأهّباً كالجندي في ساحة النضال، لا فرق عندك بين موقع وآخر، فلا أخافك اضطهاد ولا حدّ من عزيمتك تشرّد وارتحال في مواقع البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة.
كم تعرّضت للخطر، ولم تخف. بل ازددت صلابة واندفاعاً، فكنت دائماً منتصباً كسنديانة شامخة تهزأ بعاتيات الرياح، تقف عنيداً، في فضاء النهضة القومية، يلجأ اليها الرفقاء، بعد عناء التعب، ليتفيأوا ظلالها فتقيهم حرّ الهاجرة، واذا ما اشتدّت العاصفة، حفظت الأمانة بدقة الالتزام، وحرارة الوفاء، وتحمّل المسؤولية وتنكّب الصعاب، والتعالي على الجراح.
كنت واضحاً كاليقين، وحازماً كالقدر، وصارماً كالسيف، وساطعاً كالحق، ورافضاً كالتحدي، وانت تحدّق الى الشمس بأجفان جامدة.
انتدبت لمسؤولية «المختار» فكنت الخيار الصائب، وتنكّبت مسؤولياتك، فخضت غمارها بكلّ اقتدار في مجال الخدمة العامة، لقد أحبّك كلّ من عرفك. فاستحقيت «وسام الواجب» وكنت جديراً به. فتاريخك النضالي، لم يزدك إلا إقداماً وتواضعاً.
أنشأت عائلة قومية اجتماعية، وكنت القدوة الحسنة، وها هو ولدك، الدكتور غابي، مثال للشباب المؤمن المندفع حيث أسّس فرقة للدبكة، اسماها (فرقة 22 أيار) إحياء لذكرى شهداء أيار 1958، ومن ثم انطلقت هذه الفرقة التي أعطت الحياة الى هذه البلدة، فكانت المدماك الأول الذي أرسى أسس العمل الحزبي لهذه المديرية، كما انها كانت بلدة الشهداء، والذين اتيا شقيقيك جرجس وإيلي البطلين، فتحوّلت تلك المديرية قلعة للصمود، وبلدة للعطاء في شتى الميادين. كما شارك ولدك الطبيب في المجال الفني وفي المهمات القتالية والنضالية في أصعب الظروف، على مدى ساحة النضال في لبنان، فما كان ذلك إلا ان زادك إصراراً وتشبّثاً بحقيقة انتصار النهضة القومية الاجتماعية، ودائماً كنت تردّد «عليّ ان أنسى جراحي البالغة لأضمّد جراح أمتي النازفة».
هكذا عهدناك، وعلى هذا الإيمان ترعرتْ كاتيا ولوسي وأمين، فكانوا مثالاً يُحتذى في العطاء والبذل والمثابرة، وعلى هذه الطريق مشت زوجتك التي لم توفر شيئاً في سبيل انتصار القضية.
في يوم وداعك أيها الرفيق الغالي، عهداً من رفقائك وأبناء بلدتك ان نصون النهضة بأشفار عيوننا وبالأهداب، وسنتذكرك دائماً في كلّ ساحة من ساحات الحزب المشرفة، مصمّمين على متابعة المسيرة.