تقدم في مفاوضات لوزان النووية وسط مرحلة حاسمة

لمدة خمس ساعات استمر اللقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في لوزان بسويسرا لبحث الملف النووي. ويأتي الاجتماع مطلع أسبوع حاسم على صعيد المفاوضات من أجل التوصل إلى إطار لاتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الإيراني بحلول نهاية الشهر.

وذكر دبلوماسي أميركي أن كيري وظريف اللذين تقاربا بعض الشيء إثر أشهر من الاتصالات والمداولات بينهما، عقدا لقاء ثنائياً استمر 20 دقيقة.

وقد توجه الوزير الإيراني أمس إلى بروكسيل للقاء نظرائه البريطاني والفرنسي والألماني ومن الاتحاد الأوروبي قبل العودة إلى لوزان، حيث سيشارك المفاوضون من الدول الخمس الكبرى روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في المحادثات اعتباراً من الثلاثاء بحسب مسؤولين إيرانيين.

المفاوضون الإيرانيون والأميركيون اختاروا مدينة لوزان السويسرية لعقد أهم الجولات التفاوضية فيها التي ستحسم التفاصيل كافة قبل الموعد المقرر نهاية آذارالجاري للتوصل إلى اتفاق الخطوط العريضة. مواقف الطرفين قبل انطلاق المحادثات بدت متطابقة في نقطتين أساسيتين، لا حاجة لتمديد المفاوضات وأي اتفاق يجب أن يمر عبر مجلس الامن الدولي.

هذا ما قاله كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقتشي الذي أمل في هذه الجولة مواصلة التقدم الذي حصل في الجولتين الأخيرتين، معتبراً أن «أي اتفاق نووي تجب المصادقة عليه في مجلس الأمن الدولي ليصبح ملزماً لكل الأطراف بما فيها الولايات المتحدة بإدارتها الحالية أو أي أدارة أخرى».

وأضاف عراقتشي: «المفاوضات وصلت إلى مراحلها الأخيرة ولن يكون هناك أي تأجيل مهما كانت النتائج وهذه رغبة طرفي المفاوضات» متسائلاً: «في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق نهاية الشهر الجاري فما الجدوى من مواصلتها حتى نهاية حزيران المقبل؟».

رسالة الكونغرس الأميركي إلى الجمهورية الإسلامية احتلت موقعاً أيضاً على طاولة المفاوضات بين الوزيرين كيري وظريف حتى ولو لم يكن لها أي تأثير على مجرى العملية التفاوضية.

وإذا توصلت الدول الكبرى وإيران إلى اتفاق سياسي بحلول 31 آذار سينتقل الطرفان إلى إعداد اتفاق نهائي وكامل يتضمن كل التفاصيل التقنية.

وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية وعدم تمكن طهران من صنع قنبلة نووية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الإيرانية ومدة الاتفاق وجدولاً زمنياً للرفع التدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عن إيران.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إنه لا يزال هناك طريق طويل قبل إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وقال هاموند عقب وصوله أمس إلى بروكسيل: «نحن قريبون من الاتفاق أكثر مما كنا، لكن لا يزال أمامنا طريق طويل»، مضيفاً: «هناك مجالات حققنا فيها تقدماً، ومجالات أخرى علينا تحقيق تقدم فيها».

وكانت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني قد عبرت عن أهمية المحادثات النووية مع إيران، قائلة إنها تدخل مرحلة حاسمة في إطار مساعي إنهاء النزاع المستمر منذ 12 سنة.

وأضافت أنه لا يزال يتعين على جميع الأطراف الوصول إلى «أرضية مشتركة»، قائلة: «ندخل مرحلة حاسمة. أسبوعان حاسمان من المفاوضات ينبغي التوصل خلالها لأرضية مشتركة من أجل اتفاق جيد».

وفي السياق، حذر تركي الفيصل، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية من أن التوصل لاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي قد يدفع بلاده ودولاً أخرى بالمنطقة لبدء تطوير وقود نووي.

وقال الفيصل خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية أمس: «قلت دائماً مهما كانت نتيجة هذه المحادثات فإننا سنريد المثل»، محذراً من اتساع دائرة انتشار التكنولوجيا النووية.

وأضاف الفيصل «إذا كان لإيران القدرة على تخصيب اليورانيوم بأي مستوى فإن السعودية لن تكون الوحيدة التي ستطلب هذا الأمر»، واستطرد قائلاً: «العالم كله سيصبح مفتوحاً على انتهاج هذا المسار بلا مانع، وهذا هو اعتراضي الرئيسي على عملية 5+1 ».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى