حديث الجمعة

صباحات

} 10-12-2021

صباح القدس لإرادة التمرد على المعادلات الظالمة، والإصرار على التعدد في التوازنات القائمة، فزمن التفرد أخرج من القائمة، وزمن الأمر لي لم يعد لأميركا ولا للناتو، وولى زمن التغول والهيمنة مهما استماتوا، فالقضية كما يقرأ الرئيس بوتين، ليست قضية أوكرانيا ولا الحدود، بل رد اعتبار المهزومين، بعدما تمدد المأزق إلى الوجود، فما جرى في أفغانستان، وصمود إيران، أصاب حلف الهيمنة بالتفكك، وأصاب غرور القوة بالتشكك، فجاءت دبلوماسية الصوت المرتفع، وتصنيع الأزمات، لا تريد أن تصغي أو تستمع، فهي تعيش على تضخيم المشكلات، وحشد القوات، والتحرش بالطائرات، تخشى الحرب، لكنها تبقى بالقرب، هكذا يفكر الغرب، ليوهم ضعفاء النفوس من الأتباع، أنه ليس مهزوماً كما يشاع، وأنهم يستطيعون الاعتماد عليه، والاطمئنان إليه، ليفاوض عليهم، ممن دون الرجوع إليهم، وعندما يحصل على ما يريد، ينهي أمرهم بالبريد، وعندما يتحدثون عن القرم، ينسون أنهم اكتفوا بأخذ العلم، وأنهم ينبشون اليوم الدفاتر، لأجل الضجيج والتلاعب بالضمائر، والعبث بالخرائط والمصائر، وهذا هو مفهومهم للديمقراطية، طريق لتعميم الفوضى في بلاد الخصوم، فمعادلتهم للازدهار السياسي كما الاقتصادي، لكل من يخالف أو يعادي، اعطونا الرخاء وخذوا منها الهموم، نحن نأكل وشعوبكم تصوم، وديمقراطيتهم التي تقاعدت في آخر انتخابات، وفشلت في حل الأزمات، يريدون تضخيمها، وتحويلها درساً لتعليمها، ليس لأنها حل للنزاعات، بل لأنها ولادة الصراعات، هذا هو معنى الحديث عن تايوان، بعد نسيانها لزمان، والعودة إلى القرم، والتسبب بزعزعة السلم، فالسياسات الأميركية التي خسرت ثقة حلفائها بعد انسحابها من أفغانستان، تريد إظهار وفائها لكل من باع بلده وخان، وتوحي لهم بالقوة، ليتورطوا هم لا هي بالحروب، فتبيعهم السلاح، ويدفعون لها الخوة، وتنزف دماء الشعوب، والأميركي بعيد مرتاح، فسياسة الديمقراطية الجديدة، هي سياسة تعميم الحروب والفوضى، من دون أن تتورط أميركا بحرب واحدة، وعلى الخارطة خطط لحروب عديدة، وتعميم الأوبئة وزيادة أعداد الجياع والمرضى، وحيث تحتاج أميركا إلى القتال تأتي بداعش أو القاعدة، فلم يعد هدف الحرب صنع الانتصار، أو تحقيق الأهداف، بل صار هدف الحروب هو انهاك الشعوب، ودفعها إلى الاحباط والانكسار، بثورات فاشلة، وانتصارات زائلة، وثروات مبددة، وعقوبات مشددة، فالنأي بالنفس هو السياسة الجديدة، لكن شرط أن يطفو العالم على بحر أزمات عديدة، ولأن بوتين وبينغ وكل قادة العالم الأحرار يريدون للعالم الخلاص، فهم يدركون متى يطلقون الرصاص، وكيف يكون العزم وتكون الإرادة، ومتى يكون الرد سكر زيادة، ويدركون أن الاستقلال يبدأ وينتهي في الاقتصاد، وامتلاك التقنيات المتطورة، وأن الأميركي وسائر الأوغاد، هم أخطر متحورة، لذلك يبنون صروحاً للتقدم، ويرفعون نسبة التعلم، فتسارع الصين في النمو، وتسابق من دون غلو، وتتخصص روسيا في السلاح، كي لا تدع أميركا ترتاح، وتقود إيران المقاومة، ولا  تخشى حرباً مقبلة، فيتشكل مثلث الصمود والإرادة، وتصير  المقاومة نوعاً من العبادة، وتنهض آسيا الموحدة، بضربات مسددة، وكل الرصيد الذي تحققه المواجهات، سيظهر في فيينا ومصير التحالفات، فإن تم الاتفاق خرجوا في اليوم الثاني من العراق، وإن سقط الإتفاق أخرجوا في اليوم الثاني من العراق

} 11-12-2021

صباح القدس للتوتر يعم الساحات، والصراخ والضجيج يملآن المساحات، من حدود روسيا إلى بحر الصين، وحول إيران وداخل فلسطين، وساعات حرجة في العراق واليمن، وفي لبنان التصعيد يسابق الزمن، وبعض الأغبياء، الذين تحسبهم أميركا حلفاء، يصفقون لفرصة الاصطدام، ويذهبون في مواقفهم بعيداً، وينسون أنها بالأمس أعلنت في أفغانستان الاستسلام، وقالت إنها لا تحتمل مزيداً، وأنها تنكفئ عن الحروب لأنها لا تريد تصعيداً، فيضعون رغباتهم بدل الوقائع، ويتخيلونها تغزو المواقع، ويستعيدون من الذاكرة أيام جورج بوش، وأبو غريب وغوانتامو وحروب الوحوش، ويبنون عليها التحليلات، ويتجاهلون أن زمن أول تحول، وأن ميزان القوى تبدل، وأن المواجهة إذا وقعت مع روسيا والصين، بالتزامن مع حرب في فلسطين، يشترك فيها محور المقاومة، فإن معادلة دولية جديدة حكما قادمة، وينسون أن أميركا تقاتل بهم، ولا تسأل عن مستقبلهم، وآخر همها أن يهزموا، طالما أنهم لم يتعلموا، فهي جاهزة للمقايضة في أوكرانيا مع الروس، وتقدم رأس الحكم بل رؤوس، مقابل تفاهمات في أوروبا على سوق الغاز، وحدها تفك شيفرة التصعيد والألغاز، وأنهم يبيعون تايوان، إذا حصلوا من الصين على ما يكفي للاطمئنان، بأن المنافسة، ستكون محسوبة في السياسة، وكذلك مع إيران وحلف المقاومة، من العراق إلى لبنان واليمن كل شيء قابل للمساومة، فالمهم هو النووي، وبعده ما تيسر من ربط النزاع، فالمطلوب حل تسووي، يضمن انسحابها من ساحة الصراع، لا يضع كيان الاحتلال على فوهة البركان، خصوصاً مع المقاومة في لبنان، وفي كل حال ألا يقرأ المراهنون على الحرب أنها حصلت وانتهت، وأن حرب سورية تخللتها معارك القرم، وأن فرصة التدخلات أتت، وفضلت واشنطن عليها ضوابط السلم، وهي اليوم كما الأمس، تقول بالتصريح لا بالهمس، إنه إذا ضمت روسيا أوكرانيا ولم تستمع للتحذير، وغزت الصين كل تايوان ولم تسمع التهديدات، وبلغت إيران الحد النووي الخطير، فإن الحرب ليست من المهمات، وأن العواقب الوخيمة هي العقوبات، وقد توطنت روسيا والصين وإيران مع هذه العواقب، ولم يعد يهمها أن تغضب واشنطن وتعاقب، أما إذا وقعت المواجهات وتورط الأميركي في الحروب  المزمنة، فأي هدية لمحور المقاومة أعظم من أن تكون روسيا في حربه ميمنة، وأي مسرة، أكبر من أن تكون الصين ميسرة، وأن ذهب الأميركي للتسويات، فمن يدفع الثمن هم حلفاؤه، فهو لا يقيم لبقائهم الحساب، فسيدفعون ثمن المواجهات، لأن ما يهمه هو بقاؤه، وسيقول لهم انتظروا لتروا شديد العقاب، وستكون الجولة هذه المرة جولة الدولار، بعدما قررت روسيا والصين والهند وإيران سحبه من التداول، ودفعه إلى الانهيار بإعلان وقف التعامل، والانتقال إلى الحرب الاقتصادية، وفق معادلة الممانعة، فإن لم تكن قادراً على خوض معركة البديل، فلا تعط عطاء الذليل، ولو اقتضى الأمر العودة للذهب، أو اتباع خيار المقايضة، يجب إظهار الغضب، وعدم الاكتفاء بالمعارضة، وكيفما دارت الأمور والأحوال، نحو التسويات أو الضغوط أو القتال، فالعالم يتغير ومعركة العملات والأسهم وراء الباب، والموت واحد مهما تعددت الأسباب، ومثلما أذاقوا الشعوب مرارة العقاب، جاءهم يوم الحساب، فقد انتهت مرحلة القوة العسكرية الأميركية، وانتهت حروب الوكالة، وهذه الجولة التكتيكية، تفتح مصير الدولار، وكما هزموا بالأصالة، سيهزمون في حرب الأسعار، ونشهد تكتلات التبادل التجاري، ومقايضات البضائع، وانكماش المصارف والسوق العقاري، وتفكك منظومة الأسواق المالية، وصعود الذهب، وتغير المعادلات والآلية، ففي التجارة والمال  هناك شيء اسمه انتقام السوق والغضب، فهل تحفر أميركا قبرها، أم تستعين مرة أخرى بصبرها.

} 13-12-2021

صباح القدس ليصحو البعض من الأوهام، وقد كثرت هذه الأيام حروب الكلام، ولأن الصراع دائماً هو على العقول، وجب أن نناقش بالمعقول واللامعقول، ويكفي أن نستعرض وهمين يجري بهما التداول، واحد يقول إن التفاهم الفرنسي- السعودي يفرض تقييد سلاح المقاومة إن لم يكن نزعه، وتتمته أن المقاومة تخشى قرار القاضي بيطار، والثاني يقول إن جيش الاحتلال يستعد لتوجيه ضربة قاسية لإيران، وحتى لو كان الذين يروجون الأوهام من حزب التنابل، الذين يتصرفون على الفزعة، أو يروجون لرغباتهم ويختارون لها التحليل عنوان، فإن مناقشة الأوهام تفنيد للأكاذيب، ولو تمت بقالب التحليل وشيء من التهذيب، ففي الأمر الأول، فهل من عاقل يقبل، أن المقاومة التي جاهرت برفض قرار صادر عن مجلس الأمن يتحدث عن نزع سلاحها، ورفضت قراراً لمحكمة دولية يدين أحد مجاهديها، سيحرجها أن ترفض اتفاق دولتين من العيار الوسط، أو قرار قاضٍ بكل معايير القانون سقط، وسقف ما يستطيع هو اتهام بالنقط، فهو لا يصدر الأحكام  بل يصدر الاتهام. أما عن التهويل بنزع السلاح  فأصحاب البيان يعلمون أنه مجرد رفع للعتب، وتكرار لزوم ما لا يلزم، وأن سيوفهم من خشب، وتحويل الكلام الانشائي في السياسة يبشر بما هو أعظم، فهذا السلاح لا ينزع إلا بالقوة، ومن يملكها فليتفضل، لا حاجة للشرح باسم الأخوة، ولا الحديث عن المستقبل، ومن آخر الكلام، السلام عليكم وعليكم السلام، من يقدر على نزع السلاح، فليشمر عن زنوده ويرتاح، أما القاضي القبضاي فالمعركة معه معركة على العقول، وليس خوفاً مما سيقول، فهو جزء من حفلة الشاي، التي بدأت في مرجعيون، والمطلوب إيضاح الحقائق ومنع الخداع عن العيون، فما يفعله ليس سعياً للحقيقة، وإلا فألف سؤال وسؤال، عن الذين كانوا لسنوات يملكون قرار النترات، وهم عسكريون وقضاة، وكل سياسي مسؤول في نهاية المطاف ممنوع من التدخل، في كل شأن بين أيدي القضاء، وعليه التمهل كي لا يتجاوز القانون، والمسؤولية معلومة بالأسماء، وليس بالظنون، ولذلك تهدف المكاشفة، لردع يبطل مفعول لعبة القاضي، والتلاعب بالناس الخائفة، أو بعصب طائفة، كي لا يذهب التحقيق عالفاضي، وتموت الحقائق، دفاعاً عن مرتش أو منافق، أما للقلقين، فليكونوا مطمئنين، أن المقاومة بألف خير وكل شيء تحت السيطرة، وهي تخوض معاركها على المسطرة، وبالانتقال إلى الأمر الثاني، حيث يسارع البعض لتبادل التهاني، وكأن «إسرائيل» ضربت إيران ودمرت مفاعلاتها، وانتهى الأمر، فقليل من التمهل بالحروب ومعادلاتها، وبعض الصبر، فالأميركي ومعه كل الحلفاء ومن بينهم «إسرائيل»، أعجز عن خوض حرب على إيران، فلا تصدقوا جيش المهابيل، الذي يعيشون على التهويل والتهليل، ويروجون للبهتان، ولمن يحاول التلاعب بالعقول، وتوزيع الأوهام، فلو كانت الحرب ممكنة، لتمت في ظروفها الأفضل، والأميركي لم يأت للتفاوض مسكنة، بل لأنه كلما خاض حرباً يفشل، حتى اضطر للإنسحاب من أفغانستان، وكل عاقل يبحث في مشهد الحروب، ويدقق في حال الشعوب، سيعرف أن ردع سيف القدس، كان بالأمس، وأن اليمن يسيطر على أمن الخليج، ويسترد مأرب بالتدريج، وأن قوة المقاومة في لبنان، صارت فوق التوقع والحسبان، وأن أي حرب مقبلة، يخوضها محور المقاومة، ستعني نهاية الكيان، وأن المفاوضات حول تخصيب اليورانيوم، ليست حول تخصيب اليورا ولا التخصيب في نيوم، فما على الحالمين بنيوم إلا المزيد من النوم، فعاصمة الترفيه والرفاهية في السعودية، لا علاقة لها بالقنابل النووية، والتنبه إلى أن جمع الدول الكبرى لتفاوض إيران من دون غيرها من الدول، لأنها من دون غيرها صارت في العالم الأول، ألا يستدعي التوقف أمام مشهد الأميركي وهو يعزل، بينما تجلس أربع دول والأمم المتحدة لتفاوض وفقاً للشروط الإيرانية، وكيف أن «إسرائيل» التي قادت الخروج من الاتفاق تصرخ علانية، بأن العودة للإتفاق تعني تعاظم قوى المقاومة، وأن اميركا تبيع رأسها طلبا للمسالمة، وأن العويل ولو كان تهديداً لا يخيف، بل يعبر عن حال الخائف، وأن صراخ الضعيف، عند كسر زنده لا ينطلي على عارف.

} 14-12-2021

صباح القدس لاحترام الذات وكم يمنح من الحضور، وفي السياسة بالذات فكيف في باقي الأمور، فالحكومات تفرض احترامها عندما تتقن اتخاذ المواقف، ولا يصير التزلف والاسترقاق والذيلية سجود على الواقف، وقد ذكرنا موقف رئيس الحكومة ووزير الداخلية من مؤتمر حقوقي حول البحرين، بمؤتمرات ومؤامرات نسقت ضد سورية بالسلاح تحت الأنف والعين، وسميت بحرية التعبير وموقع لبنان منبراً للرأي الحر والخبرية المعلومة، بينما معارضة سلمية توثق الحقوق بلغة القانون تنتفض لها الحكومة، فعدا عن الكيل بمكيالين، نسأل عن منع الاحتجاج على التطبيع، بداعي ازعاج حكومات شقيقة، فهل انضممنا إلى القطيع، بهذه الطريقة، وصرنا حراس الثقافة الإسرائيلية، بأسلوب وزارة الداخلية، وتلك المهمة التي اشتغل عليها الإسرائيلي ليل نهار، وضمنها لاتفاق 17 ايار، وأسقطها المقاومون، وأعادوا الاعتبار للمقاطعة في القانون، فكيف يتجرأ رئيس أو وزير، على مثل هذا التدبير، فللمجاملة حدود، هي  الكرامة والوجود، وألا تعالوا يا سادة الحرص على العلاقات، طالما المال هو الذي يحرك الحكومات، فكلما سمعت صوتاً يزعج صاحب مال تهرع، وتبحث عن التدبير الأسرع، لتنال رضاه وابتسامة القبول، ولو كان الثمن التخلي عن الأصول، فليسقط لبنان واحة الحرية، ولتسقط المسلمات في رفض التطبيع كقضية، طالما هذا يرضي الملك والأمير، وغدا فلنقبل التوطين ونتخلى عن حق العودة وتقرير المصير، ولا تقولوا هذا مستحيل، ما دام المال همنا الأول والأخير، فتعالوا على القصير وبلا الطويل، وهاتوها من الآخر، هناك مليارات مرصودة أن قبلتم بالتوطين، والأمر لا يحتاج إلى التحليل، هي ذات مليارات الخليج الممنوعة، تأتي بأمر واشنطن وتل أبيب، إن قال لبنان المسكين، أن الناس موجوعة، ولا يسمعنا بعيد أو قريب، وما نفع التمسك بالحقوق والقيم، فالمال وحده يكتب بالحبر والقلم، ويا وحدنا أتذكرونها يوم قالها زعيم، ودولة على ظهر حمار، فأين انتهى الأمر بالتسليم، والقبول تحت شعار القضاء والأقدار، ألا ترون ما حل بمنطق أوسلو وخطاب كل متنازل، تمهلوا قبل أن تصنعوا المهازل، ولن تقطفوا إلا البهادل، من الخارج والداخل، ففي الخارج ستظهرون كمجموعة منافقين، وفي الداخل ملعونين، ولن تناول احترام من تذلون بلادكم لأجله، ولا سيرضى شعب أبيّ أن تبيعوه بفجله، قليل من عزة النفس والكرامة، وقليل من الحفاظ على الكبرياء، فلبنان بلد المقاومة، ولو تزين سياسيوه بالرياء، ثم ماذا تظنون يقول فيكم شعب المنامة، وقد خرج يرفض التطبيع، وما انفك يتظاهر في الشوارع، سيلقي عليكم بالملامة، ويسأل أيعقل أن ينضم لبنان للسوق يشتري ويبيع، وهو الذي حرك على العدو المواجع، لو تعرفون حجم الإساءة التي ترتكبونها، بضعف نفوسكم، لأن المواقف تحسبونها، بحجم فلوسكم، لكنكم مخطئون في التقدير، فبيروت ستبقى رغماً عنكم منبراً للتعبير، ومنيعة على التطبيع، وسيدة مدن المقاومة، وبدلاً من أن تناولوا شرف المعاني وحرية الضمير، ستصبحون مجرد رقم وضيع، عرضة للمساومة، ويمضي لبنان من دونكم، وأنتم لا تعلمون، سطروا البيانات، فكرمى عيونكم، بعيداً عن العيون، ستعقد غداً المؤتمرات، فماذا عساكم تفعلون، وتعود إليكم فارغة مذكرات البحث والتحري، وأنتم غافلون لا تعلمون ما يجري، لعل ذلك يليق بحكومة تابعة، وبمنطق الأمير والملك، تهكموا على الممانعة، ومن تهكم عليها هلك.

} 15-12-2021

صباح القدس لشعب يحب الحياة، ويبقى مرفوع الجباه، يتقن الانتصار في الميدان، وفي ملاعب كرة القدم، والنصر عنده إدمان، ولو كانت امكاناته عدم، والخصم مدجج بالمال، في ساحات الرياضة والقتال، فما هي العبرة، أن لم تكن أن الفكرة، تزيح الجبال، ومال قارون وهارون، عندما يعاكس القانون، لا يجلب الأمن والأمان، إسألوا عن اليمن، وتعرفوا على حكم الزمن، سره في الإرادة، والتمسك بالسيادة، وحب الأوطان عنده عبادة، هذا ما تقوله سيرة الحروب، وما تؤكده نتائج الملاعب، لا يتوه في الدروب، ولا تعيقه المتاعب، وعزة النفس تعوض غياب الرساميل، والمثابرة والاتقان، كلما مال معه الرياح تميل، وعلى ساعته يسير الزمان، فالواثق من الحق والحقيقة، ومن تمسكه بالأرض، يعرف كيف يشكل فريقه، ويحفظ الملعب بالطول والعرض، كما يشكل القوات للجبهات، ويحقق الانتصارات، ومن لا تزلزل أقدامه الغارات، لا تزلزل أقدام فريقه المظاهر، فلا ينتظر في المباريات لباساً جديداً، ولا يقيس الباطن بالظاهر، ولا يوحشه أن يكون وحيداً، فقد تعلم كيف يفاجئ، وكيف يعيش في الملاجئ، لكنه تعلم شرف العيش الكريم، وأن لا يذل النفس لعدوان لئيم، مهما تكاثرت عليه الظروف، أو تلعثمت في نصره الحروف، فالنصر صبر ساعة، ما دام على خط الحق والحقيقة، وقد يحسم المباراة في آخر دقيقة، فالأمر بالبراعة، وليس بالملابس، كما في الحرب يتفوق الإتقان، كما يتفوق الإيمان، وعندما يجتمعان، لا يعود النصر هاجس، فكل المال والسلاح، لا يشكل المفتاح، لصناعة النصر على متقن ولا على مؤمن، والنصر ككل مدمن يبحث عن ضالته المنشودة، واليمن صار للنصر أنشودة، هو درس للشعوب، وللحكومات الذليلة، إن كان في الحروب، أو في المواقف، فضعاف النفوس ضعاف في الميادين، ضعاف في المواقف، يجلس المسكين، فتخاله واقفاً، همه الفلوس، مرتعد خائف، يريد رضا الأمير، ولو كان الثمن كرامة، فمهما كبر يصغر الصغير، طلباً للسلامة، وفي نهاية المطاف، ينتصر من لا يخاف، إن أعد العدة وتمكن، وكما تقول الأعراف، أن أرخص القادة، من كانوا بلا سيادة، سياستهم تجارة، وحكمهم شعاره، الرضا بما أمكن، نهايتهم الخسارة، وسيرتهم تلعن.

} 16-12-2021

صباح القدس للجزائر، في كل مناسبة تنبض بفلسطين، فروح الجهاد صوت الضمائر، لا زال يحركها هذا الحنين، والشعب الذي عرف بالشعب الثائر، لا زال يهتف بالملايين، هذه هي جزائر الثورة، لا زالت الجزائر حرة، عندما أضافوا مقعداً مراقباً لإسرائيل، في الاتحاد الأفريقي، وقفت الجزائر ضد العضو الدخيل، وقالت لأفريقيا استفيقي، وبدأت توزع المذكرات، وتنشر التحذيرات، وتضع الفيتو على القرار، وترى فيه عودة الإستعمار، والجزائر قلب العرب الأفارقة، دولة بجيش عريق، شمسها حرة شارقة، وشعبها لكل عربي شقيق، دولة مقتدرة الموارد، بقليل من الإدارة تعود كالمارد، وتخرج من الحكم كل فاسد، وتقدم المثال، لدولة حكم رشيد، ترفض حياة العبيد، وتعوض تقص الحضور المصري، المكبل بألف اتفاق سري، وتعيد الحياة للقارة السوداء، وللحرية دماء الشهداء، فبلد المليون شهيد، لم تنس سورية على رغم مؤامرات اللئام، وبقيت تكرر وتعيد، لا جامعة عربية من دون الشام، وفي كل مناسبة رياضية، تخبئ لنا الجزائر هدية، فمرة يخلع لاعبوها قمصانهم، لتنكشف على صدورهم إعلام فلسطين، وفي السباق يفوز حصانهم، فيكون اسم الحصان فلسطين، وعندما يشارك لاعب إسرائيلي في مباراة، يخرج الجزائري معلناً رفض المجاراة، فلن تصير إسرائيل دولة معترف بها، ولو طبع كل العرب، فالجزائر  تكفي بشعبها، لتطلق صوت الغضب، وانسحاب لاعب، يهز الضمائر قبل الملاعب، وها هي الجزائر تنتصر في كرة القدم، فلا داعي أن تتحزروا لتعرفوا العلم، الذي رفعه الجزائريون، وبأي بهاء وحماسة، يا قدس سائرون، فأنت القداسة، قالوها بالفم الملآن، احتفالاً بالعرس، وزينة أعراسهم تبقى القدس، ومن ينظر لخارطة العرب، سيجد مثلث سورية والجزائر واليمن، قلوباً تنبض بالعروبة على رغم المحن، فالعروبة ليست إمارات وممالك، وعروبة مشيخات الكاز مهالك، بينما عروبة الثوار والأحرار عنوانها فلسطين، في نبض الملايين، ودعم المقاومة، ورفض المساومة، بمئة مليون عربي، يؤدبون كل منافق أو غبي، تتوزع الدول المناضلة، جهات الخارطة العربية، وهي الجبهات المقاتلة، بلسان الأمة الأبية، ولها ينتصر كل عربي شريف، بانتظار يوم المنازلة، يوم يسقط الفكر التافه السخيف، ويسقط التطبيع، وتفتح القدس أبوابها، لأستاذة المقاومة وطلابها، ويهتف الجميع، عاشت القدس عاشت الجزائر، تحيا سورية وعاش اليمن، الشعوب الحرة الضمائر، لا تنسى قضاياها بمرور الزمن، ويقف لبنان والعراق، بوجه الشقاق والنفاق، قلاع للمقاومة والنصر المبين، تحيا الأمة عندما تحيا فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى