أخيرة

أيها الإنسانُ رَ

} يوسف المسمار

 

أنظُرْ، تَمَعَنْ، تَجـِدْ ما يُبْهِـرُ النظـرَ

يا أيها المرءُ لنْ يشقى من اعتَبَرا

وانصتْ إلى الصمتِ واستمتعْ بنغمته

سِرُّ البداياتِ من ألحـانهِ انهـَمـَرا

واسمعْ صدى الريحِ إنْ لاذتْ بغفوتها

في غفوةِ الريحِ لغـزُ المُنتهى انحصرا

في آية الريـحِ صمتُ النـورِ مُشـتعـلٌ

وآيةُ الصمتِ إعصـارٌ إذا انفجـَرا

ما أصدقَ العين إنْ شعـَّتْ بصيـرتُها

ما أعدلَ السمع إنْ بالعقلِ قدْ نظرا

قـد تسمعُ العينُ ما لـم تسمعِ الأذنُ

ويُـبْصرُالسَمـْعُ ما لمْ ينجلِ ويُرى

في صفحةِ الكونِ قرآنُ الألى انتبهوا

يا أيها الناسُ روا في الكونِ ما استترا

آيـاتــه اللهُ في الآفـاق أحـرُفُـهـا

فاستقرئوا الحرفَ حتى تفهموا الخبرا

كـلُّ المناراتِ في كـونٍ يُـواجـهـنـا

لا يَكْـرهُ النـورَ إلا كـلُّ من كَـفَـرا

فيها الهـداياتُ للإنسانِ لو فُهـِمَـت

ما شـاعَ في الناس إغـواءٌ ولا انتشرا

فاستأنسوا العيشَ في أوكارِ عَتْمَتهـمْ

هيهـاتِ في العَـتـمِ إنقـاذٌ لمنْ عَـثـرا

عَـتـمُ الجهالاتِ سادَ الناسَ فاغتبطوا

يا أيها الناسُ غيرُ الوعيّ ما انتصرا

الـنـورُ حَــقٌّ وإنصـافٌ ومعـرفـة ٌ

من عاكسَ النورَ ذاقَ الويلَ وانقهَـرا

لا تَحْسبـوا النصـرَ أمـوالاً مُكـدَّسة ً

فكـلُّ مالٍ بغـيـرِ الحـقِّ ما عَـمُـرا

سِـرُّ النُبـوُّاتِ في فَحْـوى رسائـلهـا

لنْ يفهمَ الِسرَّ من بالجهلِ قدْ نظرا

دَرْبُ السماواتِ عندَ النورِ مفْـرقُها

هل يسلكُ الدربَ من بالنورِ قدْ كَـفَـرا؟!

نهـرُ الفتوحاتِ عينُ الصدقِ منبعُـهُ

هل يُدركُ الصدقَ بالتلفيق من سكرا؟!

اللهُ بالـوعيّ والإلـهــامِ نَـعـرفُــهُ

هل يعرفُ اللهَ بالأوهام من سُـحـِرا؟!

الكـونُ يا خلقُ يَحـوي سـرَّ أنفسكمْ

منهُ الهُدى انسابَ في الآفاقِ وانتشرا

رُوا شُـعلةَ النورِ واستهدوا بها لتروا

اللهَ والخـلـقَ والأســرارَ والـقَــدَرا

وشعـلةُ النـورِ ضوءُ الحق منطلقٌ

بالعقل والوعيّ حتى يُحسنَ النظرا

فنحنُ في الكون شعبٌ ليس ينقصهُ

عقلٌ ورؤيا ترى في الكون ما استترا

وثـورةُ العـقـل تـنـويـرٌ حـقـيـقـتهــا

يا ويـل شعبٍ غبيٍّ نفسَـه احـتـقـرا

لـن يعـرفَ اللهَ شـعـبٌ خـامـلٌ أبـداً

بل يعرفُ اللهَ شعـبٌ ثـارَ وانـتصرا

فـغـيّـروا الحـالَ يا أحـرارَ أمـتـنـا

ما غيّرَ الحالَ شعبٌ بالمنى افتخرا

بضاعةُ الموتِ والأمواتِ قد كثُرت

يا ذلّ شعبِ به التـدجيـل قـد كثُـرا

إن لم نجاهد ونبني صرح عزتـنا

لن ندركَ المجـدَ مهما حلمُنا كبرا

فمنهـجُ الوهـم لا يبني لنا وطـناً

بل منهجُ الوعيّ فيه النصرُ قد حُصِرا

شاعر قومي مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى