معزوفة ُ الاصلاحِ لحنٌ فاجرُ
} يوسف المسمار
معزوفةُ الإصلاحِ شيءٌ تافهٌ
إنْ لمْ نكنْ في نهضةٍ تـتـفجَّـرُ
لا يُصلحُ الترقيعُ وضعاً فارغاً
من كلِّ ما يُغـني الحياةَ ويَـنْصرُ
إنَّ الحـيـاةَ لمنْ يعي أبعـادَهـا
والعيشُ من حَـظِّ البهائـم يُؤثَـرُ
لا يَقْـبـلُ العيشَ المُـذِّلَّ وسـوءَهُ
حُـرٌ كـريـمٌ ثـائـرٌ مُـتَـبَـصِّـرُ
بـل يقبـلُ الـذلَّ المهينَ وشـرَّهُ
عـبـدٌ حـقـيـرٌ خانعٌ مُـتـقهـقِـرُ
فإلى الحيـاةِ وعـزِّها وجـمالِها
والخيـرِ والحـقِّ المقـدّسِ تنظرُ
كلُّ النفوسِ الصاعداتِ إلى العُلى
بالعـزمِ قاهـرةً وليستْ تُـقْـهَـرُ
لا حقَّ في هذا الوجودِ لغير مَنْ
فَهِمَ الـوجـودَ ويستطيعُ ويقـدِرُ
أفـيـفهـمُ الأحـرارُ أن بقـاءَهـمْ
رهنٌ بما يقضي الفِدى ويُقـرِّرُ؟!
أوَيُـدركُ الأبطـالُ أن حيـاتهُـمْ
بالعـزِّ والعـزمِ الكبيـرِ تـُسَوَّرُ؟!
أوَيَـعـلـمُ الشعـبُ العـظيـمُ بأنـهُ
في النائباتِ الحاسماتِ الأقدرُ؟!
يا أمـة الانسانِ أنـتِ المُـرتجى
والـوعـدُ والفجـرُ البهيُّ الأنـورُ
يا سـوريا أنحسرَ الضياءُ فـفجِّري
نبـعَ المـواهـبِ فالظـلامُ مُـدَمّـِرُ
إلاّكِ منْ ملأ الـوجـودَ منائـراً؟!
وبلاكِ من روحَ المحبةِ ينشرُ؟!
وبـدون عـدلكِ أيُّ عَـدْلٍ يُرتجى
وبكـلِّ ما احتضنَ الصلاحُ يبشِّرُ؟!
فيكِ ابتدى عصرُ الحضارةِ والهُـدى
وبكِ الـرَجاءُ وتَستَـمِـرُ الأعْصُـرُ
بالوعيِّ والخُـلُقِ الجميلِ وبالبطولةِ
تَـبـتـدى قِـيَـمُ الحـيــاةِ وتُـزهِـرُ
وبغـيـرِ عـزلِ الحاكمينَ بشرعةِ
التضليـلِ عن تاريخـنا لا نَكْـبُـرُ
فَشَـرائعُ الدُنـيـا وأدْيانُ السماءِ
جميعُـها إنْ لـمْ نَـثُــرْ لا تُـثـمـِرُ
فالظُلمُ في صمتِ العدالةِ دائـمٌ
والعَـدلُ في قَهْرِ المظالمِ يَـعْـمُـرُ
وحقيقةُ الإنسانِ ما بينَ المناقبِ
والمثـالـبِ جَـوْهَـرٌ مُـتـمـظهـرُ
أنْهى وأبـلغُ شــاعـرِ ذاكَ الـذي
عن خيـرِ آمـالِ النـفـوسِ يُعَـبِّرُ
فتـثورُ كالقَدَرِ العجيبِ كريمةً
وتظـلُّ كُـلَّ المَكـرُماتِ تُـثَـوِّرُ
فإذا أردنـا في الحيـاةِ كـرامةً
لا عـزّ في غيرِ الصراعِ يقرّرُ
فلـنـملأ الدنـيا صراعاً هادفـاً
يمتـدُ ما امتـدَ الـزمانُ ويكـبُـرُ
لتـظـلّ أمتـنـا تُجـددُ مجـدَهـا
وبنـورها العتـمُ البهيـمُ يبعثرُ
لا شيء غيـر العـز ينقـذ أمةً
بُـلـيَـت بجهـلٍ هـولُهُ يتـطـورُ