ليبرمان: الموت لعرب الداخل بالفؤوس… والإعدامات للأسرى
راسم عبيدات
اليوم موعد الانتخابات «الإسرائيلية»، حيث تتبارى وتتسابق وتتصارع الأحزاب «الإسرائيلية»، وتستخدم كلّ الوسائل المشروعة وغير المشروعة، لكي تصل إلى «الكنيست» ومن أجل الحصول على ثقة الناخب «الإسرائيلي». في سبيل ذلك، يتمّ نشر كلّ الغسيل الوسخ والكشف عن كلّ أشكال وأنواع الفساد والرشاوى وهدر المال العام والفضائح الشخصية لقادة الأحزاب «الإسرائيلية» أو الكادرات والموظفين المحسوبين عليهم. كل هذه الأمور يتم توظيفها في المعركة الانتخابية، رغم أنها ليست العوامل الحاسمة لنيل ثقة الناخبين، فكلّ الأحزاب مثقلة بالفساد والرشاوى والفضائح، وما يلعب الدور الحاسم في كسب ثقة الناخب، هو تكثيف وتشجيع الاستيطان والمواقف المتطرفة والمتشدّدة من العرب الفلسطينيين، فمن يدعم الاستطيان أكثر ويبني أكثر، في القدس بالذات، ومن «يوغل» في الدم الفلسطيني أكثر، طريقه إلى البرلمان «الكنيست» أضمن وأسرع.
أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية «الإسرائيلي» ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرّف، هو واحد من كبار بلطجية المافيا الروسية. لم يترك ليبرمان شكلاً من أشكال الفساد والرشاوى والاستيلاء على الأموال بطرق غير مشروعة إلا ومارسه وسلكه، لكنّ هذا لم يقف عائقاً أمامه للفوز في الانتخابات، واليوم في حمى الصراع الانتخابي «الإسرائيلي»، هو يعرف جيداً من أين تؤكل الكتف، وكيف يلعب على مشاعر وعواطف «الإسرائيليين»، لكي يوظف ذلك في خدمة مشروعه الانتخابي، وقد أطلق العنان لجموحه ليقول ردّاً على توحد أغلب مركبات ومكونات الطيف السياسي في الداخل الفلسطيني، في قائمة عربية واحدة لخوض الانتخابات، وتصدي العرب للأحزاب الصهيونية المتطرفة التي جاءت لتمارس دعايتها في الوسط العربي، بأنه يجب العمل على التخلص من المثلث وتبادل أرضه وسكانه مع السلطة الفلسطينية، في إطار مشروعه العنصري تبادل الأراضي ، مشروع التطهير العرقي للتخلص من سكان المثلث العرب، والذين يعتبر أنهم السرطان الذي يتهدّد يهودية الدولة. أما الذين يتصدّون لغلاة المستوطنين والمتطرفين الصهاينة من عرب الداخل، فيجب قتلهم بالفؤوس، تعبيراً عن نهج وفكر يتطابق مع «الداعشية» الذي يجتاح المنطقة ويعيث فيها خراباً وفساداً وليس خافياً على أحد أنّ التنظيمات الإرهابية مدعومة من «إسرائيل» وتقوم بما لم تستطع «إسرائيل» القيام به منذ عقود.
لم يكتف ليبرمان من هذا الكمّ من العنصرية والتطرّف وبثّ السموم، بل قال إنه سيعمل، في حال فوزه، على سنّ قانون يتيح إعدام الأسرى الفلسطينيين الأمنيين، وهذا ليس بالمستغرب عن ليبرمان، فهناك الكثير من الأحزاب الصهيونية المتطرفة تشاركه آراؤه وأفكاره ومشاريعه، وهو جزء من المعسكر أو التيار الصهيوني الحاكم، الذي يعتقد أنّ الظروف مؤاتية له لتنفيذ برامجه بمواصلة الاستيطان وعدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة وتأبيد وشرعنة الاحتلال، فالأمن لم يعد العنصر الوحيد المحرك للسياسة «الإسرائيلية»، بل أصبح واحداً من تلك العناصر، فالمحرّك الأساسي هو الاستيطان، وأصحاب نظريات الاستيطان يقولون إنّ الفرصة الآن متاحة للاحتفاظ بالاستيطان والأمن والسلام معاً.
أجرى ليبرمان اتصالات ولقاءات مع العديد من قادة الدول العربية وغيرها، في إطار مشروع يصفّي القضية الفلسطينية، ويمهّد لإقامة «إسرائيل الكبرى»، مشروع حلّ للقضية الفلسطينية وفق مشروع إقليمي، مستغلاً التطورات الحاصلة في العالم العربي، وما قد يتمخض عنها نتيجة الصراعات والحروب المذهبية والطائفية والإثنية من كيانات اجتماعية هشة، تكون تحت المظلة والسيطرة «الإسرائيليتين».
ما قاله ليبرمان في حقّ شعبنا الفلسطيني وأسرانا في سجون الاحتلال، هو نتاج لسياسة عنصرية مغرقة ومشبعة بالتطرّف، فها هي شرطة الاحتلال، وتحديداً بعد خطف وتعذيب وحرق الشهيد الفتى محمد أبو خضير حياً في 3 تموز 2014، تعدّ قوائم سوداء للمعتقلين والنشطاء المقدسيين وتسلمها لبلدية الاحتلال، لكي يتم فرض عقوبات إضافية على المقدسيين المعتقلين وعائلاتهم وأسرهم، عدا العقوبة المتخذة أصلاً في حقهم، على خلفية نشاطهم الجماهيري والسياسي والكفاحي، مثل جباية ديون ضريبة «أرنونا» مسقفات، مخالفات بناء، ديون مستحقة لشركة المياه «جيحون»، هدم منازل وغيرها من إجراءات سياسة العقوبات الجماعية في حقّ القدس والمقدسيين.
جرى اعتقال ثمانية نشطاء مقدسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجري الآن محاكمتهم، لكونهم عبروا عن آرائهم ووجهات نظرهم ضدّ سياسات وإجراءات وممارسات الاحتلال الإرهابية القمعية، وليبرمان يدعو إلى القتل بالفؤوس والإعدامات، بينما يجري امتداحه وتشجيعه على هذه السياسة، فأي عنصرية هذه يا دولة الاحتلال؟
Quds.45 gmail.com