مشموشي يحاضر عن أطر التصدّي للظاهرة الإرهابية في ظلّ التحوّلات الجيوسياسية في الشرق الأوسط

استضافت «جمعية الشباب اللبناني للتنمية» برنامج مكافحة المخدرات و«الهيئة الوطنية لمكافحة المخدّرات»، رئيس شعبة التحقيق والتفتيش في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي العميد الدكتور عادل مشموشي، في محاضرة بعنوان «أطر التصدّي للظاهرة الإرهابية في ظل التحولات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط»، بحضور مقبل ملك ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور بسام شعراني ممثلاً رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون، الدكتور عمر الحلوة ممثلاً الوزير السابق فيصل كرامي، المقدّم سايد إبراهيم ممثلاً قائد الجيش، المقدّم قؤاد محفوض ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي، المقدّم سهيل كيلاني ممثلاً قائد الدرك، المقدّم فادي الرز ممثلاً مدير عام أمن الدولة، المهندس جاد الشامي ممثلاً محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، قائمقام بشري ربى شفشق، نقيب المحامين فهد المقدم، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، المقدّم أمين فلاح ممثلاً رئيس فرع مخابرات الجيش في الشمال وحشد من ممثلي الجمعيات والهيئات، وذلك في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس.

النشيد الوطني افتتاحاً والوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الجيش وقوى الأمن الداخلي، ثم كانت كلمة تقديم من عضو الجمعية أحلام حلواني.

وأكد دبوسي في كلمة ألقاها أنّ متابعة القضايا الراهنة على مختلف الصعد من شأنها تحريك العجلة الاقتصادية التي بدورها تتيح فرص العمل أمام شباننا وفي ذلك الضمانة الكبرى لمجتمعنا في مواجهة المخدرات والإرهاب والعنف وكل الآفات التي تتسبب في خلخلة مجتمعنا اللبناني.

وقال: «من هنا إصرار الغرفة على احتضان كل الأنشطة في سبيل قيام مجتمع معافى ومن أجل وطن يتيح فرص العمل لأبنائنا ويصون مجتمعنا. فالاقتصاد دعامته الكبرى الأمن، وبقدر ما يكون الأمن مستتباً، بقدر ما يكون اقتصادنا جيداً، بقدر ما يتحقق المزيد من الاستثمارات».

ثم استعرض مشموشي تداعيات الظاهرة الإرهابية ومخاطرها، فتوقف عند فداحة الاعتداءات الإرهابية وفظاعتها، لافتاً إلى أن الإرهاب ذا أوجه متعدّدة، وله أدوات. وقال: «إن أخطر أنواع الإرهاب ما تقف خلفه دول متغطرسة للنيل من أعدائها، وخير دليل على ذلك الاعتداءات الإسرائيلية، فإسرائيل تقوم على الإرهاب منذ وطأت أرض فلسطين جاليات غريبة عنها، وطردت أهلها تحت ذرائع مختلفة، وكلنا سمع وشاهد كم نكّلوا بأهلنا في فلسطين وكم من مجازر لحقت بهم لإرهابهم ودفعهم إلى ترك أراضيهم واللجوء إلى دول الجوار، خصوصاً، لبنان والإقامة في مخيمات. والإرهاب الذي شاهدناه في فلسطين هو إرهاب دولة».

كما تناول الوسائل والأدوات التي يلجأ الإرهاب لاستخدامها ومنها الأسلحة العادية والكيماوية والبيولوجية والنووية، وغيرها في ضوء تطوّر الأدوات كما حصل في 11 أيلول، حين استُخدمت الطائرات المدنية لمهاجمة البرجين المدنيين. وقد تكون هذه الأساليب أكثر فظاعة وإلحاقاً للأضرار كالمتفجرات مثلاً.

وتوقّف مشموشي عند الحالات الجيوسياسية الطارئة على المنطقة العربية وتأثيرها على النشاط الإرهابي، متناولاً موقع الشرق الأوسط كونه محطّ أنظار القوى الصناعية في العالم والدول الكبرى منذ الاستعمار القديم إلى اليوم. ونظراً إلى تعدّده الثقافي والديني، فهو منبع ومنشأ الديانات السماوية. وعلى رغم ذلك، وصلنا إلى أعمال التلذذ بقتل الأبرياء تحت عناوين دينية أحياناً.

وذكّر مشموشي بتقسيم المنطقة منذ معاهدة سايكس ـ بيكو واقتسامها بين الدول الاستعمارية، وتأثير ذلك على نموّ حركات تحرّرية، ونسبت إليها أعمال إرهابية، في حين ننسى أن سبب تفشّي الإرهاب، يتمثل بزرع «إسرائيل» في المنطقة.

ورأى أن من الصعوبة تحديد ما ستؤول إليه الأمور في ليبيا وسورية بعدما أصبحتا ساحتين نموذجيتين للنشاطات الإرهابية بكل الاتجاهات. متوقفاً عند ما طرأ من إعادة هيكلية وبناء بعض الجيوش لتمكينها من محاربة التنظيمات الإرهابية مثل «داعش».

وختم مشموشي: «نحن في لبنان، وفي ظل الصراعات السياسية، وعلى رغم كل شيء، نجح الجيش وقوى الأمن في اعتماد إجراءات وقائية حالت دون وقوع المزيد من الأعمال الإرهابية التي دفعنا ثمنها غالياً». متمنياً أن تمر هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة، وأن تنجح الدول الإقليمية والعربية في إيجاد حلول سلمية لكل هذا المخاض الذي تمرّ به المنطقة.

ثم أدار رئيس الجمعية محمد مصطفى عثمان حواراً بين المحاضِر والحضور، وقُدّمت للعميد مشموشي درع تكريمية. وأعقب ذلك حفل كوكتيل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى