مرويات قومية

الرفيق الدكتور جورج حكيم

رفيق آخر لا يعرف الكثير من المواطنين والقوميين الاجتماعيين أنه كان انتمى إلى الحزب، وانه وراء وضع النظام المالي للحزب، هو نائب رئيس الجامعة الأميركية الدكتور جورج حكيم.

في القسم الأول – الجزء الأول – (الذي يغطي الفترة 16/11/1934 – أول حزيران 1935) من كتابه «من الجعبة»، يورد الأمين جبران جريج أن: «جورج حكيم كان يلتقي سعاده في قاعة الأساتذة في «الوست هول» في الجامعة الأميركية (وكان الزعيم يدرّس أثناء ذلك اللغة الألمانية في الجامعة المذكورة) ويتناقشان. وقد أثمرت مناقشاتهما الثمار الجيدة لكنهما اتفقا على تأجيل الانتماء إلى حين انتهاء الرفيق جورج حكيم من دراسته في تلك السنة.

وفى بوعده، فما إن تخرج حاملاً شهادة ب.ت. في الاقتصاد والسياسة حتى انضمّ إلى الحزب، في فترة العمل السري، ولم يطل به الوقت حتى حلّ محلّ سامي قربان(1) على رأس عمدة المالية. وبصفته عميداً للمالية ساهم في إعادة النظر في القانون المالي».

وفي هذا الصدد يقول الأمين عبدالله قبرصي: «إنّ الدكتور جورج حكيم كلّف بوضع النظام المالي وهو جزء هام من دستورنا. ولا يزال نظامنا المالي الحالي هو نفسه الذي وضعه الدكتور حكيم وناقشناه في مجلس العمُد وأصدره سعاده بمرسوم تشريعي».

عند انكشاف أمر الحزب في 16/11/1935، كان جورج حكيم من جملة المسؤولين الذين اعتقلوا وحقق معهم. ويرجّح الأمين قبرصي أنّ الدكتور جورج حكيم هو الذي اقترح في السجن اسماً للدولة السورية – العراقية الموحدة «سوراقيا» فيقول في الجزء الأول من مذكراته:

«من الأسئلة التي كانت تطرح على المعلم في السجن وقبله، لماذا لا يكون العراق جزءاً من الأمة السورية؟ طرح هذا السؤال المهندس مجد الدين الجابري – الذي قيل لي إنه انتمى إلى الحزب في ما بعد(2) – وطرحه الكثيرون غيره. فكان جواب سعاده الدائم في ذلك الزمان أنّ الصحراء السورية حدّ طبيعي فاصل بين بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين».

«ولكن تصوّر قيام دولة سورية ـ عراقية كان وارداً عند سعاده بدليل أننا عقدنا حلقة في السجن قبل خروجي بيوم أو يومين، وتطارحنا هذا الموضوع. وإذا كنت غير مخطئ في التذكر أعتقد أنّ الدكتور جورج حكيم هو الذي اقترح اسماً للدولة السورية ـ العراقية الموحدة «سوراقيا» .

«إلا أنّ هذا الموضوع حسم بعد أن اكتملت دراسات المعلم وبحوثه واستقصاءاته عندما كان في مغتربه القسري في الأرجنتين في مطالع الأربعينات. وبعد أن تثبّت من مراجع علماء الجغرافية وعلم طبقات الأرض ـ الجيولوجيا ـ والمراجع الموثوقة».

في الجزء الثالث «من الجعبة» يفيد الأمين جبران جريج أنّ «من جملة الأمور التي هنأ الزعيم هيئتنا الإدارية عليها والتي قمنا بها في أثناء وجوده في السجن كانت مذكرة المصالح المشتركة بين الشام ولبنان. كانت فكرة المذكرة قد راودتنا على أثر تسليم الفرنسيين لهذه المصالح للدولتين الشامية واللبنانية.

«استعنا لوضع المذكرة بالرفيق جورج حكيم وحصلنا على موافقة الزعيم بشأنها وهو في السجن. تبناها وقدّمها بعد خروجه.

هذه المذكرة نشرت في الجزء الثاني من الآثار الكاملة. على أنها صيغت وقدمت عام 1936، الأمين جريج يفيد أنها صدرت عام 1937.

إشارات

يفيد الدكتور حكيم في جواب على سؤال رئيس المحكمة المختلطة التي حاكمت مسؤولي الحزب بعد انكشاف أمره واعتقال سعاده ومعاونيه. أنه انتمى إلى الحزب في شباط عام 1935 .

نشر الدكتور حكيم مقالة في العدد الخاص الذي أصدرته مجلة المعرض، في 25 شباط 1936،

     بعنوان «ثروة سورية الطبيعية» وقد أوردها الأمين جريج في ختام الجزء الثاني من مجلده «من

     الجعبة»، كذلك شارك بالكتابة في جريدة «النهضة»، عند صدورها 1937 – 1938

ـ في مستهل كتابه «نشوء الأمم» يشير سعاده إلى الدكتور جورج حكيم كأحد أصدقائه ورفقائه في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين سهّلوا له الحصول على المستندات واللوازم للعمل على كتابة «نشوء الأمم».

ـ نشر الأمين جبران جريج في الجزء الرابع من كتابه «من الجعبة» مقالة للدكتور جورج حكيم بعنوان «ثروة سورية الطبيعية».

هوامش
1 ـ سامي قربان: هو أحد الخمسة عشر رفيقاً الأول الذين انتموا إلى الحزب، ثم كان أول عميد مالية، وهو كان انتمى عن طريق الرفيق رجا خولي.
2 ـ مجد الدين الجابري: الصحيح أنه انتمى إلى الحزب وتولى مسؤولية مدير مديرية في عمان، أساساً من حلب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى