أخيرة

سيادة…

إجبار رئيس الوزراء على الاستقالة، إجبار وزير الخارجية على الاستقالة، إجبار وزير الإعلام على الاستقالة، وأخيراً وليس آخراً … إجبار الدولة على طرد ناشطي جمعية الوفاق البحرينية المعارضة، ماذا بعد…؟ وماذا بقي من سيادة لبنان يا أصحاب السيادة؟ يخرج علينا بعضٌ من المتفذلكات والمتفذلكين… أولئك الذين من شدة حضارتهم ومن شدة ثقافتهم ومن شدة نبض الحرية في عروقهم لا يحسنون إلّا أن يخلطوا حابل اللغة بنابلها… فتجدهم ينطقون كلمة عربية هنا بلكنة فرنسية هناك لا يجدون لها رديفاً عربياً… وعقيرة يطلقونها هنا تباكياً على السيادة حينما لا تمس… ثم يلتزمون صمتاً مطلقاً مطبقاً حينما تذبح السيادة كما خروف العيد، لأنّ الجزار الذي ذبحها هو وليّ الأمر الذي يوزع المكرمات والعطايا عليهم شهرياً…

كيف يلتقي بالله عليكم كلّ هذا الإتيكيت البراق، وهذه الطّلة التي تنضح تبعية لكلّ ما هو إفرنجي بالشكل وبالموضوع… كيف تلتقي مع واحد من أكثر الأنظمة ظلامية في تاريخ الإنسانية… نظام يقتل ويقطع بالمنشار، ويذيب الأجساد بالأحماض الأمينية لمن لا يجزل له ما يكفي من المديح… ويفصل الرأس عن جسد من يقتني كتاباً ممنوعاً… أو ينطق بكلمة يرى فيها سيد مملكة الخير أنها خارج سياق الطاعة المطلقة والخنوع الكلي…

قديماً قيل… قل لي من تصاحب أقول لك من أنت، وأقول… قل لي من يدعمك… أقول لك من أنت، حتى لو تقيّأت من شدة التخمة الإستغرابية «ڤولتير» و «جان جاك روسو» بقدّهم وقديدهم، وكلهم وكلكلهم… وحفظتهم عن ضهر قلب .

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى